" وقفة المعلّم ع إيد المعلّم صعبة " هذا القول ينطبق على الانتخابات البلدية في بلدة بريتال الشيعية قضاء بعلبك مع حسم " حزب الله " وحليفه أمل أمرهما الاخير بدخول المعركة الانتخابية، في سباق السيطرة على القرار البريتالي بعد اجتماعات عدة بين الحلفاء وان كان القرار لم يصدر رسمياً بعد.

هل ستخوض بريتال حقاً في استحقاق 2016 معركة مختلفة عن معركة 2010؟
مما لا شك فيه ان بريتال معقل الأمين العام لـ "حزب الله "السابق الشيخ صبحي الطفيلي، وكان الحزب ا وحلفاؤه تجنّبوا المعركة فيها خلال الدورات الثلاث الماضية. فمنذ استحقاق 1998 ينال المجلس البلدي برئاسة عباس زكي اسماعيل مع كل دورة انتخابية ثقة غالبية أبناء البلدة.

الماكينة الانتخابية للمتنافسين لا تهدأ وتعمل كخلية نحل فيما المرشحون الذين بات شبه محسوم امرهم في لائحتين لم يخرج حتى الآن نشاطهم الانتخابي عن الاطر العائلية الضيقة ولا تزال حركتهم خجولة بعض الشيء حتى الاجتماعات العائلية، الكبرى منها والصغرى، هي في صدد التوافق الداخلي على هذا المرشح او ذاك في البلدة. لكن ما هو بارز ترؤس الرئيس الحالي عباس زكي اسماعيل لائحة مكتملة مكونة من العائلات معظمهم موجودون في المجلس الحالي ستكون منافسة للائحة التحالف المكتملة "حزب الله" وحركة "امل" وبات اسماء مرشحيها شبه واضحة معظمها من الفئة الشبابية وعلى ان الاتفاق بينهم ان رئيس البلدية سيكون للحزب ونائب الرئيس للحركة على ان توزع 5 اعضاء لـ أمل من اصل 18 عضوا والباقي لـ " حزب الله " والعائلات.

وان تلونت المعركة الانتخابية بمعركة عائلات، غير ان صراعاً سياسيا بامتياز شيعياً – شيعياً بارزاً داخل بلدة بريتال. فـالحزب يريدها " إثبات نفوذ" اذ كان خلال الدورات السابقة كل من حزب الله وامل غائبين عن مراكز القرار والسلطة بفعل الوجود الطفيلي. لذا تشكل انتخابات بريتال اليوم محط اختبار أساسي لسلطة الأحزاب والقوى السياسية الشيعية التي تتنازع السلطة فيها، وان كان الطفيلي يراقب من المسافة نفسها ما يدور ودعم لائحة عباس زكي اسماعيل روحياً بطريقة غير معلنة.

يريد الحليفان الشيعيان " الحزب" و"أمل" الانتخابات البلدية إثبات نفوذ في بريتال التي تغرد خارج سربهما بما يُعدّ اختباراً لقوّتهما وتأثيرهما في الشارع البريتالي والبقاعي ليستعيدا حضورهما السياسي في كبريات بلدات القضاء التي يفوق عدد ناخبيها 9500 ناخب.

واقعة عين بورضاي التي جنبت بريتال تأثير الاحزاب واهوائها الانتخابية اضافة الى حزبية البريتاليين يعبرون عنها على طريقتهم منذ ان انحازوا اواخر السبيعينات الى "أمل" واواسط الثمانينات الى الحزب واواخر التسعينيات الى " ثورة الجياع " وهو الاسم الذي اطلق حينها على مناصري الطفيلي بعد انفصاله عن الحزب . وهناك مثل بريتالي يقول: " اذا جنّ قومك جُن معهم " .

عباس ذكي اسماعيل اكد لـ " النهار" انه طوال فترة رئاسته وحتى اليوم عمل على تجنيب البلدية الصبغة السياسية بل كانت صبغة انمائية خدماتية والانجازات تشهد على ذلك، مشدداً على انه لا يوجد خصومة مع اي فريق ان كان "حزب الله" او "امل" خصوصاً انه خلال فترة المجلس كان على اتصال دائم وتعاون مع نواب الفريقين.
وعن دخول الحزب وامل الانتخابات قال: " لن نكون امام موقع سياسي مخاصم لاحد، وفي حال تشكيل الحزب لائحة منافسة لن نكون بموقع الخصومة. فنحن اصحاب قرار ونملك الجرأة الكاملة لتنفيذ اقتناعاتنا كافة ولنا قولنا والهدف خدمة البلدة واهلها، معلناً ان لائحته ستكون مكتملة ومكونة من عائلات البلدة التي ساهمت بتأسيس المقاومة وستعلن رسميا".

وكان وزّع بيان منذ ايام قليلة في مواقع التواصل الاجتماعي في البلدة يؤكد رفض البعض دخول الحزب المعركة، وبعض ما جاء فيه: " اتركوا بريتال وشأنها (...) تركتم بريتال طوال فترة كان مقدارها ثماني عشرة سنة مما تعدون حاولتم إخماد صوتها وطمس حقيقتها، فأبعدتم عنها كل خير فعلته بما في ذلك تأسيس حزبكم، ونسبتم اليها كل جهل قمتم به فلمَ عدتم إلينا؟ دعيناكم وناجيناكم وتوسلنا إليكم فلم تلبّونا إلا الى صلاة ميت لشهيد، لتعتلوا منبراً، لتجلسوا على سفرة غداء، أو لتلتقط لكم الصور وتكونوا مرائين للإعلام".

وسواء صحّ الربط بين الأمرين أم لم يصحّ، يتمسك قسم كبير من الاهالي بالرئيس الحالي كرئيس للمجلس البلدي خصوصاً بعد الانجازات الانمائية الشاملة التي توّجت مسيرة رئاسته وعمله الدؤوب ورفع صيغة الحرمان عن البلدة التي لطالما لازمت البلدة كصفة.

أمّ المعارك ستكون في بريتال وتختصر بــ"لمن ستؤول الكلمة الفصل" في سباق السيطرة على القرار البريتالي؟ فالانتخابات عندما تحصل لها نتائج سياسية لا يمكن اخفاؤها ولا احد يستطيع ان يشطبها، و"حزب الله" هو المارد في المنطقة فكيف ستكون قوته في بريتال؟ أسئلة ستجيب عنها صناديق الاقتراع في 8 آيار المقبل الموعد المحدد للانتخابات البلدية في البقاع.