يشهد الإعلام الأمريكي والأوروبي هذه الأيام حملة تشويه ممنهجة تستهدف السعودية، وتحاول ربط الإرهاب وعدم استقرار المنطقة بالسعودية وسياستها الخارجية وتبرئة إيران من كل ما يحدث في سوريا والعراق ولبنان واليمن. ويتزعم اللوبي الإيراني المعروف باسم "ناياك" هذه الحملة الممولة إيرانيا، من خلال صحفيين وباحثين إيرانيين نافذين في وسائل إعلام دولية.

و"‏ناياك" هو اسم مختصر لـ"المجلس الوطني للإيرانيين الأمريكيين" وبالإنجليزية "National Iranian-American Council" وباللغة الفارسية "شوراى ملى إيرانيان أمريكا" وهو لوبي إيراني يترأسه الكاتب والمحلل السياسي الإيراني تريتا بارسي.

‏ونجح  لوبي "ناياك" في اختراق الإعلام الأمريكي و الأوروبي من خلال الصحفيين والباحثين والكتاب  الإيرانيين العاملين في وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية، كما أن الصورة المغلوطة التي يقدمها "ناياك" عن السعودية أصبحت تعتمد إعلاميا ويروج لها بصورة كبيرة جدا لربط الإرهاب والتطرف الذي تشهده المنطقة وأوروبا بالنظام السعودي.

يشار إلى أنه في هذه الأيام تتعرض السعودية إلى حملة تشويه ممنهجة في وسائل الإعلام الدولية، ولوبي "ناياك" يلعب دورا رئيسا في هذه الحملة الإعلامية ضد السعودية. 
 
ويعتقد لوبي "ناياك" الذي لعب دورا أساسيا وخفيا في تقريب وجهات النظر بين حكومتي روحاني وأوباما في إبرام صفقة الاتفاق النووي الإيراني الشهير، بأن بقاء النظام الإيراني ورفع جميع العقوبات الاقتصادية عن إيران مرتبط بنجاح تطبيق كافة بنود الاتفاق النووي الإيراني، وأن ضمان نجاح الاتفاق النووي الإيراني أيضا نفسه مرتبط بإضعاف السعودية وعلاقاتها الدبلوماسية والاستراتيجية مع واشنطن، حتى لا تستطيع أن تؤثر سلبا على مصالح إيران واتفاقها النووي من جهة الإدارة الأمريكية المقبلة.

ويرى اللوبي الإيراني" ناياك"، بحسب ما اطلعت عليه "عربي21" أن أفضل استراتيجية ودبلوماسية من الممكن أن تستخدمها إيران ضد السعودية في الوقت الحاضر، هي ربط الإرهاب الذي يضرب المنطقة وأوروبا بالمملكة العربية السعودية، وإبعاد شبهة الإرهاب عن إيران حتى تستطيع طهران أن تقدم نفسها كشريك أساسي للولايات المتحدة والأوروبيين لمحاربة الإرهاب في سوريا والعراق.

ووفقا لرؤية "ناياك"، فإن إيران تكون هي الدولة الأساس التي ينبغي أن يعتمد عليها في الدوائر الغربية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية وغيرها من التنظيمات الإسلامية المتطرفة، ويحاول لوبي "ناياك" الإيراني ربط كل هذه التنظيمات الإسلامية بالسعودية. ويتحدث رئيس "ناياك" وأعضاء هذا اللوبي بوضوح في هذه الأيام على وسائل الإعلام بأن مصدر الإرهاب في العالم والمنطقة هو السعودية وليس إيران.

ويعد "ناياك" من المقربين لحكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني، واعتمد فريق روحاني بشكل كبير على لوبي "ناياك" في التأثير على الحكومة الأمريكية ودوائر صنع القرار الأوروبية في المفاوضات النووية. والدور الممنهج الذي يقوم بتنفيذه "ناياك" هذه الأيام لتشويه صورة السعودية في وسائل الإعلام الدولية، يعبر عن رغبة حكومة روحاني التي تحاول أن تظهر إيران بمظهر التحضر والوسطية وليس التطرّف، وأن على الأوروبيين والأمريكان التحالف مع طهران وليس الرياض لمحاربة الإرهاب والتطرف في المنطقة.

ويقدم "ناياك" نصائح عديدة للحكومة الإيرانية في ملفات تخص السياسة الخارجية الإيرانية، وقالت صحيفة "بهار" الإيرانية بأن لوبي "ناياك" طالب بتغيير  مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان والإتيان بدلا منه بشخصية معتدلة في خطابها حتى لا يكون هناك أي مأخذ على سياسة إيران الخارجية لصالح السعودية في المنطقة، حسبما اطلعت عليه "عربي21".

ويرى مراقبون للشأن الإيراني أن هجوم لوبي "ناياك" الإيراني في الولايات المتحدة الأمريكية على السعودية تم بأوامر صدرت من الحكومة الإيرانية، لتبرر إيران تدخل جيشها عسكريا في سوريا، حيث أصبح هذا اللوبي يروج أن السياسية الخارجية الإيرانية تتماشى تماما مع مصالح وأهداف الولايات المتحدة الأمريكية في محاربة التنظيمات الإسلامية المتطرفة في سوريا والعراق.

 ولم تصدر أي إدانات دولية ضد التدخل العسكري الإيراني في سوريا منذ إعلان إيران رسميا عن إرسالها قوات عسكرية خاصة تابعة للجيش إلى سوريا. ويرجع ذلك إلى نجاح إيران في تقديم نفسها دولة محاربة للإرهاب في سوريا والعراق في حين يعمل لوبي "ناياك" الإيراني على ترويج هذه القصة في وسائل الإعلام الدولية وربط كل ما يحدث بالسعودية، حسبما ذكر مراقبون.

وبحسب مراقبين، فإن "ناياك" نجح إلى حد كبير في إقناع وسائل الإعلام والحكومات الأوروبية بتبني واعتماد الرؤية الإيرانية للأحداث، في سوريا بشكل خاص والمنطقة عموما.

  عربي21- محمد مجيد الأحوازي