الله هو اسم علم مفرد لا جمع له في اللغة العربية  يدل على "المعبود" او "الخالق" في الديانات التوحيدية والنظم العقائدية الأخرى، وغالبا ما يوصف الله على أنه الخالق الكلي القدرة والمشرف على الكون. لا يوجد إله للمسيحيين، وإله للمسلمين، إلى غير ذلك..  فالله واحد وهو إله واحد للجميع.
في المسيحية وبحسب قانون الإيمان المسيحي الذي أقره مجمع نيقية، يعرف الله بأنه واحد، وهو كلي القدرة ضابط الكل الذي هو أصل كل شيء، لا بداية ولا نهاية له زمانياً أو مكانياً، وهو خالق السماوات والأرض وخالق كل نفس. والله في الإسلام هو عَلم على الذات الواجد المستحق لجميع المحامد، وهو الإله الحق لجميع المخلوقات ولا معبود بحق إلا هو. ويؤمن المسلمون بأن الله واحد، أحد، فرد، صمد، ليس له مثيل ولا نظير ولا شبيه ولا صاحبة ولا ولد ولا والد ولا وزير له ولا مشير له، ولا عديد ولا نديد ولا قسيم. 

 

من يريد إلغاء كلمة "الله"؟
معروف أنّ كلمة الله وهي كلمة عربية تترجَم بالإنجليزية "God" وبالفرنسية "Dieu" وبالقبطية "Vnou" وهكذا. ولكن ما نشاهده حاليا في الكثير من الافلام المترجمة التي نشاهدها في لبنان ان كلمة "God"، و"Dieu" غالبا ما تترجم للعربية باستعمال كلمة "القدر"، وكلمة القدر معروف انها تشير إلى مسار محدد مسبقا من الأحداث،  ويمكن أن ينظر إليه على أنه المستقبل المعد سلفا والمجهول، وهو مفهوم يقوم على الاعتقاد بأن هناك ترتيبا ثابتا للطبيعة في الكون. فلماذا يصر البعض على الغاء كلمة "الله" مع ما تحمله من معان سامية ليضع مكانها كلمة "القدر" المجهول؟ هل اصبح المطلوب اليوم استبدال كلمة "الله" بكلمة "القدر" في الترجمات واللغة والحديث تمهيدا لمحاولة استبدالها من العقول؟.


الاستبدال لا يجوز...
في الديانة الاسلامية لا يجوز على الاطلاق استبدال كلمة "الله" بكلمة "القدر" لان القدر يختلف تماما وبشكل كبير عن كلمة "الله"، هذا ما اشار اليه مكتب العلامة السيد محمد حسين فضل الله عندما اتصلت به "النشرة"،لافتا الى ان القضاء والقدر لا علاقة لهما بالخالق وهما لا ينتميان الى الذات الالهية، واعتبر ان هذا الخطأ غير المقصود بالطبع قد يحمل اهدافا خبيثة هدفها تشويه صورة "الله" لان من يقوم بالترجمة هم عادة خبراء في مجال عملهم.
وكما في الديانة الاسلامية كذلك بالنسبة للديانة المسيحية حيث اعتبر الاب هاني مطر في حديث لـ"النشرة" انه لا يجوز استبدال كلمة "الله" بكلمة "القدر" لان الفرق بين الاثنين كبير جدا فالله هو ضابط الكل وهو الخالق واله الرحمة والعناية وهو معروف من البشر وعلاقتنا به قوية، بينما القدر هو المجهول الذي لا نعرفه وهو الخوف الذي لا يوجد لنا اي علاقة به. واضاف مطر: "انا لا اجد ان هذه الترجمة الخاطئة للكلمة غير بريئة بل هي وسيلة من وسائل غسيل الدماغ للعقل العربي الذي لا يعرف كثيرا باللغة الانكليزية، مشددا على اهمية ان يتم الاضاءة على هذه النقطة كي لا تربى اجيالنا على فكرة استبدال "الله" بـ"القدر"، ومعتبرا ان الحركات الشيطانية في العالم ومن بينها الحركة الصهيونية العالمية تريد الغاء "الله" من عقولنا وقلوبنا بشتى الوسائل والطرق، منبها الجميع في العالم العربي من خطورة هذه النقطة.

 

خطأ في الترجمة؟!
وبالاضافة الى الرأي الديني، اتصلت "النشرة" برئيسة قسم الدوبلاج والترجمة في قناة المرأة العربية زينة ملكي للاستفسار عن هذا الامر لمعرفة ما اذا كان اعتماد كلمة "القدر" بدل كلمة "الله" هو الرائج حاليا بمكاتب واقسام الترجمة، الامر الذي نفته ملكي، مؤكدة في حديثها ان ترجمة كلمة "god" في العربية هي "الله" وليس القدر وهذا ما تعتمده هي في عملها داخل المحطة او خارجه وهذا ما يجب اعتماده من قبل الجميع لانه وان كان مسموحا استبدال بعض الكلمات باخرى في حالات معينة الا انه لا يجوز استبدال كلمة "الله" بأي كلمة اخرى، مشيرة الى ان تغيير ترجمة بعض الكلمات عادة ما يكون بسبب طلب المحطة التلفزيونية او الوسيلة الاعلامية التي ستعرض المنتج.


"الله" خلق الكون وخلق المخلوقات وهو من نعبد، هو بالنسبة لنا اله الوجود وله السجود، هو اله الحق والرحمة والنور والظلمة والعطاء والنعمة، هو من لا تجوز المقارنة معه ولا يجوز التشبه به. كلمة "الله" هي اكبر من كل الكلمات ومعناها يفوق المعاني وما تحاول القيام به بعض المرتزقة من المترجمين سواء في لبنان وخارجه لغسل دماغ بشر عبر تغيير اسم "الله"، واستبداله باسم اخر لن ينجح، ومطلوب من الجميع الانتباه لهذه النقطة وعدم السماح لاحد بان يستبدل الله بكلمة او اي امر اخر. 

 

 

محمد علوش    النشرة