لم تعد الرسالة الإعلامية في لبنان  وخصوصا التلفزيونية منها على حالها من الأخلاق والرزانة واحترام المهنة والمشاهد، وشيئا فشيئا تتحول هذه الرسالة الى ما يتناقض ويتنافى مع الآداب العامة لأي مجتمع، وباتت شعارات الحرية الإعلامية والسبق الصحفي شعارات مخصصة للإستغلال المادي، ولتشويش الرأي العام والخاص، وبات المجتمع اللبناني وخصوصا الأطفال منه ضحية هذا الإعلام الذي يحرض عن قصد أو غير قصد على الجريمة والدعارة والسرقة والابتزاز وغير ذلك .
إن استعراض بعض المشاهد من البرامج المتلفزة اللبنانية، كبرنامج " للنشر" أو برنامج "وحش الشاشة"  وغيرها من البرنامج  ذات الأهداف الرخيصة، بدأ المشاهد اللبناني يدفع ثمنها من رصيده الأخلاقي أمام المجتمعات الأخرى وباتت سمعة المجتمع اللبناني وفقاً لهذه الصورة، وبات الأطفال اللبنانيون ضحايا هذا التفلت الإعلامي الرخيص دون حسيب أو رقيب .
إن المواضيع والأفلام التي تبثها هذه البرامج هي سمّ وعسل في نفس الوقت، وهي تحت عنوان الحرية الاعلامية والسبق الصحفي دخلت إلى كل بيت لنشر الفاحشة والرذيلة، واستطاعت الإعلامية ريما كركي أن تعيد الإعلام الى مصاف المهن المشينة، وتحاول إظهار نفسها كإعلامية من خلال الحديث عن الجنس والدعارة دون أي رادع أخلاقي،واستطعات أن تتربع على عرش الإعلام الرخيص والمبتذل، بعيدا عن الرسالة الهادفة المفترضة لبرامج من هذا النوع .
إن معظم  الوسائل الإعلامية في لبنان باتت متهمة باحتلال عقول الاطفال وتشجيعهم على الفساد والدعارة والسرقات، وباتت مثل هذه البرامج والمشاهد موادا تتنافى مع الأخلاق ورسالة الإعلام الهادفة .
إن استغلال الأطفال في بعض هذه المشاهد سيكون بلا شك مقدمة لنشر هذه الثقافة المضللة للأمة والمجتمع ولجيل كامل سيقوم عليه مستقبل أمة ووطن .
ما هي الرسالة التي تريدها ريما كركي من برنامجها؟ وما هي الرسالة التي يريد وحش الشاشة إيصالها لهذا المجتمع ؟ وهل بات الحديث عن الفضائح والخيانات الزوجية والجنس والمثلية هو المادة الوحيدة لمثل هذه البرامج؟ أين المجلس الوطني للإعلام ؟ وأين وزارة الإعلام عما يجري على الشاشات ؟ على من تقع مسؤولية قمع مثل هذه البرامج ؟
ومرفق مع هذا المقال مشاهد من برنامج للنشر على أمل أن يكون ما فيه محل إدانة ورفض من القارىء والمشاهد لوضع حد لهذه الدعارة الإعلامية .