عقدت جمعية كشّافة المبرّات مؤتمرها الكشفي السنوي بعنوان "كشافة المبرّات: قافلة في الريادة في الخدمة والعبادة" في قرية الساحة التراثية على طريق المطار، برعاية وحضور رئيس جمعية المبرّات الخيرية سماحة السيد علي فضل الله، مدير عام جمعية المبرّات الدكتور محمد باقر فضل الله، النائب إميل رحمة، رئيس اتحاد كشاف لبنان القائد جوزيف خليل، رئيس جمعية كشافة المبرّات القائد عفيف الزيّات، وعدد من رجال الدين، ورؤساء الاتحاد السابقين، وممثلين عن جمعيات كشفية، وأفواج كشفية عديدة.

افتتح المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد جمعية كشّافة المبرّات، من أداء فوج الإمام الحسن، فكلمة ترحيبية لأمين سر المؤتمر القائد محمد نصرالله قال فيها: "يكفي هذه الكشفية فخراً أنها استطاعت بإمكاناتها المتواضعة وأهدافها الأصيلة أن تجذب إليها عدداً كبيراً من الناشئة، وتنتزعهم من بين فكّي المدينة الصاخبة بما انتجته التكنولوجيا، وتسير بهم إلى أحضان الطبيعة، حيث شظف العيش وخشونة الحياة". وأضاف: "إن جمعية كشافة المبرّات ستكون جزءاً من عملية التطوير المستمر والتقييم الذاتي التي تنتهجها جمعية المبرّات في كل أعمالها وإنجازاتها.

ومن المؤكد أن كل ما يُقدّم من تخطيط وأوراق عمل في هذا المؤتمر يتمحور في هذا السياق، ويساهم في تحقيق أهداف رسالة المبرّات، ونشر فكرها وثقافتها عبر إنشاء جيلٍ واعٍ مثقف ورصين، يفجّر طاقاته من أجل الخير والانفتاح". بعد ذلك قدّم فوج السيّدة مريم فقرة إنشادية بعنوان "نحن الشباب"، تلاها كلمة لرئيس اتحاد كشافة لبنان القائد جوزيف خليل جاء فيها: "في مطلع الألفية السادسة زرت مع رفاقي أعضاء الهيئة الإدارية لاتحاد كشّاف لبنان سماحة العلّامة السيّد محمد حسين فضل الله في مقر إقامته، وأذكر أنه شبّه يومها الحركة الكشفية بالشمس التي تنساب إلى الكون من دون استئذان، وتعطي النور إلى العالم والحياة إلى الإنسانية والدفء إلى الأرض"، وأضاف: "في هذه الأيام الصعبة نتذكر سماحته ونتأمل في عمق كلامه، ونؤكد من خلال هذا اللقاء أننا في حركتنا الكشفية اللبنانية والعالمية أبناء النور وأبناء الحياة وأصدقاء البيئة وأبناء الإنسانية المبنية على حضارة المحبة وملء جسور التلاقي".

وقال خليل: "أنا فخور اليوم من خلال مشاركتي في مؤتمركم أن يؤدي اتحاد كشاف لبنان دوره ورسالته ويقف إلى جانب الجمعيات الكشفية اللبنانية المنضوية تحت لوائه، إيماناً بأن الاتحاد يُظهّر في عمله الصورة الوطنية الجامعة، ويشكل في أدائه الوحدة الإسلامية المسيحية ويثبت في حضوره المواطنية الحقة". وأضاف: "إن مؤتمركم أيها الأخوة، يندرج في إطار تفعيل عمل الجمعية وتحديث برامجها وتأدية دورها في خدمة المجتمع، واحترام الاختلاف في الرأي والتنوع في المواقف، والإيمان بالله الواحد، انطلاقاً من ثابت أن الدين لله والوطن والجميع". 

ثم كانت وقفة إنشادية ثالثة لفوج الإمام المجتبى بعنوان: "موطني يا شجو المبرّات"، فكلمة لرئيس جمعية المبرّات الخيرية سماحة السيد علي فضل الله جاء فيها: " كلي أمل بان يفتح هذا المؤتمر باباً يطل بنا إلى مستقبل أفضل لأجيالنا الجديدة، ولهذا الوطن الذي يعيش في أسوأ مرحلة من تاريخه، نتيجة ما نشهده من سقوط لكل القيم الوطنية والأخلاقية والإنسانية، وفساد بات يتحكم بمفاصله وعلى كل الصعد".

وأضاف: "إن دخول جمعية المبرّات في العمل الكشفي أتى انطلاقاً من إيمانها بأهمية هذا العمل على مستوى بناء الإنسان وتوجيه قدراته لتصب في خدمة المجتمع وبناء الوطن، وهي رأت أن هذا العمل يساعدها على تحقيق هدفها الذي وجدت لأجله وهو النهوض بالإنسان وتعزيز حضوره". وتابع: "أُثمّن الشعار الذي طرحته الجمعية لهذا المؤتمر تحت عنوان "قافلة الريادة في الخدمة والعبادة"، حيث عنونت دورها بأمرين: خدمة الناس أولا وقدمته على العبادة، لا انتقاصاً من العبادة بل لكون خدمة الإنسان هي التعبير العملي عن العبادة". وقال: "هنا، لن نرى جمعية كشّافة معزولة ومتقوقعة تختنق في الدوائر الطائفية والمذهبية والسياسية المغلقة، نعم هي جمعية ملتزمة بدين ومذهب ولكن لا أرى في إيمانها هذا ما يعزلها عن الآخرين، بل نراه يعزز انفتاحها عليهم في كل ساحة من ساحات هذا العالم، فنحن نريد للعمل الكشفي أن لا يكون على صورة الانقسامات التي نعاني منها في البلد، بل أن يكون جامعاً موحّداً مقرّباً بين القلوب".

وأشار السيد فضل الله إلى أنه "عندما أطلق سماحة السيد محمد حسين فضل الله على الكشاف عنوان "جيش لبنان الأخلاقي" كان هدفه أن يؤكد على أن يكون الكشاف عنواناً جامعاً للقيم الأخلاقية والإنسانية التي تلتقي عليها كل الأديان والمذاهب، فليس هناك صدق إسلامي وآخر مسيحي أو أمانة إسلامية وأخرى مسيحية أو صدق عند هذا المذهب غير ذاك المذهب، وإذا عشنا هذه القيم فسوف نعرف كيف نختلف في الدين أو المذهب ولن يتحول هذا الخلاف إلى مشكلة، بل إنها سوف تعلمك كيف يكون منطقك جميلاً وأسلوبك جميلاً ومنطلقاتك جميلة وأهدافك كذلك".

وأكد فضل الله: "إننا نريد للكشّاف أن يكون جامعاً من خلال القيم الاًخلاقية وبانياً لها ومعهداً لتربية الشباب على الاعتماد على الذات وعلى روح التطوع والعيش المتفاعل مع الآخر والارتباط بالأرض"، مضيفاً: "نريد من خلال هذا المؤتمر أن نساهم في إعادة الحيوية إلى العمل الكشفي الذي يحتاج إلى تفعيل على مستوى الحضور في الخدمة العامة وفي كل ميادينها فلا يقتصر دوره في مواكبة أنشطة واحتفالات ومسيرات بل نريده رائد الأنشطة المدنية والأهلية". وختم سماحته قائلاً: "الآمال كبيرة والطموحات كثيرة ولكن دونها عقبات، ونحن قادرون على مواجهتها إن توحدت جهودنا على مستوى البرامج والأنشطة وتبادل الخبرات والكفاءات. من جهتنا نحن جاهزون لنبدأ العمل معاً، ولنتوحد في صيغة عملية جامعة، فإذا فشل السياسيون في توحيد هذا البلد فليسعى الكشاف للقيام بهذا الدور". بعد ذلك تمّ توزيع الشهادات والأوسمة على القادة، لتبدأ ورش العمل المتخصصة حول البرامج الكشفية الجديدة التي أعدتها الجمعية لتلائم التطور التكنولوجي، بالإضافة إلى أنشطة الخدمة الاجتماعية. ثم رفعت التوصيات لإقرارها من قِبل الجمعية العامة لجمعية كشّافة المبرّات.