يوم آخر يتدحرج ببطئ ممل...استند الى الجدار البارد..استنشق الهواء البارد..هذا لايرضني.. رئتاي لاتجدان ما يكفيهما في هذه الغرفة الدامسة..حيث الهواء مستهلك والافكار مبتورة..والاطياف تملأ جنباتها الضيقة..كل من استحضرتهم خلال الايام الاخيرة يرفضون النزوح عن مملكتي الى حيث ينتمون...يستهويهم الصمت الصاخب هاهنا..يستلذون انيني المسكوب في قوالب الضجر...القي معطفي البنفسجي على كتفاي ...وادلف خارجة كلص متسلل من سجن ملعون..تلفحني سياط البرد القارس خارجا..احس بدواخلي تنفتح تلقائيا لاستقبال اكبر كمية منه..لايهم ان جرحت رئتاي..الاهم اني اتنفس ملء الكون ما يحلو لي من برودة تفتك بالدفء وتجعل الجسد يرتعش..نشوة ربما...لافرق...امنح كل الصلاحيات المتاحة لخطواتي..فلتاخذيني اينما شئت...مدركة ان عقلي الباطن كجلاد لايروقه الا الانصياع لقوانين مدت منذ ابد منعدم...هذه انا لااجدني الا في هبوب الرياح..في انحسار الشمس للغيوم الداكنة..في هطول المطر...ارفع نظراتي الى السماء..هذه نتف سوداء تلاحقني...ادرك انها لي ومني والي..هذه الغيوم السوداوية الاحادية اللون والهطول..تدرك حجم احلامي واحزاني واوجاعي..تدرك كيف تلامس ندوبي دون ايذائي...تسايرني ...لحظات الهروب من اطيافي المستعمرة لخلوتي..تمتد دهورا وقرون...اجوب فيها عالم التحرر من الالم..عالم البوح..واطلاق سراح الافكار السجينة في الفضاء الرحب...قد اعود لغرفتي...واسكب هذا الحبر حروفا على فراغ الصفحات المنتظرة منذ عقود..............سأعود.