لايمكن لعاقل ان يتجاهل تلك المكتسبات التى تشهدها العلاقات المصرية –السعودية والتى تمر الان  باوج توهجها فى الساعات الراهنة بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية والذى جاء للقاهرة على راس وفد رفيع المستوى حاملا فى جعبته الكثير من التعاون البناء والمشترك مع الجانب المصرى ولقد تجلى ذلك بوضوح عبر ابرام الجانب السعودى لنحو 17 اتفاقية للتعاون المشترك مع الجانب المصرى تصب معظمها فى صالح انتعاش الاقتصاد الوطنى لارض الكنانة.
ولعل هذا ما ترجمته بقوة افتتاحيات الصحف السعودية والمصرية والتى اظهرت القا وتوهجا غير عادى بحفاوة الزيارة وثمارها اليانعة على اكثر من صعيد  وبعيدا عن الضجيج والصخب الذى تشهده الان اوساط شبكات التواصل الاجتماعى والمواقع الاليكترونية وشبكات التلفزة والفضائيات وبرامج التوك شو فيما يتعلق بالجدل واللغط السائد حول مصير جزيرتى تيران وصنافير بالبحر الاحمر ومدى تبعيتها للجانب السعودى ام المصرى ؟! فالامر قيد ايادى يقينى القوى  انها لا تقبل الحديث عن التفريط او الافراط قيد انمله فى شبر واحد من الاراضى المصرية وان كنا لانود اختزال الحالة التى تشهدها البلاد والزخم الهائل حول زيارة سلمان الميمونة للدولة المصرية وما يعقبها من طفرة فى مجالات عديدة فى تكهنات واجتهادات لاطائل منها فى حالة الجدل السائدة والتى ان تركناها لاهل الاختصاص فقد اصبنا كبد الحقيقة .
وكما اسلفنا فان المكتسبات الكبيرة التى تشهدها البلدين مصر والسعودية تجسد حالة الاخاء والتلاحم بين القيادتين المصرية والسعودية من اجل احداث رواج اقتصادى تبدو انعاكساته جليه فى التوقيع على اقامة اكبر واطول جسر برى يربط المملكة العربية السعودية بالجانب المصرى فى اكبر عمل هندسى مشترك بين البلدين والحقيقة اننى عندما اطلع واستمع لردود افعال اهل الاقتصاد وخبراء التنمية حول اهمية المكتسبات التى ستعود على المنطقة العربية باسرها جراء انهاء هذا الجسر وما يمثله فى حقيقة الامر من تحدى كبير واجهاض لطموحات كيانات اقليمية تتخامنا بالمنطقة وبعضها يناصبنا حالة من العداء الازلى –الكيان الصهيونى- بمايعنى ضربة فى الصميم خاصة وان قطاعات  هامة وعلى راسها  السياحة والتبادل التجارى سوف تشهد طفرات غير مسبوقة فى النماء والرواج وازدهار المقاصد المرجوة جراء ذلك .
وفى ذات السياق فان ما تم توقيعه من اتفاقيات بين الجانبين المصرى والسعودى سوف يساهم لا محالة فى احداث تغييرات جوهرية فى طبيعة التنمية التى سوف تشهدها المنطقة باسرها ولعل ما تناقلته الوكالات والصحف والفضائيات حول المشروع جراء زيارة الملك سلمان لمصر فى تاسيس 10 شركات سعودية براس مال يبلغ قرابة 36 مليار جنيه مصرى  سيساهم ايضا وبشكل كبير فى ضخ المزيد من الاستثمارات فى شرايين الاقتصاد المصرى والذى احسبه فى امس الاحتياج لهذه الدفعة غير المسبوقة والتى لاتاتى الا من اشقاء يكنون لارض الكنانة كل الحب والدعم والتقدير.
والحقيقة ان ماقدمته السعودية لمصر عبر زيارة مليكها انما يستوجب الشكر والتقدير ليس من قبيل المغالاة وانما على سبيل اظهار روح المودة بين البلدين فهما فرسي الرهان لامتنا العربية والاسلامية وما قام به الملك سلمان بن عبد العزيز من تفقد للازهر الشريف وكفالته لانهاء المرحلة الثانية من مدينة الطلاب على نفقته الخاصة انما يجسد عشق ال سعود لارض الكنانة التى نهلوا من علمها واستنشقوا هوائها على مدى سنوات الصبا والدراسة.
وعلى الوجه الاخر فقد اظهر المصريون من جانبهم قيادة وشعبا مدى التلاحم والترابط عبر كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال وتجسد ذلك جليا عقب قيام خادم الحرمين بزيارة مجلس النواب المصرى والقاء كلمة تاريخية عبر منصته قوبلت بوابل من الترحيب من نواب الامة ولعل هذه المشاعر الدافئة والمودة الصادقة كان لها اكبر الاثر والدوى على قلوب كثير من المغرضين من اعداء الامة العربية الذين يكيدون بها المكائد للعمل على تفتيت ما تبقى من بقية متماسكة الا ان مساعيهم المسمومة قد تبخرت وسط اجواء الاخوة والتقارب الكبير بين الجانبين .

محمد الشامي : رئيس جمعية الصحفيين النقابيين مصر