على الواتساب دولة تحمي مستخدميها وتشفر محادثاتهم، ولبنان بلدٌ مفتوح على شبكات غير شرعية تبيع هوائنا وتصدره إلى الخارج، إتصالاتنا فوضى وتجارة وعمالة والموقوفون في الشبكة لم يتجاوزوا الشخصين فقط من ضمن مجموعة إستغلت هريان الدولة.

قمح مسرطن، نفايات مسرطنة، أدوية مسرطنة، ومأكولات فاسدة، فضائح وفضائح، أصبحنا نعيش في دولة مسرطنة، وفي كل عائلة في لبنان هناك شخص مصاب بالسرطان، ودولتنا مصابة أيضاً.

ففي وطننا الحبيب عرض خاص للموت المجاني، فنحن نموت كل يوم بحثاً عن عمل وعن لقمة عيشنا، نموت على الطرقات غير الأمنة وعلى يد الزعران في يلد كثر فيه الفلتان، ولا يمكننا أن نغض نظرنا عن الذين يموتون أمام السفارات منتظرين ما إلى أي دولة ليهربوا من واقع فقرهم عسى أن يحصلوا حياةً سليمة لهم ولأطفالهم لم يحصلوا عليها في مسقط رأسهم ووطنهم الأم.

هو لبنان مستوعب كبير للنفايات، هذه هي الحقيقة التي نخشى تصديقها، فهذا ليس توصيفاً، بل ما هو البلد عليه الآن، هي روائح مخيفة وقاتلة ولا تحتمل تمتد من ساحل المتن، إلى قلب بيروت، إلى الضاحية الجنوبية، غزت رئاتنا جميعاً.

فضلاً عن قضية الإنترنت الغير شرعي أجمع المتابعون على أنه لن يكون سهلاً الوصول الى الخواتيم المرجوة في هذا الملف قريباً، فالتداخل ما بين الإستغلال السياسي والإعلامي الذي بلغ الذروة والجهد القضائي فعل فعله، فأن يكون من بين من يدفع الى التصعيد من يريد إخفاء جوانب من الحقيقة فيما يرتاح آخرون الى التداخل القائم لتضييع المسؤولية وتوجيه الأنظار الى مَن لا علاقة لهم بالملف.

نحن نعيش في دولة من دون هيبة، سلاح متفلت، سرطان للجميع وقتل مجاني وموت حتمي، ولكن إنتبه فإذا كنت تسير في الطريق فمن الممكن أن تتلقى رصاصة في الرأس من شخص إما حزين وإما يحتفل، لأن الرجولة تجبره على إطلاق النار، ولا تنظر في عيني أزعر بطريقة خاطئة لأنه سيشبعك طعناً ورصاصاً في جسدك، وسيهرب إلى مرجعيته السياسية لكي يحتمي من القضاء... لأنك يا عزيزي في لبنان.