يعتبر شحن الهاتف روتينا يوميا لا يمكن تأجيله أو نسيانه، خاصة إذا كان ينتظرنك يوم طويل خارج المنزل. ويقوم معظم مستخدمي الهواتف الذكية بوصل أجهزتهم بالشاحن قبل الخلود إلى النوم. لكن بطاريات "الليثيوم إيون" التي تعطي الحياة للهواتف الذكية، هي منتجات تكنولوجية متقلبة ولا تعمل بطريقة ثابتة. فشحن البطارية لمدة 10 دقائق قد يعزّز عمرها لمنح المستخدم نصف يوم تقريباً من الطاقة في هاتفه، بيد أن شحن الهاتف طوال الليل لن يعطي البطارية المزيد من الطاقة، حيث ستكون كافية للعمل أقل من يوم كامل.

تعمل البطارية الفارغة كشخص في الصحراء تقريبا، تقطعت به سبل البحث عن الماء، وعند عثوره على بعضٍ منه، يستنفده بالكامل ليعيد الطاقة إلى جسده، عبر قيامه بتخزينه كاملاً للاستفادة منه في وقت لاحق. وبحسب مارك كارلسون، المهندس في شركة "موتورولا"، فإن بطارية بنسبة 10 بالمائة يمكن أن تدّخر طاقة أعلى من بطارية بنسبة 50 بالمائة

ووفقاً لكارلسون، هناك عدة نظريات لطريقة ادخار بطاريات الهواتف الذكية للطاقة، فالشحن الزائد للبطارية يمكن أن يحدّ من قوتها على المدى الطويل، لذا تميل البطاريات لميزة وقت التخزين عند نسبة معينة، فقد تم تصميمها لتواصل مسيرتها في الادخار بجودة عالية لأكبر عدد ممكن من دورات الشحن. وتبطؤ سرعة شحن البطاريات مع اقترابها من نسبة 100 فالمائة. أما علمياً، فنسبة وسرعة شحن البطاريات هو نتاج عدد من القطع المترابطة من الأجهزة والبرمجيات، حيث إن الشحن السريع لا يقتصر على نسبة امتلاء البطارية، فالموضوع أيضاً مرتبط بقوة الشاحن وما إن كان الشاحن الفعلي والأصلي للجهاز، فمعظمنا يسعى إلى شحن جهازه خارج المنزل بأجهزة الشحن الصغيرة أو "Power banks"، كما يرتبط الأمر بنسبة استقرار الطاقة ومدى فعالية الكابل الشاحن.

وتساهم عدة عوامل خارجية في تحديد نسبة شحن البطارية، كحرارة المكان، فالهاتف لا يعمل بطريقة جيدة في حرارة مرتفعة، خصوصاً أجهزة "آبل" و"سامسونغ" التي لا تُستبدل بطارياتها بشكل دوري.

والمشكلة هنا تتمثل في بطاريات تلك الأجهزة الذكية الملصقة بخلفية الهاتف، التي يتسبب تعرضها للحرارة في ارتخاء الصمغ، مما يؤدي إلى عدم التماسك، معرّضاً عملية الشحن لمشاكل تبدأ بالشحن البطيء، وصولاً إلى تلف البطارية بالكامل. الأمر نفسه يتكرر في حال تعرّض الهاتف لحرارة متدنية، فبحسب وكالة "تورونتو" العالمية للأخبار، كشف اختبار عن تفاعل جهاز "آيفون" عند تعرّضه لحرارة متدنية، تأثير الحرارة السلبي على الشحن. وفي الاختبار، وضع جهازيْ "آيفون" من الطراز نفسه، الأول في حرارة 0 على مقياس فهرنهايت خارج المنزل والآخر في الداخل بحرارة معتدلة. وبعد ثلاثين دقيقة، انخفضت نسبة بطارية الهاتف الموجود داخل المنزل من 100 بالمائة إلى 99 بالمائة، في حين انخفضت نسبة بطارية الهاتف الموجود في الخارج 100 بالمائة إلى 86 بالمائة.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن تغيير روتين شحن الهاتف ليس ضروريا، خاصة إذا كنت تشحن هاتفك مرة أو مرتين يوميا، فهذا دليل أن الهاتف يُشحن بطريقة سليمة. لكن الأمر مريب للأشخاص الذين يكررون شحن هواتفهم كل ساعة تقريباً، فالأمر ينهك البطارية التي يمكن أن تتضرّر في حال عدم ثبات طاقة الشحن وقلّة كفاءة الشاحن المستعمل.

العربي الجديد