في الوقت الذي ينتظر كثر ان ينسدل الستار عن حقيقة ما حصل على شاطئ الرملة البيضاء في غرب بيروت منذ نحو اسبوعين وما وراء عملية شراء الصحافي الاميركي "فرانكلين لامب" لـ 4 اطفال سوريين فقدوا ذويهم في حلب مقابل 600 دولار اميركي، وتوثيق الحادثة في مقال نشره الصحافي المذكور اعلاه بتاريخ 15 آذار على موقع "information clearing house" ، حصل موقع "ليبانون ديبايت" على معلومات خاصة تؤكد ان الاخير لا يمتلك في حوزته اي دليل حسي او ملموس يؤكد بان الرواية المنشورة بتفاصيلها قد حصلت بالفعل ، وليتبين بعد التقصي والتحقيق في القضية ان ما نشر لا يتعدى قصة خيالية محبوكة في مخيلة وذهن ذاك السبيعيني الذي هو اليوم أمام مساءلة قانونية عن مكان الأولاد وصحة ما نشره علماً أن لا اثبات يُذكر على صحة الحادثة. 

وفي هذا الاطار، يهم مصدر رفيع المستوى مولج بمتابعة الملف عن كثب ان يوضح ان المعلومات الواردة في هذا المقال هي من نسج خيال الكاتب وليس لها اي اساس من الصحة جملة وتفصيلا، لافتاً الى ان محضر القضية ما زال مفتوحاً حتى الساعة بانتظار صدور قرار القاضي والتحقيق جارٍ لكشف ملابسات القضية والتقصي عنها لمعرفة جدية أقواله ولاتخاذ الاجراءات اللازمة في حال صحت هذه المعلومات أو عدمها. 

واذ كشف ان الصورة التي استخدمها لامب للدلالة على الاطفال 4 مموهاً وجوههم، اثارت شكوك احد الاباء الذي تهيأ له للوهلة الاولى ان يكون ابنه المفقود من بين الاربعة المتاجر بهم، وبعد التحقيق معه والاستماع لافادته تبين ان الموضوع غير مرتبط ببعضه نهائيا ولا علاقة لابنه بالقصة.

وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت" ان لامب حاول خلال الاستماع الى افادته التنصل من القضية وعدم الاجابة على الاسئلة المطروحة كما يتطلب التحقيق، نافياً معرفته باسم المرأة او امتلاكه اي معلومة ولو كانت صغيرة عن الاولاد الاربعة ومكان تواجدهم، فيما أكد ان مشاعره الانسانية دفعته الى شراء الأطفال ونقلهم على دراجته النارية بعد ان بحث عن الشرطة لمساعدته ولم يجد عناصرها في محيطه، ولكن المفارقة المسجلة أن منطقة الرملة البيضاء كما بات معلوم للجميع تُعد من الامكنة التي يتمركز فيه الأمن بكثرة ازاء قرب الشاطىء من مقر عين التينة أي منزل رئيس مجلس النواب نبيه بري.

ووفقا لروايته، انه تلقى اتصالا من احدى السيدات التي تتكلم الانجليزية لتستدل على عنوان منزله، وفعلاً قصدته الاخيرة لاخذ الاطفال، ليتبين انهم على معرفة وطيدة بها الا انه يجهل هويتها ونوع الصلة التي تربطها بهم، حتى انه سلمها الاطفال دون سؤالها عن اسمها او عائلتها.

واللافت في الامر ايضا، ان الراوي لا يتقن الا اللغة الاجنبية، ولدى سؤاله عن اللغة التي تحدثا بها (هو والمرأة بائعة الاطفال) واذا تمكنت من فهم لغته واستيعابها جيدا، كشف ان كل تفاصيل حديثه مع المرأة وصفقة البيع والشراء والاتفاق على المبلغ المرجو تمت عن طريق الومى ولغة الاشارات بينهما، الامر الذي استبعده المحققون ودفعهم الى التشكيك في مصداقيته.

وعليه، يبقى على مديرية قوى الامن الداخلي توضيح حقيقة ما حصل وحسم الجدل الحاصل حول المقال الذي يحكي قصة شراء الصحافي لأطفال سوريين في لبنان. فالمشككون قليلين جدا فيما كثر استبقوا التوضيح بالتأكيد ان رواية لامب واقع قائم وقد حصلت بالفعل.

  "ليبانون ديبايت"