كشف مصدر إيراني رفيع لـ«الحياة» أن الرئيس حسن روحاني أوعز إلى وزير خارجيته محمد جواد ظريف بترتيب الأوضاع لفتح حوار جاد وبنّاء مع السعودية، من أجل إعادة العلاقات الإيرانية - السعودية، ومعالجة المشكلات التي تعترض هذه العلاقات، خصوصاً في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي، وإزالة العقوبات الاقتصادية عن إيران، وذلك رداً على تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الأخيرة تجاه إيران. وأوضح المصدر أن حكومة الرئيس حسن روحاني كانت ولا تزال ترغب في إعادة صياغة العلاقات مع المملكة العربية السعودية «علی أساس قاعدة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة». واعتبر أن الكرة ليست في الملعب الإيراني فقط، «وعلی السعودية أيضاً العمل لإيجاد الأجواء المناسبة، من أجل إعادة العلاقات بين البلدين، بما يخدم المصالح المشتركة». - على حد وصفه.

وبشأن وجود أطراف إيرانية لا تريد عودة العلاقات بين البلدين، قال المصدر إن العلاقات الخارجية الإيرانية لا تحددها أوساط بعينها، وإنما ترسم في إطار المصالح الإيرانية العليا والأمن القومي الإيراني، «وأن العلاقة مع الدول العربية والإسلامية لها الأولوية في أجندة وزارة الخارجية، وأن المملكة العربية السعودية لا تستثنی من هذه القاعدة»، معرباً عن أمله بأن تشهد الأسابيع المقبلة انفراجاً في العلاقة الثنائية مع السعودية.

وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال في مؤتمر صحافي عقد في الرياض أول من أمس إن على إيران أن تتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للسعودية ودول الجوار، وأن تمتنع عن زرع الخلايا الإرهابية في المنطقة إن كانت ترغب في علاقات طبيعية. وأكد الجبير أن السعودية مدت يدها بالسلام لإيران منذ أكثر من ثلاثة عقود، وأنها لم تتلق شيئاً بالمقابل، مضيفاً: «مددنا يدنا لإيران منذ 35 عاماً منذ ثورة الخميني في العام 1979 ولم نتلق شيئاً في المقابل، وأردنا أن تكون لدينا علاقات سلمية مع إيران، لكننا واجهنا تدخلاً في شؤوننا الداخلية، وتعطيل مناسك الحج، واغتيال أحد ديبلوماسيينا، والهجمات ضد سفارتنا والخلايا الإرهابية التي زرعتها إيران في بلادنا والدول المجاورة».