بين محاولة إظهار الإنتصار الوهمي بطمأنينة بعيدًا عن الإنفعالات ومحاولة إقناع جمهوره بذلك أطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عبر قناة الميادين هادئًا، محاولا أن يقنع المشاهدين بأنّ "حزب الله" كان على علم مسبق بالقرار الروسي المتعلّق بالإنسحاب من سوريا.

وإذ أنّ نصرالله في مقابلته بدا كغير ما ظهر مسبقا في خطاباته إن كان من ناحية الهدوء أو الإهتمامات التي سيطرت على خطابه من حيث إعطاء العدو الإسرائيلي حيّزا مهمّا من تهديداته التي افتقدناها في خطاباته سابقا ورغم أنّه هاجم المملكة العربية السعودية كالمعتاد إلّا أنّ وتيرة العبارات كانت أقلّ انفعالًا.

واكثر ما كان لافتا في خطاب نصرالله هي المفاجأة التي فجّرها المتعلّقة بأنّ إيران والنظام السوري يريدان حلا سياسا في سوريا في حين ترفض أمريكا ذلك وما هذا الإعتراف الا محاولة منه لإبراز حزبه وحلفائه بأنهم سلميين. لكن ما حاول نصرالله أن يرسمه لنفسه من مظهر المسالم أطاحت به قواعد إدارة التفاوض والمنازعات.

فرغبة إيران وسوريا بالحلّ السلمي ليس إلّا دلالة على رغبتهما بالإنسحاب من الحرب، هذه الإستراتيجية تُستخدم دائما لإبعاد النفس عن الصراع وغالبا ما تنجح إلا أن في طيّاتها تظهر عن ضعف في التحكم بإدارة الحرب وتدلّ على أنّ الأطراف المتصارعة تفتقر لمهارات إدارة الصراع، كما يلجأ إليها هذا الطرف عندما تكون احتمالية الخسارة تفوق احتمالية الفوز.

ولعلّ ما فجّره نصرالله فضلًا عن تخلّي روسيا عن الأسد وسحبها لطائراتها من قاعدة حميميم ليست إلّا دلالة على أنّ النظام فشل في الدرجة الأولى في التحكم بالحرب وثانيًا في القضاء على ثورة وإرادة شعب بالتعاون مع حلفائه.

وإن كان جمهور الممانعة قد استنتج الإنتصارات من كلمة نصرالله وتداول ردّة الفعل الإسرائيلية كنوع من الإنجاز الوهمي يبقى المؤكد أن نصرالله اعترف بشكل أو بآخر أنّه وبشّار هُزم في سوريا.

فهل سنشهد نهاية قريبة للنظام السوري؟

سؤال برهن المستقبل