بعد سنوات من عزل إيران دوليًا وإستهدافها بعقوبات من قبل الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة، تمكنت من إستعادة مكانتها في الشرق الأوسط والعالم، وأصبحت إحدى الدول الثلاث الكبرى في الشرق الأوسط، إلى جانب مصر وتركيا.

 

وبحسب صحيفة " thefiscaltimes"، فإنّ النفوذ الإيراني أصبح اليوم أكبر ممّا كان عليه في السنوات الماضية، خصوصًا بعد الإتفاق النووي مع الإدارة الأميركية. وتطرقت الصحيفة إلى الرئاسة الأميركية، مذكّرةً بأنّ المرشحين الديمقراطيين دعموا الإتفاق النووي، فيما عارضه الجمهوريون بشدّة، وهددوا بالإطاحة به في حال وصل أحدهم إلى البيت الأبيض.

من جهته، قال أمير خليجيان الباحث في المعهد الإيراني للدراسات الإجتماعية والثقافية إنّ "إيران كدول كثيرة لا تتدخّل في السياسة الداخلية للولايات المتحدة. لكن لديها خيارات وتفضيلات، ومن المرجّح أنها ترغب بفوز ديمقراطي بدلاً من أي مرشّح جمهوري في الإنتخابات.

وبحسب الصحيفة، فليس الإتفاق النووي فقط هو الذي مهّد الطريق لإيران لاتساع نفوذها، بل السعوديون أيضًا يحتاجون إلى وسيلة لمشاركة الشرق الأوسط مع الإيرانيين.

بيرني ساندرز الأفضل!

وبين المرشحين الديمقراطيين بيرني ساندرز وهيلاري كلينتون، فإنّ وجهات نظر ساندرز بالنسبة للإتفاق النووي وللحرب السورية والأزمة الفلسطينية والإسرائيلية والعراق، تجعل منه أفضل مرشّح لإيران. إنّه المرشّح الوحيد الذي أكّد بقوة فكرة التعاون مع إيران لحلّ القضايا الإقليمية.

من جهته، أوضح عباس قاداري، مدير الدراسات الأمنية والدفاعية في مكتب الرئيس الإيراني أنّه قد يكون من المهم معرفة أنّ الإتفاق مع الجمهوريين أسهل. فالضغوطات التي فرضت على إيران في عهد الرئيس الأميركي بوش دبليو بوش، كانت أقل بكثير من التي فرضت في عهد الرئيس باراك أوباما.

دونالد ترامب "البسيط"

أمّا عن دونالد ترامب، فوصفه قاداري بالـ"بسيط" بما يخصّ السياسة الخارجية والأمن الدوليين، وقال: "الوضع حرج جدًا. نعتقد أنّه لا يفهم شيئًا عن السياسة الخارجية". وأضاف "أنّ إيران تعتقد أنّ الحقائق الصعبة الراهنة والتحفيز الإقتصادي يمكن أن تكون دافعًا لإقناع ترامب بالدخول بعلاقات إيجابية مع طهران والعالم بأسره. حتى أنّ بعض الإيرانيين يعتقدون أن ترامب قابل للتفاوض أكثر من غيره.

إلى ذلك، وبحسب مسؤولين إيرانيين، يوجد 3 قضايا أساسية لطهران بالنسبة للرئيس الأميركي القادم وهي:

-مدى إلتزام الرئيس القادم بتنفيذ بنود الإتفاق النووي، والحفاظ على العلاقات الإيجابية مع إيران.

-مدى إيجابية وواقعية وجهة نظر الرئيس المقبل حول عدم الإستقرار وإنعدام الأمن في الشرق الأوسط.

-هل ستُبنى العلاقات الجديدة مع إيران إستنادًا على الواقعية وفهم بنود الإتفاق النووي أو على إيديولوجية الكونغرس والبيت الأبيض؟

هيلاري كلينتون.. والنقاط الخاسرة

برؤية الإيرانيين، فإنّ هيلاري كلينتون هي الأكثر واقعية بين المرشحين ولديها الفهم الأكثر والأعمق للشرق الأوسط، لكنّ بعض وجهات نظرها والتأثير في الصراع العربي الإسرائيلي هي نقاطها الخاسرة. لذلك فإنّ سياستها بالنسبة للسياسة الخارجية وخصوصًا لإيران منوطة بعدم الجدية.

وأشارت الصحيفة إلى أنّه في سباق السيطرة على المنطقة، عملت إيران على تعزيز "الهلال الشيعي"، وامتدّ النفوذ الإيراني إلى العراق، حيث شاركت إيران بالحرب ضد "داعش"، وإلى سوريا حيث دعمَت طهران النظام السوري في الحكم منذ 5 سنوات. وتابعت: "الهلال الشيعي لامسَ لبنان، حيث يعدّ "حزب الله" دولة داخل الدولة، ووصل إلى اليمن حيث قاتل الحوثيون التحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ أكثر من عام".

وأضافت: "إنّ إسرائيل والسعودية حليفان للولايات المتحدة، وقد أعرب كلّ منهما عن قلقه من البرنامج النووي الإيراني"، وذكّرت بأنّه في "العام 1981، أغارت إسرائيل على منشأة نووية في العراق. وعام 2007 هاجمت مفاعلاً نوويًا في سوريا. وبعد عام أرادت إسرائيل تدمير البرنامج النووي الإيراني. فعارضَ بوش الإقتراح، ثمّ عملت السعودية على إقناع واشنطن بمهاجمة إيران في العام نفسه، فرفضَ بوش أيضًا.

وختامًا، فمهما كانت نتيجة الإنتخابات الرئاسية الأميركية، فما يهمّ طهران هو مكانتها في المنطقة والعالم، خصوصًا وأنّها ترى أنّ الرئيس الأميركي لم يعد مُصدرَ أمورٍ تنفيذية ومهددًا لمصالحها. إلى ذلك، يقول مسؤولون إيرانيون إنّ الشرق الأوسط تطوّر كثيرًا خلال ثلاث سنوات، وأصبح لطهران وواشنطن مصالح مشتركة.

(thefiscaltimes - لبنان 24)