في اطار مجموعة لقاءاتنا مع الشعراء والادباء في لبنان التقينا في موقع لبنان الجديد بالشاعرة اللبنانية الاديبة إيلدا مرزعاني وكان معها هذا الحوار

1 _ من هي الكاتبة اللبنانية ايلدا مزرعاني ؟

أيلدا مزرعاني، إبنة الجنوب اللبناني، كبرت وترعرت على تراب الوطن. ولدت من نفس والدة جنوبية في قرية صغيرة المساحة، كبيرة القلب، متاخمة لفلسطين المحتلّة، إسمها حولا. عاشت طفولة هادئة أرّقتها الحرب الأهلية والنزوح الدائم على مساحة الوطن. أم لابنتين صغيرتين. درست الأدب الفرنسي، وأصرّت أن تكتب باللغة العربيّة أوّلاً. هي إمرأة عاديّة من نساء الجنوب المناضلات ...

2 _ لدى الكاتبة نمط خاص على صفحات الفايسبوك هل هناك فرق في الكتابة على صفحة الفايس بوك وغيرها .؟
بالتأكيد. ما أكتبه على الفيس بوك، أنا أسميه ألفكرة الأوّلية، أو مشروع القصيدة. بالتأكيد هو مجرّد أفكار أوّلية، لأنّ للقصيدة الشكل والنفس الخاص. قرّاء الفايسبوك يحبّون الفكرة القصيرة، لا تستهويهم القراءات المطوّلة. لهم نفسهم الخاص في القراءة هم يفضِلون الوجدانيّات أكثر من أي نوع آخر من الشعر. لكن كما قلت، أنا أضع الفكرة الأساسيّة وبعدها أعمل على شكلها وصياغتها من جديد. ولأنّني إعتدت على الكتابة على الفايسبوك فأنا أضطرّ أحياناً كثيرة إلى وضع فكرة كي لا أنساها أو كي لا تضيع.

3 _هل يعتبر الفايس بوك جهة صالحة لنشر انتاجات الكاتب ؟
ألفاسبوك وحده لا يعتبر صالحاً للنشر. لكنّه يعطي فكرة عن إنتاجيّة الكاتب المبتدىء. فمن يملك الفكرة والصياغة الجيّدة أي الطينة الشعريّة، يظهر ذلك من خلال كتابته. لكنّ ذلك ليس كافياً، فعليه أن يطوّر ذاته، أن يجد خطّه .. أن يكتب جملته الشعريّة على ورق الواقع .. ألفايسبوك له فضل كبير عليّ طبعاً، فبداياتي كانت في هذا العالم الإفتراضي، لكن لم أقبل أن يطلق علي لقب شاعرة إلا بعد أصدار كتابي الأول .. وما زلت أتردد في قبول هذا اللقب .. فالزمن وحده من يمنحك هذا اللقب ..

4 _ هل كتبت ايلدا مزرعاني غير الشعر ؟ في السياسة مثلا ؟
أنا حديثة العهد في الكتابة. بدأت في كتابة الشعر باللغة العربيّة والتي، بالمناسبة، لا استعملها إلا لكتابة الشعر .. لا ليس لديّ كتابات سياسيّة حتى الآن، لكن أتمنى أن يكون لي كتابات سياسيّة  فأنا لست بعيدة عن السياسة .. كما أتنى أن اقوم بكتابات أدبيّة نقديّة، مجال إختصاصي الجامعيّ.

5 _ " غواية ملائكة وشياطين "من أين إستلهمت الكاتبة إيلدا هذا العنوان ولماذا  ؟
عنوان الديوان جاء من محتواه. لن تجد في الديوان قصيدة بعنوان " غواية ملائكة وشياطين" لكنّ الديوان بمحتواه يتحدّث عن الثنائيّات بين الذكر والأنثى، بين الذات وذاتها، بين النور وظلاله، بين الروح وجسدها، بين الإقدام وألإحجام، بين أنا وأنت وبين هو وهي .. هي قصتنا جميعاً، هي نجاحاتنا والنكساراتنا، هي رواية بشر...

6_ ذكرت والدك بشكل خاص في هذا الديوان لماذا اخترت الحديث عن الوالد ؟
ألأهل يشكّلون طينة أطفالهم. والدي إنسان عصاميّ. كبرت وأنا أراه يضحي بكلِّ ما لديه لأجلنا. هو رواية واقعية عن رجلٍّ من عائلة مزارعة تعمل في الحقل لتعيش، عانى كثيراً ليعيل خمسة أطفال، حرص على منحهم أفضل فرص التعليم. كان يخلع رداءه ليكسونا علماً وثقافة. هو أوّل من علّمني أغنيات فيروز وهو من روى لي حكايات الكفاح وخو من دفعني لأقرأ كبار الأدباء اللنانيين وهو من علّمني أن الحلم مسافة إرادة واندفاع ... هو من ساندني وما زال ليكون لي " مركزاً تحت الشمس" كما كان يردّد لنا دوماً، فكيف لا يكون مولدي الأوّل له؟ ليس امتناناً أبداً .. بل لأنّه هو من كتبه بأناملي وروحي ..

7 _ هل تعبّر كتابات الشعر عن حالة ما يعيشها الكاتب ؟

ألشعر حالة تقرأها روح الكاتب وتجسدها أنامله. قد تكون حالة يعيشها هو أو قد تكون حالة أثرّا به فأراد طبعها من خلال نصِّ جميل. ألشعر موسيقى الروح في كتابة مزاج  فكرة قد تكون واقعية أو خيالية، ليس هذا المهم، ألمهم أنها رأت النور وأصبحت جسداً له روحٌ ووقع خطى .

8 _ الكاتبة ايلدا تكتب كثير عن الحب ماذا تريد ان تقول ؟
ألحب هو العلاقة بيننا وبين كلّ ما يحيط بنا. هو أوسع من أن يُحصر بين رجلِ وامرأة. هو حبٌّ الأرض والوطن والقضيّة وجب الذات والآخر في كل تفاصيله وأبعاده. أنا كائن من عشق وحياة. حين أكتب للعشق وعنه، أولد في كلٍّ نص كما تولد فراشة من شرنقة. يكمن الحب في الألم والفرح، بين الدودة والفراشة شرنقة، بين الأرض والسماء جناح فراشة .. لذا أحلّق على أجنحة الحبّ لأولد كلّ مرة من جديد.

9 _ للكانب مروان عبد العال فضلٌ عليك كما تذكرين دوما ما هي الصلة بين الكاتبة ايلدا والكاتب مروان عبد العال ؟
أنا تعرّفت على الأستاذ مروان عبدالعال كروائيّ وكاتب قبل أن أعرف توجهه السياسيّ. بالتأكيد للأستاذ مروان فضلٌ كبير في ولادة ديواني. فهو من الأوائل الذين تابعوا كتاباتي وآمن بي. في رواياته ألكثير من الخيال ما يدعوك إلى التحليق في عالم الكلمة، في رواياته. كما أنّه هو من قدمّني لدار الفارابي، لأصدار الديوان.

10 _ كم اصدار للكاتبة ، وهل من إصدارات أخرى؟
"غواية ملائكة وشياطين" هو إصداري الأوّل وأعتقد أنّه لن يكون الأخير. أحضّر الآن عملاً جديداً أتمنى أن يلقى صدى جيداً.

11 _ هل لدى الكاتبة نشاطات اومشاركات او امسيات شعرية او ثقافية؟
أولى ألقاءاتي الشعريّة كانت في صالون أدبي ثقافي، يديره د. عماد بدران، في " زوايا" وهو يعنى بالأدب والشعر. كما أنّني شاركت مؤخراُ في أمسية شعرية في مدينة طرابلس. لا تنسى أنّني جديدة على عالم الأمسيات الشعرية، لكن الدرب طويل وأنا أسير ...

12_ الكاتبة ايلدا منسقة ومعلمة للغة الفرنسية بالقطاعين العام والخاص فكيف توافق بين الفرنسية وكتابة الشعر العربي ؟
حقيقة لا دخل لعملي بتاتاً باللغة العربيّة أستعملها فقط لكتابة الشعر. أحيانا، يصاب أصدقائي وزملائي بالدهشة حين يعرفون أنّني أستعمل اللغة العربية وليس الفرنسيّة في الكتابة .. أنا فضّلت اللغة العربيّة لأنهّا أكثر انتشاراً وتصل إلى أكبر شريحة من القرّاء العرب. سيكون لي إصدارات باللغة الفرنسيّة في المستقبل بالتأكيد .