كلام عن التقسيم يكشف نوايا القيادات اللبنانية وإرتباطهم المشبوه , وعون مع القوات إلى الشارع

 

السفير :

السعودية أسيرة تلف خلايا دماغي ملكي لا شفاء منه.
المرض هو «العته الوعائي» أو «الخرف»، والمريض هو الملك سلمان بن العزيز. قصتهما التي بدأت في العام ٢٠٠٨، هي أحد أكبر أسرار المملكة، جريا على ما كانت عليه أمراض مَن صعدوا إلى العرش قبله في شيخوختهم، مع فارق وحيد أن اسلاف الملك سلمان قد عانوا في أبدانهم، وأمكن التعايش مع أمراضهم، وليس في أدمغتهم.
الملك الحالي يعاني، بحسب تقارير طبية، من قصور دماغي، من دون أن تتمكن هيئة البيعة (٣٤ عضوا من أبناء الملك عبد العزيز وأحفاده) من التدخل لعزله، كما يمنحها الحق بذلك نظامها الداخلي بسبب ضعف مَن تبقى من أبناء عبدالعزيز الأحياء وهم ثلاثة عشر، وسطوة إبنه الأمير محمد بن سلمان.
قبل أشهر، حذر الأمير السعودي سعود بن سيف النصر، من خطر أمراض الملك سلمان، على مستقبل المملكة. وقال الأمير في بيان، إنه ينبغي استبدال الملك سلمان بسبب «عجزه عن القيادة وإدارة شؤون البلاد والعباد اليومية ورئاسة مجلس الوزراء على نحو فعَّال وبسبب حالته الصحية وأمراضه العديدة.. ولم يعد سراً أن المشكلة الأخطر في وضعه الصحي هي الجانب العقلي الذي جعل الملك خاضعا بالكامل لتحكم إبنه محمد».
لكن «سلمان» لن يستقيل، قبل أن يحسم، ولمصلحة نجله، الصراع على خلافته بين «المحمدَي «: بن نايف ولي عهده، وبن سلمان نجله وملك الظل الذي يمسك بالديوان الملكي، ووزارة الدفاع، واقتصاد الدولة عبر مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. فمنذ أن اقتحم «العته الملكي» المشهد، أضحى لاعبا يفرض على الأميركيين، والأسرة المالكة، والجهاز الديني السعودي، أي ثلاثي القرار الملكي السعودي، العمل خلال عام أو عامين، على استخلافه، أو وضع قواعد جديدة للتعايش معه، لن تتمكن مع ذلك، من وقف العد التنازلي الذي يحيق بأيام الملكية السعودية.
التشخيص الطبي لمرض الملك سلمان، كما نستعرضه (تفاصيل صفحة 10) يضع كل القرارات المتخذة منذ صعود الملك سلمان إلى العرش قبل ١٣ شهرا، موضع شك بأن يكون المركز الملكي قد اتخذها بنفسه. وينبغي من الآن فصاعدا قراءة كل القرارات الملكية الكبرى على ضوء تقدم تلف الخلايا الدماغية لدى الملك، وعدم الاكتفاء بالقراءات السياسية.
وبحسب معلومات طبية خاصة اطلعت عليها «السفير»، فإن النافذة الصحية والذهنية التي تسمح للملك سلمان بن عبد العزيز بمواصلة القيام بمهماته على رأس المملكة، تضيق يوميا. «السفير» اطلعت على جزء من الملف الطبي للملك سلمان الذي يخلص إلى أن الملك لن يكون قادرا خلال عام ونصف من الآن، بسبب تدهور حالته الذهنية وقدراته الفكرية، على اتخاذ أي قرار سياسي من تلقاء نفسه. والاحتمال الأخطر أنه لم يكن في الأصل قادرا على اتخاذ كل القرارات التي نسبت إليه منفردا منذ أعوام. ومع بلوغ مرض «التلف الدماغي» الذي يعاني منه منذ العام ٢٠٠٩ مرحلة متقدمة، لن يكون بوسعه قريبا، حتى أن يتواصل مع محيطه الاجتماعي.

النهار :

أسبوع حافل بالمواعيد والاستحقاقات يبدأ اليوم بزيارة الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني لبنان ولقائها المسؤولين وزيارتها مخيماً غير رسمي للاجئين السوريين ومدرسة رسمية في بر الياس، قبل وصول الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون الى بيروت الاربعاء في زيارة تستمر يومين ويرافقه فيها رئيس البنك الدولي جيم يونغ - كيم ورئيس البنك الاسلامي للتنمية محمد علي المدني. واذا كان الوفدان الدوليان سيواجهان لائحة مطلبية أعدتها الحكومة اللبنانية لإعالة اللاجئين السوريين ومساعدة المجتمع المضيف الذي يقاسم اللاجئين المعاناة، فان الوفدين ايضا سيواجهان بسلسلة تحركات للاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان واؤلئك الذين هجروا من مخيمات سوريا. ويبدأ هؤلاء تحركهم اليوم بعدما كانوا بدأوا سلسلة اعتراضات على تقليص "الاونروا" خدماتها منذ العام الماضي. صحيح ان هذا التقليص يؤثر سلباً في حياة هؤلاء، لكنه ينعكس أيضاً على الوضع اللبناني ويزيد تعقيداته ويقلل قدرة لبنان على الاستيعاب والاعالة.
وأقرت "خلية الازمة" المؤلفة من الفصائل الفلسطينية خطة تحرك تتضمن حظر دخول المدير العام لـ"الاونروا" ماتياس شمالي المخيمات والتجمعات الفلسطينية ما لم يتراجع عن قراراته وإجراءاته التعسفية، واقفال المقر الرئيسي للوكالة في بئر حسن ايام الاثنين والثلثاء والاربعاء، واعلان الخميس" يوم غضب، تغلق فيه كل مؤسسات الوكالة ومكاتبها ومقارها، وتنفيذ اعتصام جماهيري حاشد أمام مبنى "الاسكوا"، وتسليم مذكرة بالمطالب والاحتياجات، وكذلك تسليم العريضة، التي تتضمن التواقيع على مطالبة الأمم المتحدة بتنفيذ القرار 194 الذي يدعم حقنا في العودة إلى أرضنا وديارنا التي اقتلعنا منها في العام 1948".
وفي حين ان زيارة بان ستؤجل جلسة مجلس الوزراء الخميس، فانها لن تؤثر على الجلسة الـ 37 لانتخاب رئيس للجمهورية الاربعاء ، والتي لن تختلف عن سابقاتها من حيث عدم اكتمال النصاب، لكن البارز ما قالته أوساط سياسية لـ"النهار" متوقعة أن تبدأ قريبا جولة التصفيات الجديدة للانتقال الى البحث عن مرشحين من خارج دائرة "الأقوياء"، خصوصاً أن مشاعر من الانزعاج الكبير تسود أوساطاً سياسية كثيرة من التحالف المسيحي بين رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع وزعيم "التيار الوطني الحر" ميشال عون، نظراً الى ما سيرتبه من نتائج في الانتخابات البلدية والنيابية، بحيث ستبرز قوة مسيحية جارفة ستأخذ بطريقها نواباً مسيحيين اعتادت كتل الطوائف الأخرى اختيارها.
من جهة أخرى، لا يخفي رئيس الوزراء تمام سلام أمام زواره تمنياته أن تعي القوى السياسية أهمية نزولها الى ساحة النجمة وممارسة واجبها الدستوري وانتخاب رئيس بما يحفظ حق الممارسة الدستورية لكل نائب، على أمل التوصل الى توافق على اسم قد يكون ثالثا أو رابعا، "فهذا لم يعد مهما بل المهمّ هو التوافق على شخصية تملأ شغور كرسي الرئاسة، لأن البلاد لم تعد قادرة على تحمل الآثار السلبية لهذا الشغور".

باسيل
في المقابل، تحدث رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل الى "النهار"، فدعا مجدداً الى انتخاب العماد ميشال عون رئيسا، وقال: "لن نقبل أن يفرض أحد علينا منطقاً لا يفرضه على نفسه، فعندما يقبلون جميعهم ان يختار أحد عنهم ممثليهم نحن نقبل بالأمر. ولكن ما دام الخيار الشعبي معنا يكونون هم من يخرج على الميثاقية ويعطلون رئاسة الجمهورية لأنهم لا يسمحون برئيس ميثاقي. علماً أن صفة الميثاقي لا تنفي انه ليس الوحيد الذي يمثل، لكنه الأكثر تمثيلاً".
وفي مجال اخر، قال باسيل: "حزب الله ليس ارهابياً بل هو مقاومة وهو مكون أساسي في لبنان، ونحن نميز بين المقاومة والارهاب (...) يريدون تحميل كل لبنان والحكومة ما يقوم به "حزب الله"، علماً أن السيد حسن نصرالله فصل نفسه عن الحكومة. ولكن من جهة، على الحزب أن يتفهمنا ويساعدنا في بعض الأمور، ومن جهة ثانية، على دول الخليج أن تعلم أنها لا تستطيع ربطنا بما يقوله الحزب. لكن الأهم أن إيران لا تستطيع أخذنا لمحاربة السعودية ودول الخليج، ولا السعودية ودول الخليج تستطيع أخذنا لمحاربة إيران. نحن لا نستطيع أن نكون في محور حرب مع هذه الجهة أو تلك، بل أن نكون في حرب ضد الارهاب".

 

نصرالله
ويُطل السيد حسن نصرالله مساء " في حوار شامل عبر قناة "الميادين" ، وأفاد موقع "العهد" التابع لـ"حزب الله" أنّ نصرالله سيُحدّد علاقة الحزب بالسعودية، ولا سيما بعد وضع المقاومة على لوائح الإرهاب، كما سيتطرق الى العلاقات السعودية - الإيرانية في ضوء المستجدات الأخيرة. وسيتناول احتمالات الحرب الإسرائيلية على لبنان، موضحاً الرد المتوقع للحزب على أي اعتداء إسرائيلي جديد.
وفي معلومات "العهد" أن السيد نصرالله سيبين تحليل الحزب وتقويمه لخطوة الإنسحاب الروسي الجزئي من الأراضي السورية، كما سيُجيب عن استفسارات البعض حول ما يُشاع عن انسحاب "حزب الله" من سوريا، اضافة الى بعض الملفات اللبنانية.

الاتصالات
في ملف الانترنت غير الشرعي، تنعقد اليوم لجنة العلام والاتصالات النيابية لتواصل البحث في القضية في ظل حملة تستهدف قدرة شبكة الدولة على توفير الخدمة الجيدة، وضرورة خصخصة القطاع، فيما أكد النائب العام التمييزي سمير حمود لـ"النهار" ان القضاء سيجري تحقيقاً شفافاً في القضية موضوع شكوى وزير الاتصالات بطرس حرب. واضاف ان قسم المباحث الجنائية المركزية باشر تحقيقا واستمع الى افادتي صاحبي موزعي انترنت.
واشار حمود الى ان كشفاً فنياً سيجري على المواقع التي تناولها الوزير حرب في شكواه لتحديد كيفية عملها ومنشأ الشبكة المشغلة تمهيداً لتحديد المسؤوليات.
وفي موضوع الانترنت غير الشرعي، يباشر القضاء في جبل لبنان تحقيقاً كان بدأه النائب العام المالي القاضي علي ابرهيم في ملف منفصل، وفهم انه غير متصل بشكوى حرب.

 

المستقبل :

تناقش لجنة الاعلام والاتصالات النيابية قبل ظهر اليوم في بند وحيد موضوع محطات نقل المعلومات والانترنت غير الشرعية التي تم وضع اليد عليها من قبل القضاء اللبناني، بعد انفضاح امرها نتيجة الشكاوى التي وردت الى المراجع الرسمية من كل المناطق اللبنانية عن بيعها سعاة دولية الى مؤسسات كبرى رسمية وخاصة بأقل من سعر التكلفة، وتبيّن انها ترتبط بمسارات ومعابر خاصة خارج الاطار الشرعي وموصولة بمحطات في قبرص وتركيا.
وعلمت «المستقبل» ان لجنة الاتصالات وجهت الدعوة الى عدد من المسؤولين في وزارتي الاتصالات والداخلية والاجهزة الامنية، فضلا عن خبراء وفنيين على علم ودراية بهذا الملف الحساس.
وتضيف المعلومات ان اللجنة ستناقش تقريراً فنياً أعدّه خبراء أمنيون وفنيون، حصلت عليه «المستقبل»، جاء فيه «ان حركة تخابر الانترنت المؤمنة من طريق وصلات ميكروية مع بلدان مجاورة ولا سيما قبرص هي عرضة للاعتراض من قبل العدو الصهيوني حيث لا يوجد لدى هيئة «اوجيرو« ووزارة الاتصالات اي تحكم في مسار خدمة تخابر الانترنت بعد نقطة الوصول الى الخارج او الى هذا البلد المجاور وهو امر في غاية الخطورة ويعرض السيادة اللبنانية وامن معلومات القاطنين في لبنان لأكبر الانتهاكات، حيث ان الانترنت اصبح ركنا اساسيا في عمل اللبنانيين والمقيمين في لبنان على مختلف أطيافهم وفي اعمال تواصلهم الاجتماعي ما يعرّض الامن القومي والامن الاقتصادي وحصرية الدولة لمرفق الاتصالات للخطر الكبير».
الى ذلك، تؤكد مصادر مطلعة على سير التحقيقات في ملف المحطات غير الشرعية ان «القضاء يحقق في كيفية ولوج هذه المحطات الى شبكة نقل المعلومات والانترنت في المؤسسات الامنية والدستورية، وتتركز التحقيقات حول الاضرار الناجمة عن العمليات اللاشرعية، خصوصا انه مضى على عمل هذه الشركات مع بعض المؤسسات الامنية والدستورية سنوات، وما اذا كان هناك من معلومات او عمليات تنصت حصلت لمصلحة جهات خارجية، وما تأثيرها على الواقع الامني في لبنان، سيما وان المعلومات تفيد عن امكانية وجود معابر انترنت ونقل معلومات اخرى تعمل الجهات الامنية والفنية الرسمية على كشفها عبر المسح اليومي الذي تجريه هذه الفرق للمناطق العالية على الاراضي اللبنانية وتحديدا في اعالي القمم على طول سلسلة لبنان الغربية.
يشار الى أن معبري الانترنت ونقل المعلومات من لبنان الى الخارج يمران عبر سنترالي رأس بيروت والجديدة اللذين يوصلان مستخدمي الانترنت الى المواقع التي يريدون الدخول اليها. وهذان المعبران هما حصراً ملك الدولة ان من حيث الانشاء والتجهيز والصيانة والاستثمار.
واشارت المصادر الى ان ما اثار استغراب المعنيين بالملف من أمنيين وفنيين هي المحطة التي تم تركيبها في جرد النجاص في اعالي الضنية، اذ لا يمكن الوصول اليها عبر السيارات او الشاحنات، علماً ان موقع تركيب المعدات يقع على مسافة طويلة جدا صعودا وتحتاج الى اكثر من ساعة سيرا على الاقدام، وتشير المعلومات الى ان التجهيزات ومواد البناء قد تكون نقلت على ظهر البغال او وسائل نقل بدائية، وصولا الى النقطة التي تم تركيب التجهيزات فيها والتي تحتاج حسب الخبراء الى فترة زمنية لا تقل عن ثمانية اشهر، كما تحتاج الى خبرات اجنبية لإجراء التجارب على التواصل بين المحطات المركبة في لبنان مع المحطات الخارجية.
وتبين بعد التحقيقات ان هناك نقاطا عالية قريبة من القرنة السوداء تنتشر فيها هذه المعدات وتتغذى من الطاقة الشمسية والطاقة الهوائية وفيها ارسال مرتفع (انتين) بطول 3 امتار موجه من القرنة السوداء الى قبرص وتركيا يقوم بتوزيع خطوط دولية في لبنان بسعاة هائلة، وتركيب شبكات اتصالات لاسلكية محلية ودولية وربطها بمشغلين دوليين خارج لبنان واستثمار وبيع خدمات الانترنت والاتصالات الدولية وبناء منشآت من دون الحصول على تراخيص.
وتبين ان وراء ذلك قراصنة محترفين عملوا خارج بوابتي الدولة الرسميتين في رأس بيروت والجديدة، وقاموا بتوزيع الانترنت وخدمات نقل المعلومات الى المؤسسات ومنها مؤسسات امنية ودستورية.

الديار :

يحار المواطن اللبناني ماذا يطلق على مسؤوليه من صفات، فكل الصفات الموجودة في المعجم العربي وحتى الغربي لا تعطي المعنى الدقيق لممارساتهم.
المواطن اللبناني لم يعد يعرف من يصدق، فكل المشهدية التي يجري عرضها على المسرح اللبناني بين المسؤولين، تؤكد ان النكايات هي لعبتهم المفضلة، وان المواطن وحده يدفع ثمن استئثارهم ومزاجيتهم ومصالحهم بدءاً من العراك بين وزارتي الصحة والاقتصاد حول القمح المسرطن ولا ينتهي بـ«اكل البيضة وتقشيرا» في ملف النفايات. هذا اذا حصرنا الموضوع فقط في صحة المواطنين، ولم يتم الاسترسال سياسياً وقضائيا وامنيا واجتماعيا وثقافيا وتربويا واقتصاديا، فالفضائح والسمسرات تفوح رائحتها في كل المرافق.
المشهد السياسي امس، لم يظهر فيه اي اشارات جديدة اكان على مستوى مصير جلسة انتخاب الرئيس بعد غد الاربعاء، والتي ترجح كل المعلومات ان مصيرها سيكون كسابقاتها، او على مستوى التشنج الحاصل بين الاطراف لا سيما بين التيار الوطني الحر وحركة امل.
وتؤكد المعلومات ان ضغوطاً متزايدة تتسارع لانتخاب رئيس، الا ان المعطيات الداخلية لا تؤشر الى ذلك ابداً، رغم التسريبات التي تحدثت عن نصيحة قدمها الرئيس نبيه بري الى حزب الله بضرورة الاسراع بانتخاب الوزير سليمان فرنجيه قبل حصول تسوية سعودية - ايرانية تفضي الى انتخاب رئيس وسطي.
وتؤكد المعطيات ان حزب الله لا يرى ان شيئا قد تغير حتى اليوم، ولا يوجد اي سبب يدعو للقلق، فهو لا يزال يدعم العماد ميشال عون.
وعن الخلاف بين التيار الوطني الحر وحركة امل تقول المعلومات ان كرسي الرئاسة عاد واشعل الجبهتين، لانه اصلاً لا يوجد كيمياء بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون، فكيف اذا بدأ بري يظهر علناً تأييده لفرنجيه بعدما كان يغلف موقفه بديبلوماسيته المعهودة؟
وكان اللافت امس، ما نقله زوار بري عنه تكراره «بأن ثمرة الاستحقاق الرئاسي قد نضجت وينبغي قطفها». وانه يقول هذا الكلام للجميع واولهم فريق 8 آذار».
فيبدو، ان بري مصر على موقفه وهو يبعث برسائل متعددة الاتجاهات «علّ اللبيب من الاشارة يفهم».

ارتياح «الوطني الحر»

اوساط التيار الوطني الحر مرتاحة جداً، ولا شيء يقلق العماد ميشال عون على حد ما تقوله، فالجنرال لا تزعزعه تسريبات من هنا او من هناك، فهو معتاد على «زكزكات» من هذا النوع، ولم تعد تؤثر فيه ابداً، فهو خبر في حياته السياسية الطويلة كل انواع البشر، واكدت «ان من يحاول ان يدك الاسفين بيننا وبين حزب الله سيكون هو الخاسر الاول، لان تحالفنا مع الحزب يتعدى القلم والورقة ليطال الاستراتيجيات والبعد الانساني والاخلاقي». وتقول الاوساط «مهما حاولوا زعزعة التفاهم مع حزب الله سيفشلون، فالقضية تعدت شخص الجنرال والسيد حسن نصر الله لتطال جمهور الرجلين الذي تجمعه المحبة ورفض كل انواع الفتنة.

بري: ليُقنع السنيورة الحريري

ونقل زوار الرئيس نبيه بري عن بعض التصريحات التي صدرت عن مسؤولين في التيار الوطني الحر حول التلويح بالانسحاب من الحوار قوله: «هذا الحوار ليس ملكي ولا لشخص هو للجميع، ومن ينسحب هو من يتحمل مسؤولية ذلك».
وحول ما يثار عن «الذمية السياسية» نقل الزوار عن بري قوله : «للاسف بلشنا نسمع بهذا الكلام، وما حدا يفتح هذا الموضوع مع الشيعة، لانهم عانوا كثيراً من الذمية السياسية، وقمت بجهد مكثف لتثبيت الطائفة في ادارات الدولة الادارية والامنية، وكان ممنوعاً على الشيعة تسلم مراكز حساسة او سفارات معينة».
وقال بري: «ان هذا الكلام يشجع على المنحى التقسيمي، ونحن حاربنا ونحارب التقسيم، كما نقف في وجه العدو وندافع عن انفسنا ايضا».
ونقل زوّار بري عمّا يطرحه الرئيس فؤاد السنيورة حول النصف زائد واحد لانتخاب رئيس للجمهورية بدل الثلثين قوله: «اذا استطاع السنيورة ان يقنع سعد الحريري فليقنعه، ولكن اذا اقنعه، فانا ايضاً قلت واكرر انني ملتزم بالدستور ونصاب الثلثين».

النفايات

وفي موضوع النفايات استمر لليوم الثاني على التوالي رفعها من الشوارع حيث نشطت عشرات الشاحنات منذ ساعات الصباح في رفع اكياس الزبالة ونقلها الى مطمر الناعمة.
وقد تجمع عدد من الناشطين عند مدخل المطمر احتجاجاً، واقدم بعض الشباب على حرق شاحنة تابعة لـ «سوكلين» في دوحة عرمون، الا ان الشركة اصدرت بياناً اكدت فيه ان «الاعتداء على عمّالها لن يثنيها على القيام بواجبها».
وفي هذا الاطار، اعلن وزير البيئة محمد المشنوق انه «تم في غضون 24 ساعة رفع اكثر من ثمانية الاف طن من النفايات المتراكمة في الشوارع والمكبات العشوائية ما يؤشر الى جدية في تنفيذ خطة النفايات»، مؤكدا «ان الامور ستتسارع مع دوران عجلة رفع النفايات».

«المستقبل» يتحرك لتأجيل الانتخابات البلدية

وكشفت مصادر سياسية عليمة ان بعض القوى السياسية، وفي الدرجة الاولى تيار المستقبل، تسعى لتأجيل الانتخابات البلدية. واوضحت ان الوزير نهاد المشنوق بحث هذا الامر مع الرئيس نبيه بري قبل عدة ايام. واضافت ان المشنوق طلب العمل من اجل عقد جلسة تشريعية قبل موعد دعوة الهيئات الناخبة من اجل التمديد للهيئات الاختيارية على اعتبار ان تمديد المجالس البلدية لا يحتاج الى قانون وبالتالي تبقى هذه المجالس كما هي في حال عدم اجراء الانتخابات.

 

الجمهورية :

فيما ساد الهدوء على الجبهة السياسية، وعمَّت احتفالات الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويمَ الغربي في أحد الشعانين المناطقَ اللبنانية، وأقيمت القداديس والزيّاحات وارتفعَت الصلوات، يفتح الأسبوع الطالع على جملة محطّات، أبرزُها ترقّب المواقف الجديدة التي سيُعلنها الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله مساءَ اليوم، وجلسة انتخاب رئيس الجمهورية الأربعاء، والتي تتوسّط زيارة الممثّلة العليا للاتّحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية نائبة رئيس المفوّضية الأوروبّية فيديريكا موغيريني التي تصل إلى بيروت اليوم، وزيارة الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون يرافقه رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم الخميس. يُنتظر أن تتوسّع محادثات بان وموغريني مع المسؤولين، فتتجاوز البحث في قروض جديدة يمكن البنك الدولي أن يقدّمها للبنان بفائدة صفر، إلى الأوضاع السائدة في المنطقة والاجتماعات الدولية الجارية في جنيف وغيرِها، لإنتاج حلول للأزمات الإقليمية، وبينها أزمة لبنان.
وعُلم أنّ رئيس الحكومة تمام سلام سيثير مع بان وموغريني مصيرَ الدعم المادي للبنان لمواجهة أعباء أزمة النازحين، والذي يتقرّر في مؤتمرات دولية عدة كان آخرها مؤتمر المانحين في 4 شباط في لندن، ولم يصل منه إلّا الفُتات.
وسيؤكّد سلام أنّ لبنان ليس في وارد القبول بتوطين جزء من النازحين السوريين، وهو الذي لم ينتهِ بَعد من استيعاب اللاجئين الفلسطينيين.
وفي هذا الإطار سيدعو سلام إلى أن تعود منظمة «الأونروا» بقوّة إلى المخيّمات بعدما سحبَت جزءاً كبيراً مِن مساعداتها في الأشهر الماضية.
كذلك سيدعو إلى أن تخصّص المفوّضية العليا للّاجئين السوريين قسماً من المساعدات الماليّة للمجتمعات المضيفة. وعلمت «الجمهورية» أنّ مسؤولاً أميركياً قد يزور لبنان في مرحلة لاحقة في حال حقّقت زيارة بان وموغريني ورئيس البنك الدولي نتائجَ إيجابية.
موفد ألماني
وكان نائب وزير داخلية ألمانيا الدكتورGuinter Krings وصَل إلى بيروت أمس في إطار حركة الموفدين الدوليين، وهو يتابع بتكليف من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ملفّ النازحين السوريين. وسيبدأ لقاءاته اليوم مع وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ليعرضَ معه لملفّ اللاجئين والظروف التي تحوط بالملف وتداعياته على الساحة اللبنانية، بحثاً عن سُبلٍ أنجع لمواجهة هذه الظاهرة قبل الانتقال إلى أوروبا.
برّي وسلام
من جهة ثانية ستركّز الاتصالات اليوم على تثبيت وضع الحكومة بعد حلّ أزمة النفايات، ولإحياء العمل التشريعي في المجلس النيابي بعد بروز صعوبات في إنجاز الاستحقاق الرئاسي قريباً. وفي هذا الإطار كان الاجتماع السبت في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وسلام.
وعلمت «الجمهورية» أنّ البحث تناول الآليات الواجب اعتمادها من أجل هذين الموضوعين. وقد توافقا على إجراء اتصالات مع القوى السياسية لإقناعها بتسهيل عمل الحكومة من خلال إقرار تعيينات جديدة، وعقد جلسات تشريعية لإقرار مشاريع قوانين عدة اجتماعية ومالية وقروض قدّمتها المنظمات الدولية.
برّي
وقال بري أمام زوّاره أمس إنّه لا يزال عند قوله «إنّ ثمرة الاستحقاق الرئاسي نضجت وينبغي قطفُها». وردّاً على سؤال عن الجهة التي يوجّه إليها هذا الكلام، قال بري: «للجميع، وأوّلهم فريق 8 آذار».
وحولَ تلويح «التيار الوطني الحر» بالانسحاب من الحوار بين قادة الكتَل النيابية، قال بري: «هذا الحوار ليس ملكَ نبيه بري، فهو للجميع، وإنّ من ينسحب منه هو الذي يتحمّل مسؤولية ذلك».
فنَيش
وعلى مسافة يومين من جلسة انتخاب الرئيس في 23 الجاري استطلعَت «الجمهورية» مواقفَ «حزب الله» وتكتّل «الإصلاح والتغيير» وتيّار «المردة» وكتلة «المستقبل» من موضوع المشاركة في الجلسة، فقال الوزير محمد فنيش: «إنّ نواب «حزب الله» لن يشاركوا في جلسة الانتخاب إذا لم يشارك العماد ميشال عون ونوّاب «التيار الوطني الحر». وأكّد «أنّ موقف الحزب من دعم ترشيح عون لم يتغيّر، وأن لا معطيات جديدة حتى اليوم تنبئ بانتخاب رئيس جديد».
عون
وحول مشاركة الـ«تكتل» في جلسة انتخاب الرئيس، قال النائب آلان عون: «لم يطرَأ أيّ تطوّر جديد على الملف الرئاسي، ما يَعني أنّ المواقف باقية على حالها و«التكتّل» ما زال يطالب بمعالجة المشكلة الرئاسية من الزاوية التمثيلية الميثاقية بدلاً مِن الاكتفاء بمعادلات رقمية لا تجيب على جوهر المشكلة». وأضاف: «أعتقد أنّ الانتخابات الرئاسية دخلت من جديد في مرحلة مراوحة طويلة، بعدما استنفدت الجهود والضغوط والمبادرات الأخيرة من دون إحداث أيّ خَرق».
وعمّا إذا كان يتوقع حَلحلة أو تطوّراً في المدى المنظور، أجاب عون: «لا أرى أيّ خرق محتمل إلّا إذا حصَل حدَثٌ ما خارجيّ أم داخليّ يَسمح بكسر التوازن السلبي الذي نعيشه حاليّاً والذي يمنع حتى الآن الوصول إلى أيّ حلّ».
كرم
أمّا عضو كتلة «لبنان الحر الموحّد» النائب سليم كرم، فأكّد لـ«الجمهورية» أنّ رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية مستمرّ في ترشيحه، فـ«البيك عندما يقول كلمة لا يتراجع عنها».
وعن مشاركته في جلسة بعد غدٍ الأربعاء، قال كرم: «لا أرى حتى الآن أنّ الوضع سيَسمح لنا بأن نكون موجودين في المجلس يوم الأربعاء المقبل، عِلماً أنّنا نتمنّى كثيراً أن نحضر لننتهي من هذه المهزلة وننتخب رئيساً، لأنّ لبنان بحاجة ماسّة لرئيس جمهورية». وأضاف: «لا أعتقد أنّ المعطيات الموجودة ستسمح لنا بالنزول إلى المجلس لأنّ الجلسة ستكون أسوأ بكثير من أن لا نكون مشاركين فيها».
وتمنّى كرم أن يحضر جميع النواب «وليَربح من يربح، ومن يخسَر عليه تقبّل الخسارة، لأنّ من يريد خوضَ السباق الرئاسي عليه القبول بالنتائج الحسَنة والسيّئة، لا أن يقبل بالحسنة فقط ويَرفض السيئة».
حوري
وبدوره عضو كتلة «المستقبل» النائب عمارحوري، قال لـ«الجمهورية»: «سنستمرّ بالضغط في الموضوع الرئاسي، وسنحاول أن نحشد أكبر عدد ممكن، ولا أعرف الى أيّ حدّ يمكن أن يصل عدد النواب هذه المرّة، ولكنّه لم يعُد ضعيفاً. ولكن ندرك تماماً أنّ القضية ليست قضية عدد فقط، بل أيضاً نصاب سياسي».
وهل من بشائر أمل أو تغييرات إيجابية تشي بانتخاب الرئيس في جلسة بعد غد الأربعاء؟ أجاب حوري: «إنّ الرئيس الحريري يملك معطيات إيجابية، وليس بالضرورة عن الجلسة المقبلة تحديداً، لكنّه أظهرَ تفاؤله باقتراب موعد انتخاب رئيس للجمهورية».
جعجع
وكان رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع أسفَ لأنّ فريق 8 آذار وبالتحديد «حزب الله» لا يريد انتخابات رئاسية، ولفتَ إلى أنه لا يعرف حتى إن كان الحزب يريد رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية.
وتمنّى أن تكون انطباعاته في غير محلّها، ولكنّه أشار إلى أن بعد مرور شهرين على إعلانه تبنّي ترشيح عون لم يحرّك أحدٌ إصبعَه الصغير لانتخابه، بينما كان يَرفع إصبعه الكبير ليقول إنه يؤيّد عون، وأكد أنّه سيستمر ولن يعدمَ وسيلة ليتوصّل إلى انتخابات رئاسية، «مع الِعلم أنّ الواقع الحالي صعبٌ أن يتغيّر

اللواء :

بين مطلع الأسبوع وعطلتي الجمعة العظيمة والفصح المجيد لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، برنامج حكومي - نيابي - دبلوماسي - رئاسي حافل.
ومن المؤكد أن نجاح الحكومة في وضع القرارات المتعلقة برفع النفايات من الشوارع إلى المطامر، أعطى دفعاً للحكومة للإقدام على معالجة ما تبقى من ملفات خلافية وصدامية، على إيقاع استبعاد تقدّم الاتصالات باتجاه التوافق على توفير النصاب وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وتكوّن هذا الانطباع، قبل أقل من 48 ساعة من موعد الجلسة 37 بعد غد الأربعاء المحددة لانتخاب الرئيس، وبعد أن تكون منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني قد جالت على المسؤولين اليوم، واستمعت إليهم في معرض الأسئلة التي ستطرحها، والمتعلقة بالاستقرار والنازحين السوريين، والأجواء المحيطة بجلسة انتخاب الرئيس، على أن تبلغ المسؤولين رسالة الاتحاد الأوروبي لجهة الإعراب عن ارتياحها لاستضافة أكثر من مليون و300 ألف نازح سوري، ولإطلاع لبنان على المراحل التي قطعتها تعهدات المساعدة، سواء في مؤتمري جنيف ولندن.
وستشدّد موغريني، وفق مصادر دبلوماسية، على أهمية انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن لتدعيم الاستقرار القائم في لبنان والحاجات المطلوبة لتعزيز قدرات القوى العسكرية والأمنية، في ضوء نجاحات الأجهزة الأمنية في توقيف وتفكيك عشرات الخلايا المرتبطة بمنظمات «إرهابية» وجماعات مسلّحة.
وستستهل الموفدة الأوروبية لقاءاتها مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، على أن تلتقي لاحقاً كلاً من الرئيسين نبيه برّي وتمام سلام.
وأشارت هذه المصادر إلى أهمية زيارة موغريني التي تأتي قبل ثلاثة أيام من وصول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يرافقه رئيسا البنك الدولي والبنك الإسلامي للتنمية في زيارة غير مسبوقة ستحتل الأزمة السورية حيّزاً منها بأبعادها السياسية ولجهة النازحين والمساعدات الممكنة للبنان، لتمكينه من الاستمرار في استضافة هؤلاء النازحين، وسط خشية من تحميله أعباء إضافية بعد الاتفاق الأوروبي - التركي في ما خص النازحين السوريين الذين يتدفقون إلى شرق أوروبا.
وستحتل مسألة الرئاسة حيّزاً من محادثات بان في ضوء القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي بوجوب الإسراع في ملء الفراغ في الرئاسة الأولى.
3 ملفات ساخنة
والإنشغال بحركة الموفدين الدوليين لم يحجب الاهتمام بثلاث قضايا تضج بها الساحة الداخلية:
1- الخلاف الناشئ بين وزيري الصحة وائل أبو فاعور والإقتصاد آلان حكيم حول القمح المسرطن في ضوء نتائج الفحوص المخبرية لعيّنات من القمح قامت بها وزارتا الصحة والاقتصاد وكانت النتائج متباينة، الأمر الذي انعكس سجالاً في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، واتفق بنتيجتها على سحب الموضوع من الجلسة وعقد اجتماع في السراي اليوم بين الرئيس سلام والوزيرين أبو فاعور وحكيم، لتوحيد المعالجة، انطلاقاً من حرص الوزيرين والحكومة على إزالة المخاطر من القمح المسرطن واستبعاده من السوق، وتفعيل الرقابة والفحوصات المخبرية الدورية.
وعشية الاجتماع الذي قد لا يُعقد أكد الوزير أبو فاعور أنه ليس في وارد إفتعال مشكلات مع وزير الاقتصاد وأن ما يهمّه هو أن تكون فحوصات الملح والسكر والبهارات والقمح سليمة وتتطابق مع مواصفات الغذاء العالمي، مؤكداً أن صفقات من القمح المسرطن دخلت إلى لبنان وجرى بيعها في الأسواق اللبنانية، وأنه سيرفع ملفاً بذلك إلى النيابة العامة التمييزية، داعياً لإعادة النظر بوضع إهراءات القمح في مرفأ بيروت، مقترحاً آلية عمل مشتركة بين وزارات الصحة والاقتصاد والزراعة.
2- ملف الإنترنيت غير الشرعي، حيث ستدرس لجنة الاتصالات النيابية هذا الملف في ضوء دعوات القضاء لوضع يده عليه، بعدما تبيّن أن هناك شركات وهمية غير لبنانية بعضها على صلة مع إسرائيل تشغّل شبكات الإنترنيت في الزعرور.
وأوضح أمين سر لجنة الاتصالات النائب عمّار حوري لـ«اللواء» أن اللجنة ستستمع اليوم إلى وزراء الداخلية والدفاع والاتصالات والمال إلى ما لديهم من معطيات ومعلومات عن الفضيحة لتبني على الشيء مقتضاه، مؤكداً أن اللجنة ستذهب في الموضوع إلى النهاية دون أي تهاون.
تجدر الإشارة إلى أنه تمّ وقف الإنترنيت غير الشرعي عن مجلس النواب ووزارة الدفاع ورئاسة الجمهورية، فيما تستمر التحقيقات التي تقوم بها النيابتان المالية والتمييزية وعلى أساسها تتم المداهمات.
3- جهاز أمن الدولة، في ضوء نتائج زيارة الرئيس سلام إلى عين التينة السبت، حيث جرى بحث هذا الموضوع مع الرئيس برّي.
واستبعدت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن يؤدي هذا الملف إلى تفجير الحكومة، مشيرة إلى أنه سيكون على جدول أعمال أول جلسة للحكومة بعد عيد الفصح.
وأكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«اللواء» أن لا توجّه نحو الاستقالة، لكن العرقلة غير مقبولة، في حين أكد وزير الأشغال والنقل غازي زعيتر أن محاولات البعض إثارة الفوضى لن يُكتب لها النجاح، وأن الرئيس سلام مدرك تماماً لمسؤولياته، رافضاً كلام البعض عن «ذمّية سياسية» في معرض الكلام عن ما يمكن أن يسمّى عن حقوق مسيحية مهضومة.
الرئاسة والنصاب
سياسياً، أحدثت المواقف التي نقلت عن لسان الرئيس برّي ونقلتها «اللــواء» اهتماماً سياسياً ودبلوماسياً، فسارع «التيار  الوطني الحر» عبر محطةOTV للرد على الزوار بزوار النائب ميشال  عون، وجاء الرد العوني في النشرة المسائية يوم السبت: «اننا نطمئن الرئيس برّي ان لا حاجة للسلاح ما دمنا نحن هنا».
واعتبرت مصادر سياسية مطلعة ان كلام برّي ما كان يعلن امام زواره لو لم يلمس لمس اليد  المصاعب التي تثيرها المواقف العونية على المستويات كافة، الأمر الذي يهدد عمل المؤسسات، وفي مقدمها المجلس النيابي، إذ كيف يمكن وضع قانون جديد للانتخابات أو انتخاب رئيس إذا اعتبرنا هذا المجلس غير قائم وغير شرعي.
في هذه الاثناء، يُحدّد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله مساء اليوم عبر قناة «الميادين» مجموعة من المواقف المتعلقة بالوضع الإقليمي وارتداداته اللبنانية لجهة احتمالات حرب إسرائيلية جديدة على لبنان، في ضوء ما تردّد بعد الانسحاب الروسي من سوريا، مع الرد الذي يمكن أن يقوم به الحزب اذا ما حصل اي اعتداء جديد على لبنان.
وفي ما خص الأزمة السورية سيتطرق نصرالله إلى الانسحاب الروسي وما تردّد عن انسحاب حزب الله من سوريا، وما يمكن أن يسفر عنه مؤتمر جنيف، وسيقدم السيّد نصرالله رؤية الحزب وموقفه من فتنة سنية - شيعية، كما سيجيب على أسئلة تتناول الأزمات اللبنانية والملفات العالقة، بما في ذلك الرئاسة الأولى، بالإضافة إلى وضع الحزب على لائحة الإرهاب والعلاقة مع المملكة العربية السعودية والوضع في اليمن والعلاقات السعودية - الإيرانية.
وعلمت «اللواء» أن «حزب الله» بدأ انسحاباً تدريجياً من سوريا، آخذاً بعين الاعتبار المخاطر الجدية من عدوان إسرائيلي يُعيد خلط الأوراق، ويضعف دور الحزب في لبنان أو خارجه.
وأعرب مصدر نيابي في كتلة «المستقبل» عن اعتقاده بأن النصاب قد لا يكتمل في جلسة انتخاب الرئيس الأربعاء، لكنه أشار إلى اننا لم نعد بعيدين عن هذا النصاب، إذا لم يكن في الجلسة المقبلة، فربما في جلسة لاحقة.
وكشف أن الجهد سيبقى يتركز على تأمين أوسع حشد نيابي للجلسة، وربما يفوق عدد الحضور في هذه الجلسة، عدد النواب الذين حضروا الجلسة الأخيرة والذي بلغ 72 نائباً.

الاخبار :

على الرغم من أن خطاب رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون في ذكرى 14 آذار، لم يكن على القدر المتوقّع من التصعيد، قياساً لما تمّ تسويقه قبل أيام من الخطاب، إلّا أن كلام الجنرال حمل أكثر من رسالة في أكثر من اتجاه، إلى الحدّ الذي يجعل كلامه في 14 آذار «الأصلية»، معبراً لمرحلة جديدة من المواقف، تُحتمها أزمة الرئاسة و«الشراكة» والتحالف القواتي ــ العوني، وتحوّلات الإقليم.

ولم تكن البنود التي أُعلن عنها في احتفالية ترشيح رئيس حزب القوات سمير جعجع العماد عون إلى رئاسة الجمهورية في معراب في 18 كانون الثاني الماضي، هي وحدها ما يدور في نقاشات العونيين والقواتيين. وبحسب أكثر من مصدر، فإن التحالف الانتخابي الفعلي بين القوات والتيار، بدءاً بالانتخابات البلدية والنيابية والجامعية حتى الرابطة المارونية، كان جزءاً مما تمّ الاتفاق عليه في خطوات غير معلنة، وصولاً إلى وضع الخطط الأوليّة لتحركات شعبية مستقبلية يقوم بها التنظيمان، على وقع التطورات السياسية، ولا سيّما في الملفّ الرئاسي، لـ«الضغط باتجاه انتخاب الرئيس الذي يريده المسيحيون»، على شكل تظاهرات أو اعتصامات أو إضرابات عامة في «المناطق المسيحية».
في الخطاب الأخير، كرّر عون ما يعتبره «مظلومية مسيحية»، بدأت منذ اتفاق الطائف، واستمرت إلى ما بعد الخروج السوري من لبنان، لتُختتم بعدم مباركة التوافق بين أكبر كتلتين مسيحيتَين، بعدما كان التوافق بينهما ذريعة الرفض لدى الفريق الآخر، المتمثّل بالرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري.
ثمّ أكّد عون «المؤكّد»، باستمراره في «المعركة» مرشّحاً لرئاسة الجمهورية «حتى النهاية»، فاتحاً النار على ما يراه غياباً لـ«الشراكة» بين المسيحيين والمسلمين في الحكم، طالباً من العونيين «تجهيز سواعدهم» استعداداً للمقبل من الأيام، في ما بدا مقدمة لسياق تصاعدي، لا يمكن أن يتوّج إلا بالنزول إلى الشارع.


جعجع يهدئ عون كي لا يكسر الجرة مع الحريري

 


ثم ليأتي الحديث في الأيام الماضية عن انتقال «غضب» الثنائي المسيحي إلى الشارع أو التعبير عنه بتحركات شعبية، في سياق «الأدوات» الجديدة التي قد يلجأ إليها الحلفاء الجدد، ردّاً على ما يرونه «تعطيلاً لانتخاب الرئيس».
وتؤكّد مصادر في التيار الوطني الحر وأخرى «وسطية» أن «خطوات الانتقال إلى الشارع قد تمّت دراستها بين التيار والقوات، إلّا أن القرار لم يتخّذ بعد». وتقول المصادر إن «جعجع يؤدي دوراً في تهدئة عون حتى الآن، كي لا يكسر الجرة مع الحريري»، في الوقت الذي يدرس فيه رئيس القوات أي تحرك بأدق تفاصيله.
وتردّد في اليومين الماضيين أن التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية قد يلجآن إلى الشارع قبل جلسة انتخاب الرئيس في 23 من الشهر الجاري، على اعتبار أن الجلسة محسوبة النتائج لجهة عدم اكتمال النصاب، وتمسّك ثلاثي جنبلاط ــ بري ــ الحريري بعدم القبول بعون رئيساً.