الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية ألست وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية أثار الكثير من الشكوك والهواجس لدى دول الخليج العربي وفي مقدمتها السعودية من الدور الذي قد يعطيه لأيران في المنطقة ويسمح لها بتوسيع نفوذها والتحكم بمصير ومستقبل العديد من الدول وخصوصا تلك التي تشهد حروبا أهلية كسوريا والعراق واليمن. سيما وأن قادة الدول الخليجية ورغم اللقاءات التي جمعتهم مع مسؤولين أميركيين بمن فيهم الرئيس باراك أوباما لم يسمعوا من التطمينات ما يزيل تلك الهواجس والشكوك. بل على العكس من ذلك فإنه مع مرور الوقت على الإتفاق كانت تتكشف وفي كل مرة تقارير تدل على إخفاء إيران لبعض معداتها وأنها عملت على مشاريع تضليل استخباراتية في بعض مفاعلاتها النووية. 

  فعلى خلفية هذا المشهد الإقليمي جاءت زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى المملكة العربية السعودية لطمأنة المسؤولين في الرياض قبل اجتماع باريس المخصص لبحث الأزمة السورية وبأن التفاهم الأميركي الروسي وصل إلى مرحلة تلبي مطالب دول الخليج بدرجة كبيرة  في تقليص النفوذ الإيراني في سوريا والموقف من مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد. 

  وقد ذكرت مصادر سعودية مطلعة أن الوزير الأميركي حرص على تقديم صورة تفصيلية عن خطة للحل السياسي في سوريا والتي تحظى بدعم أميركي روسي. وقدم استفسارات للمسؤولين السعوديين عن خطة السيطرة على المناطق المحررة في اليمن بما يضمن عدم سيطرة القاعدة وداعش عليها. وأن هناك محاولات لإيجاد حل في كل من سوريا واليمن في توقيت متقارب كما لو ان هناك تفاهمات أميركية روسية حول الموضوع. 

  الباحث السياسي السعودي /سلمان الأنصاري /اعتبر أن هناك ثلاثة أسباب تقف وراء زيارة كيري إلى السعودية أولها لأثبات وقوف واشنطن في صف الرياض في ما يتعلق بمواجهة التهديدات الإيرانية. وثانيها لطمأنتها بخصوص آخر تطورات تنفيذ بنود الاتفاق النووي مع إيران والسبب الثالث يعود إلى وجود ضغوط أميركية داخلية كبيرة على إدارة الرئيس أوباما من طرف الكونغرس خصوصا من الحزب الجمهوري في ما يتعلق بأهمية إرجاع الثقة إلى الحلفاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة الأميركية وعلى رأسهم دول الخليج العربي. 

  ورأى الأنصاري أن القيادة السعودية ستكون واضحة جدا في مطالبها لجهة الاطلاع الكامل بما يدور في موضوع تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني. 

  وأضاف ان الرياض ستطلب من واشنطن ان يوضح المسؤولون الاميركيون حجم جهودهم بالتفصيل في ما يتعلق بمكافحة ارهاب الميليشيات الإيرانية سواء في سوريا او العراق او حتى في اليمن. 

  وفي هذا السياق فإن السعودية تدفع باتجاه إلى ان يكون من بنود الحل في سوريا دعوة صريحة إلى كافة المقاتلين فيها للانسحاب وألا يقف الأمر عند طرد المقاتلين الاجانب المرتبطين بداعش وجبهة النصرة.  بل يتضمن ذلك دعوة صريحة إلى انسحاب الآلاف من عناصر الحرس الثوري الإيراني ومقاتلي حزب الله اللبناني وعصائب أهل الحق العراقية والميليشيات الباكستانية والافغانية. 

  لا شك أن هناك تفهم أميركي روسي لمطالب السعودية ودول الخليج في الدفاع عن أمنها الإقليمي. ولا بد من مراعاة مصالح الرياض في اي حل في سوريا او في اليمن. وعلى الا يترك البلدين مجالا خصبا لتحركات إيران وميليشياتها.