أميركا تدافع عن حزب الله , وتلقي اللوم على المملكة , هل نحن بخير ؟

 

السفير :

المملكة العربية السعودية.. إلى أين؟
يفرض السؤال نفسه، وبشكل موضوعي، بعدما وصلت السعودية في مغامرتها الإقليمية، وغضبها على لبنان، إلى مدى بعيد، يهدد بتداعيات على المملكة وحلفائها قبل خصومها.
وإذا كان الهدف السعودي من الهجوم المضاد الذي تشنه على جبهات المنطقة إضعاف النفوذ الإيراني وتقليص دور حليفه الاستراتيجي المتمثل في «حزب الله»، فإن الأكيد هو أن من شأن العقوبات السعودية العشوائية والاعتباطية بحق لبنان أن تعطي مفعولاً عكسياً، إذ إن الفراغ الذي تتركه المملكة في معرض «انسحابها الهجومي» من المواقع التقليدية في لبنان سيسمح لطهران والحزب بمزيد من الأريحية والأرجحية على الساحة اللبنانية.
وقد واصلت السعودية قيادة حملة الضغط على لبنان و«حزب الله»، خلال اجتماع الدورة الـ 138 لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، بمشاركة وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، ونائب عن وزير خارجية المملكة المغربية، وبرئاسة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
أكد الوزراء في الاجتماع القرار الصادر عن الدورة (33) لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس، والذي اعتبر «حزب الله» إرهابياً، «لما يقوم به من أعمال خطرة لزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي في بعض الدول العربية».
وأشاد الوزراء بجهود الأجهزة الأمنية في مملكة البحرين «التي تمكنت من إحباط مخطط إرهابي (كانون الثاني 2016) وإلقاء القبض على أعضاء التنظيم الإرهابي الموكل إليه تنفيذ هذا المخطط، والمدعوم من قبل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الإرهابي».
وأكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وجود إجماع خليجي على «تحديد ماهية الآليات الخاصة بوقف تمدد الهيمنة الإيرانية، عبر أذرعها في المنطقة ودول مجلس التعاون، والمتمثلة بميليشيات حزب الله اللبناني، والحوثيين، وميليشيات الحشد الشعبي».
وأشار الجبير الى أن إطلاق الوزير السابق ميشال سماحة من قبل محكمة عسكرية ليس مؤشراً إيجابياً على استقلال الجيش عن نفوذ «حزب الله»، «ولذا تم اتخاذ القرار بوقف المنح إلى الجيش والأمن اللبنانييْن وتحويلها إلى الجيش والأمن في السعودية».
واعتبر الجبير أن لبنان يُحكم الآن من قبل «حزب الله»، مضيفاً أن «المزعج في موضوع لبنان أن ميليشيا مصنفة كمنظمة إرهابية صارت تسيطر على القرار في لبنان».
ورداً على سؤال حول العقوبات ضد «حزب الله»، قال الجبير إن وزراء خارجية مجلس التعاون قرروا (أمس) أنهم سينظرون «في الإجراءات التي يجب أن نتخذها بغية التصدي لحزب الله ووضع حد لقدراته على الاستفادة من التعامل مع أي من دول مجلس التعاون».

الانزعاج الأميركي
وفيما تصر المملكة على المضي في قرار إلغاء الهبة المخصصة للجيش اللبناني، لم تُخفِ واشنطن انزعاجها الصريح من الموقف السعودي حيال الجيش الذي تراهن عليه الولايات المتحدة لإقامة توازن نسبي مع «حزب الله»، على المدى الطويل، وهذا ما عبّر عنه المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية عند ما قال أمس الأول إن المساعدة للقوات اللبنانية المسلحة وغيرها من المؤسسات الشرعية «أساسية للمساعدة في تحجيم حزب الله ورعاته الأجانب»، مؤكداً أن المساعدات الأميركية للجيش اللبناني ستستمر «ولا نريد ترك الساحة خالية لحزب الله أو رعاته».
وكان الوفد النيابي اللبناني الذي زار واشنطن مؤخراً قد تبلغ من المسؤولين الأميركيين إصراراً على دعم الجيش، وسمع الوفد في وزارتي الخارجية والدفاع ومجلس الأمن القومي تأكيداً بإن الإدارة الأميركية ستتواصل مع الرياض لمناقشتها في قرارها والتعبير عن الامتعاض منه.
يشعر الأميركيون والأوروبيون أن المملكة تكاد تهدد بتصرفاتها، التي لا تخلو أحياناً من بعض المراهقة أو الانفعال، مصالحهم الاستراتيجية، وهو الأمر الذي عكسته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية التي نقلت عن مسؤولين عرب قولهم إن إدارة الرئيس باراك أوباما تضغط على السعودية حتى لا تقوم بخطوات إضافية لمعاقبة لبنان اقتصادياً انتقاماً من الدور السياسي المتصاعد لـ «حزب الله» المدعوم من إيران.
واعتبرت الصحيفة أن الخلاف بشأن لبنان يمثل أحدث انقسام في السياسة الخارجية يظهر بين واشنطن والرياض الحليفين منذ عقود، خصوصاً في ما يتعلق بالدور الإقليمي الذي تلعبه إيران ووكلاؤها.
وكشفت عن أن دبلوماسيين أميركيين رفيعي المستوى ومن بينهم وزير الخارجية جون كيري حذروا سراً السعودية ودول خليجية أخرى من أنهم يبالغون في رد الفعل ويخاطرون بزعزعة استقرار اقتصاد لبنان.
ووفقاً لمسؤول أميركي مطلع على الاتصالات مع السعودية فإن الولايات المتحدة تعتقد أن الإجراءات متهورة وتخاطر بقيادة لبنان بشكل أكبر إلى أيدي إيران، مضيفاً أن رد الفعل يبدو مبالغاً فيه بشكل كبير. وتابع: أنا أتفهم الغضب السعودي.. عندما يفشل أحد ما فإنه يغضب، وأقلّ ما يمكنه فعله هو الغضب.
وأشارت الصحيفة الى أن الحكومة الفرنسية بقيادة الرئيس فرانسوا هولاند أثارت هي الأخرى المخاوف بشأن لبنان في الاجتماعات الأخيرة مع الحكومة السعودية، وذلك وفقاً لمسؤولين أميركيين وعرب.

الحسابات السعودية
ويقول العارفون بالمزاج السعودي في معرض محاولة فهم سلوك المملكة إن الرياض تشعر بخطر وجودي، أو أقله استراتيجي، آتٍ من اليمن الواقعة على حدودها مباشرة، حيث لا تحتمل الرياض أي خسارة لأنها ستصيب «رأس المال»، في حين أن إيران تلعب «خارج أرضها» وإذا أصيبت بانتكاسة في اليمن فإنها تستطيع تحملها أو تعويضها.
وعندما اجتاح صدام حسين الكويت، سُئل أحد أمراء السعودية عن خيارات الرياض إذا قرر الرئيس العراقي حينها التمدد في اتجاهها وعمن سيحمي المملكة في مثل هذه الحالة، فأجاب الأمير: نستأجر البيض (الاميركيون) ليدافعوا عنها.
لكن المشكلة التي واجهت الرياض، ولا تزال، في عهد إدارة الرئيس باراك أوباما، أن الإدارة الأميركية عدلت استراتيجيتها وغيّرت وجهة سيرها، بحيث لم تعد مستعدة لإرسال جيوشها الى الخارج للقتال، دفاعاً عن المملكة او غيرها، خصوصاً أن مرتبة النفط الخليجي تراجعت في أولويات واشنطن التي أصبحت تملك مخزوناً استراتيجياً منه.
وفي المقابل، تآكلت سطوة السعودية في العالم النفطي بعدما تناقص إنتاج «أوبيك»، فيما تحولت روسيا وأميركا الى لاعبيْن أساسييْن في السوق البترولية.
ولعله يمكن اختصار الفارق بين المقاربتين الأميركيتين، السابقة والحالية، للعلاقة مع السعودية بمعادلة منسوبة لأحد المسؤولين الأميركيين وفحواها: لقد تحملنا في السابق القليل من الوهابية من أجل الكثير من النفط. لن نتحمل الآن الكثير من الوهابية من أجل القليل من النفط.
ومع هبوب الرياح الباردة على التحالف الغربي - السعودي، وتيقن المملكة، بعد الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن الغرب تبدل وأن بطاقة التأمين الأميركية انتهت صلاحيتها.. تضاعف القلق لدى الرياض من دون أن تنجح محاولات طمأنتها، فكان لا بد لها من البحث عن بدائل، تبدأ بالاتكال على الذات كما حصل في اليمن ولا تنتهي بالانفتاح على إسرائيل.

 

النهار :

اذا كانت الحكومة كما معظم اللبنانيين تعلقت أمس بحبال الانفراج الموعود لأزمة النفايات الذي لاح ليلا مع اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة هذا الملف برئاسة رئيس الوزراء تمام سلام كمؤشر عملي لتذليل أكثر العقبات التي حاصرت اعتماد خيار المطامر، فان ذلك لم يحجب الضغط التصاعدي لأزمة العلاقات اللبنانية – الخليجية التي تبدو أمام مفترق اضافي اليوم.اذ ان السباق اللبناني مع الاجراءات والقيود الخليجية والعربية ضد "حزب الله " والتي يطاول جزء منها لبنان الرسمي، اتخذ مرة أخرى طابعاً مريراً وصعباً عشية بدء اجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب في دورته العادية اليوم في القاهرة حيث لا يستبعد ان يحشر لبنان مجدداً في خانة قرارات عربية تتبنى الكثير من الاتجاهات الخليجية وتعرضه لتجرع الاحراج والحصار الديبلوماسي. وملامح هذا الاستحقاق الاضافي برزت من خلال اتجاهين: أولاً القرارات التي اتخذها امس وزراء الدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي والاردن والمغرب في الرياض حيث جرى التشديد على التصنيف "الارهابي" لـ"حزب الله" ومن ثم اعتماد وزراء الاعلام العرب اجراءات تقييد للاعلام الموالي أو التابع للحزب في هذه الدول. وثانيا اجتماع رئيس الوزراء تمام سلام مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في لبنان وابلاغهم رسالة الى دولهم تتمثل بالحرص على "ازالة أي لبس أو شوائب قد تعيق تقدم العلاقات بين لبنان ودول الخليج".

الحوار الساخن
ولكن في انتظار ما سيحمله الاختبار الجديد للبنان في القاهرة على صعيد علاقاته المهتزة بخطورة بالغة مع الدول الخليجية، بدا لافتاً ان تحمل الجولة الاخيرة للحوار التي انعقدت أمس في عين التينة مفاجأة لم تكن في حسبان الكثيرين من اركان الحوار والتي تمثلت في مبارزة حادة ذات دلالات بين رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية ووزير الخارجية جبران باسيل ممثل العماد ميشال عون في الحوار. فاذا كانت سمة الجولة الحوارية الاخيرة انها عادت الى بنود جدول الاعمال "السياسي" الصرف ونأت بنفسها عن ازمة النفايات تاركة للرئيس سلام معالجتها بالتنسيق مع الرئيس سعد الحريري، فان ذلك شكل حافزا جديدا لاعادة "تشغيل" محركات الحوار حول الازمة الرئاسية.
في ظل هذه الاجواء لم يكن إجتماع طاولة الحوار النيابي امس، كما علمت "النهار" كالاجتماعات السابقة. فقد شهد سجالا هو الاول من نوعه بين النائب فرنجية والوزير باسيل من خلال السياق الاتي:
إقترح وزير الاتصالات بطرس حرب في مداخلة له "إعطاء مهلة شهر للتوافق في شأن إنتخاب رئيس جديد للجمهورية على أن ننزل بعدها كلنا الى مجلس النواب للإنتخاب ونهنئ من يفوز". ثم تحدث رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل فقال: "يتكلمون عن التوافقية وأن هناك إنقساما خطيراً في البلد فيما لا يوجد في الواقع إنقسام طالما أن 14 آذار رشّحت إثنين من 8 آذار.ويتكلمون عن الميثاقية، فأين الميثاقية الطائفية طالما أن المرشحيّن مؤيدان من بيئتهما المسيحية؟ وأين الميثاقية المذهبية طالما أن كل المذاهب تؤيدهما؟"
فرد الوزير باسيل على النائب الجميل: "منذ عام 1990 وأنتم لا تراعون الميثاقية. إنكم تهمّشونا منذ ذلك الحين.لنعد الى الناس لنر أين الاكثرية الشعبية".
عندئذ تحدث النائب فرنجية ووجّه كلامه الى الوزير باسيل: "إن أخطاء عمّك تسببت بالطائف وما أدى اليه في شأن صلاحيات رئيس الجمهورية، لو حصلت تسوية يومها لما كان أصاب المسيحيين اجحاف في حقوقهم". وأضاف: "في التمثيل الشعبي نحن موجودون قبلك ومعك وبعدك. لستم الوحيدين الذين تمثلون المسيحيين ولا قدرة لكم على الغاء الآخرين".
وأبلغ مشاركون في الاجتماع "النهار" أنه بعد هذا السجال ساد صمت إستمر نصف دقيقة وعلا وجوه عدد من المعنيين الوجوم. بعد ذلك تجدّد الحوار وخلاله سأل الوزير باسيل عما يجب عمله في إجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، فكان جواب الرئيس سلام: "ليس هنا المكان المناسب فلنترك الامر للحكومة".

 

اختراق!
اما في ما يتعلق بأزمة النفايات، فبرزت عبر الاجتماع الذي عقدته اللجنة الوزارية ملامح تقدم عكست في خلفياتها السياسية دعماً قوياً من الرئيس الحريري و"حزب الله" لحل المطامر بغية تجنب بلوغ الرئيس سلام حدود الخيار السلبي الذي يطيح الحكومة. وأكد الحريري الذي زار السرايا قبيل اجتماع اللجنة انه يعمل على هذا الموضوع مع الافرقاء السياسيين مبديا تفاؤلاً بالتوصل الى حل في بضعة أيام. وعلم ان اللجنة طلبت خلال اجتماعها حضور الوزير السابق مروان خير الدين ممثلاً النائب طلال ارسلان وعرضت عليه ثلاثة اقتراحات وافق على واحد منها بديلاً من مطمر الكوستابرافا، والاقتراح يتناول قطعة أرض في الشويفات تملكها بلدية بيروت ومساحتها 50 الف متر مربع صالحة لاقامة مطمر صحي. كما تقدم البحث في موضوع برج حمود. وستعاود اللجنة اجتماعها في الخامسة والنصف بعد عصر اليوم.

 

المستقبل :

في سياق متطابق مع ما كانت «المستقبل» قد أوردته عشية الحوار، أعاد رئيس مجلس النواب نبيه بري بوصلة النقاش خلال جلسة الأمس إلى جدول الأعمال، لكنه ورغم محاولته الدفع باتجاه البحث في سبل تفعيل العمل النيابي مع ما يقترن به من مواضيع متصلة بالقانون الانتخابي والموازنة العامة، عاد البند الرئاسي ليطرح نفسه بقوة على الطاولة تحت وطأة ما شهدته الجلسة من تكرار الوزير جبران باسيل لازمة «المظلومية» العونية التي تحاول تبرير النهج التعطيلي للاستحقاق بذريعة الإخلال بالميثاقية وتهميش «الأكثرية المسيحية»، الأمر الذي اضطر رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية إلى التصدي بحزم لما بدا في كلام باسيل من محاولة لفرض ميثاقية «إلغائية» على الساحة المسيحية متوجهاً إليه بالقول: «لستم الوحيدين الذي تمثلون المسيحيين، لكم وجودكم ولنا وجودنا ولا قدرة لكم على إلغاء الآخرين». 
وفي التفاصيل، كما نقلتها مصادر المتحاورين لـ«لمستقبل»، أنّ النقاش الرئاسي كان قد استهله رئيس «حزب الكتائب» النائب سامي الجميل حين شدد على وجوب وقف تعطيل النصاب في الجلسات الرئاسية وضرورة احتكام المرشحين إلى اللعبة الديموقراطية بعد دعم قطبين من 14 آذار مرشحيْن من 8 آذار، معتبراً أنّ ذلك أدى إلى كسر الانقسام العمودي بين 14 و8 آذار بشكل بات يؤمن «الميثاقية» اللازمة لإتمام الاستحقاق ربطاً بحيازة كل من المرشحين الحيثية التمثيلية وتلقي كل منهما دعماً متعدد المذاهب والطوائف، في حين طالب الوزير بطرس حرب بإعطاء «مهلة شهر» لتأمين التوافق على أحد المرشحين وإلا النزول إلى مجلس النواب والاحتكام لصندوق الاقتراع. 
على الأثر، طلب ممثل رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» على طاولة الحوار الكلام معتبراً أنّ هناك «محاولة لتصغير الإشكالية الرئاسية»، وقال باسيل: «المشكلة عميقة وتتعلق بالميثاقية المفقودة منذ عام 1990، فما كان يجري قبل اتفاق الطائف الذي انتزع صلاحيات من رئيس الجمهورية يختلف عما يجري اليوم»، بحيث تحدث عن تهميش القيادات المسيحية التي تتمتع بالحيثية الشعبية، مطالباً في المقابل بإجراء الانتخابات النيابية بالتزامن مع الانتخابات البلدية. غير أنه لم يُجب على سؤال نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري عن قانون الانتخاب الذي ستتم على أساسه الانتخابات النيابية.
عندها توجّه فرنجية إلى باسيل بالقول: «ما أوصلنا إلى ما وصلنا إليه عام 1990 يتحمل تيارك (الوطني الحر) مسؤوليته، فلو حصلت تسوية حينذاك لما كان أصاب المسيحيين إجحاف بحقوقهم»، مذكراً إياه بأنّ مواقف «التيار الوطني» هي التي أوصلت إلى إقرار دستور الطائف وأسفرت عن انتزاع جزء من صلاحيات رئيس الجمهورية ومن بينها قدرته على حلّ مجلس النواب. وأردف فرنجية متسائلاً: «منذ العام 2005 وأنتم في السلطة فماذا فعلتم سوى أنكم تشاركون في الحكم وتتصرفون كمعارضة؟». وأضاف: «أما بالنسبة لمسألة التمثيل الشعبي فنحن موجودون قبلكم ومعكم وسنبقى موجودين بعدكم إلا إذا كنتم تعتقدون أنّ اتفاقكم مع «القوات اللبنانية» يستطيع إلغاء الآخرين»، لافتاً انتباه باسيل إلى أنّ «شركة الإحصاءات التي منحتكم 86% من تمثيل المسيحيين هي نفسها كانت قد منحت إميل لحود أكثرية شعبية أيام التمديد لولايته مع العلم أنّ أكثرية اللبنانيين لم يكونوا يؤيدونه».
إزاء ذلك، أشارت المصادر إلى أنّ «حالة من الصمت المدوي» سادت طاولة الحوار بعد مداخلة فرنجية حتى أن باسيل لم يعقب بكلمة على الموضوع واستعاض عن ذلك بإثارة مسألة موقف لبنان الرسمي في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم طالباً من رئيس الحكومة تمام سلام تحديد ماهية الموقف الواجب اتخاذه حيال بند «التضامن مع لبنان» منعاً لأي لغط جديد في هذا الصدد، فأجابه سلام بأنه موضوع خارج عن سياق النقاش على طاولة الحوار.
ولاحقاً، أوضحت مصادر حكومية لـ«المستقبل» أنّ سلام اتفق مع باسيل على التزام الصيغة نفسها التي سبق أن اعتمدها الوزير نهاد المشنوق في اجتماع وزراء الداخلية العرب في تونس لجهة تقيّد لبنان الرسمي بالإجماع العربي والاكتفاء بالاعتراض على توصيف «حزب الله» بأنه منظمة إرهابية، مشيرةً في ما يتعلق بموقف لبنان من عملية اختيار أمين عام جديد لجامعة الدول العربية بأنه سيدعم مرشّح مصر أحمد أبو الغيط لخلافة الأمين العام الحالي نبيل العربي.
رسالة سلام إلى الخليج
وأمس، برز اجتماع رئيس الحكومة تمام سلام في السرايا الحكومية بوفد سفراء دول مجلس التعاون الخليجي الذي ضم سفراء السعودية علي عواض عسيري، الكويت عبد العال القناعي، الإمارات حمد سعيد الشامسي، قطر علي بن حمد المري وسلطنة عمان أحمد بن بركات آل ابراهيم، وتطرق المجتمعون إلى علاقات لبنان مع دول الخليج. وإثر انتهاء الاجتماع، أوضح القناعي أنه انعقد بناءً على دعوة سلام الذي حمّل الوفد «رسالة واضحة» إلى قادة الدول الخليجية، وقال: «لمسنا جميعاً من دولة الرئيس الحرص الأكيد على أطيب العلاقات مع دول الخليج وعلى تدعيمها وتعزيزها دائماً وتأكيده على إزالة أي لبس أو شوائب قد تعيق تقدم هذه العلاقة«، مشدداً في الوقت عينه على «حرص الدول الخليجية قاطبةً على أمن واستقرار الدولة والمؤسسات في لبنان».
الجبير
تزامناً، لفت أمس إعلان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عقب اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أن قرار إطلاق سراح الإرهابي المُدان ميشال سماحة من قبل المحكمة العسكرية لم يكن «مؤشراً إيجابياً في ما يتعلق باستقلال الجيش عن نفوذ «حزب الله»، ما جعل المملكة تتخذ قرار إيقاف الهبة الممنوحة للجيش اللبناني وتحويلها للجيش السعودي، وإيقاف الهبة الممنوحة لقوات الأمن اللبنانية وتحويلها إلى قوات الأمن السعودية».
وإذ جدد التأكيد على دعم المطالبة باستقلال لبنان ووحدته وعروبته وأمنه واستقراره، رأى الجبير أنّ «حزب الله الميليشيا المصنّفة منظمة إرهابية باتت تسيطر على القرار في لبنان وجعلته يصوّت ضد إدانة انتهاكات إيران لحرمة السفارة السعودية في طهران في مؤتمري الجامعة العربية ومنظمة الدول الإسلامية«، مشدداً في المقابل على أنّ دول مجلس التعاون الخليجي ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة للتصدي لـ«حزب الله» ولمنعه من «أي استفادة بأي شكل من دول الخليج في أي مجال كان».

الديار :

انفجر الخلاف بشكل ساخن وحاد بين النائب سليمان فرنجية والوزير جبران باسيل على طاولة الحوار الوطني، وهو «السجال الاعنف» منذ بدء الخلاف بين الطرفين بعد ترشيح الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. ورد العماد عون برفض الترشيح وباعلانه انه المرشح الاول لرئاسة الجمهورية، واستتبع ذلك بتحالف رئاسي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.
وقد جرت محاولات عديدة لرأب الصدع بين الطرفين والوصول الى «هدنة»، وقام الحلفاء بهذه المحاولات، لكن الخلافات تواصلت عبر «الرسائل المشفرة» ومواقع التواصل الاجتماعي، الى ان انفجرت امس بشكل حاد على طاولة الحوار. وهذا ما يؤكد ان الوزير فرنجية ماض في ترشحه، وكذلك العماد عون الذي سيعلن مواقف تصعيدية يوم الاثنين 14 آذار، وقد مهد لهذا التصعيد وزراء ونواب التيار الوطني.
وقال باسيل خلال الجلسة:«هناك روحية لاتفاق الطائف تؤكد على ان يتمثل اللبنانيون في الحكم بكل مكوناتهم، وهذا ما يفرض علينا العودة الى التمثيل الحقيقي للمرشحين والى الناس. وغداً هناك انتخابات بلدية، فليوضع صندوق آخر لانتخاب النواب لنعرف التمثيل بالنسبة للناس. استطلعوا الناس بدل ان تستطلعوا المرشحين أو النواب».
واضاف: «عندما انتخبنا رئىساً عام 2008 لم تحل المشكلة، والاكثرية الشعبية غير معبر عنها بسبب قانون الانتخاب، والدستور يفرض نصاباً عند عدم التوافق».

ـ رد فرنجية ـ

وهنا، كانت مداخلة حامية للنائب سليمان فرنجية، توجه فيها الى باسيل، قال فيها: «ما اوصلنا الى سنة 1990 يتحمل تيارك يا وزير باسيل مسؤوليته، لو حصل تسوية يوم ذاك لما كان اصاب المسيحيين اجحاف بحقوقهم.
اما التمثيل الشعبي فنحن موجودون قبلك ومعك وبعدك. منذ سنة 2005 تتكلمون كمعارضة وانتم في السلطة فلماذا لا تتحملون مسؤولية الحالة»؟ اجرينا انتخابات في مناطقنا والمسيحيون كانوا ينتخبون على أساس القضاء. ميشال المر الا يمثل؟
واضاف: «لستم الوحيدين الذين تمثلون المسيحيين لكم وجودكم ولنا وجودنا ولا قدرة لكم على إلغاء الآخرين. نحن لا نرغب في إلغائكم الا إذا كنتم ترغبون بإلغاء الآخرين.
اما الشركة التي اعطت 86% لتحالف عون ـ جعجع عند المسيحيين فهي الشركة ذاتها التي اجرت استطلاع رأي أيام التمديد لاميل لحود وأظهرت اكثرية اللبنانيين مع اميل لحود».


وتابع: «قبل الانتخابات النيابية في العام 2005 كان هناك اطراف لها ايضاً تمثيل مسيحي والانتخابات كانت على اساس القضاء بالنسبة لمناطق المسيحيين. اليوم اذا كنتم قد اتفقتم مع «القوات اللبنانية» فالله يقوّيكم وهذا ليس الاتفاق الاول بينكم، ولكن هذا لا يعني انكم تمثلون كل المسيحيين او تختصرون المسيحيين، واقول ان الانتخابات البلدية قادمة فاذا حاولتم الغاء الآخرين فانهم سيواجهونكم، وانتم لا تستطيعوا ان تلغوا أحداً. وهذه الشركة التي اجرت الاحصاء انتم من بدأتم العمل معها وليس نحن».

 

ـ خلاف حول النصاب وتفعيل المجلس ـ

كما ظهر الانقسام الواضح بين الرئيس نبيه بري وحزب الله والقومي وطلال ارسلان من جهة، والرئيس السنيورة والوزير بطرس حرب والنائب سامي الجميل من جهة ثانية، حول نصاب الجلسة الرئاسية وتفعيل عمل مجلس النواب. وطرح السنيورة مع حرب والجميل الاكثرية المطلقة، اي 65 نائباً لنصاب جلسة انتخاب الرئيس، اي النصف زائداً واحداً لانتخاب الرئيس، فرد الرئيس بري بأن هذا الطرح مخالف للدستور، كما تم رفض تفعيل عمل مجلس النواب قبل انتخاب رئيس الجمهورية، لان مجلس النواب يتحول الى هيئة ناخبة في ظل غياب رئيس الجمهورية، فيما تمسك رعد وحردان وارسلان وباسيل بنصاب الثلثين، وقال بري «اذا لم نستطع انتخاب الرئيس هل علينا ان نقول للحكومة سكري او يا مجلس «اقفل ابوابك، ورغم النقاشات فان الخلاف استمر حول هاتين النقطتين». ورفع بري الجلسة «لكي يراجع كل واحد درسه».

ـ تأجيل ملف النفايات لليوم ـ

اما على صعيد ملف النفايات، فان اللجنة الوزارية برئاسة الرئيس تمام سلام اجتمعت امس في السراي، ولم تتوصل الى حل نهائي فأجلت اجتماعها الى الساعة الخامسة والنصف من بعد ظهر اليوم. وقدمت خلال الاجتماع سلسلة اقتراحات، من ضمنها ان تعالج كل منطقة نفاياتها. وهذا الاقتراح جوبه باعتراضات. كما جرت مناقشة موضوع مطمر برج حمود، والكوستابرافا، والجية، وانضم الى المجتمعين الوزير السابق مروان خير الدين ممثلاً النائب طلال ارسلان الذي اعلن رفض المطمر في كوستابرافا، واقترح قطعة ارض من 50 الف م لاقامة معمل لمعالجة موضوع النفايات. كما قدمت اللجنة عدة اقتراحات. واعلن خير الدين ان الموضوع قد يأخذ طريقه الى الحل، فيما بقي الاشكال حول مطمر الجية بين الحريري وجنبلاط. وعلم ان جنبلاط تدخل من باريس مع ارسلان لمناقشة موضوع الكوستابرافا.
كما اجرى الحريري اتصالات بوزيري التقدمي اكرم شهيب ووائل ابو فاعور، كذلك زار الحريري سلام واعلن عن وجود عقبات امام الحل. وعلم انه تم استبعاد فتح مطمر في كسارة كجك في الجية بسبب الخلافات والرفض الشعبي.
كما اتفق على ان يفتح مطمر الناعمة لـ7 ايام للنفايات الموجودة في الشوارع والتي تقدر بمليون طن على ان يقفل بعدها كما قدمت اللجنة الوزارية اقتراحاً باقامة مطمر في الشويفات غير الكوستابرافا فتريث ارسلان باعطاء الجواب بانتظار عقد اجتماعات مع فاعليات المدينة ودرس المنطقة.

 

الجمهورية :

موضوعان بارزان استأثرا بالاهتمام والمتابعة أمس: الأوّل تمثّلَ بملف العلاقات المتوتّرة بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي عموماً، وبينه وبين المملكة العربية السعودية خصوصاً، وذلك عشية اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم، وجديد هذا الملف تكرارُ دول مجلس التعاون الخليجي اعتبار حزب الله «منظمة إرهابية»، وفرضُ وزراء الإعلام في دول المجلس عقوباتٍ إعلامية على «الحزب»، حيث قرّروا اتّخاذ كافة الإجراءات القانونية لمنعِ التعامل مع أيّ قنوات محسوبة عليه. أمّا الملف الثاني فتمثّلَ بأزمة النفايات التي فرضَت نفسَها على طاولة الحوار الوطني في جلسته السادسة عشرة. وقد شدّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي على «اعتبار هذه القضية وطنية»، داعياً إلى «الإسراع في معالجة هذا الملف». فيما أكّد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المر أنّ «موضوع النفايات لم يُبحث سوى بشكل عرَضي، ولم يكن بنداً رئيساً، وسيعالج في مجلس الوزراء خلال اليومين المقبلين». وقال: «إنّ هذا الملفّ هو من اختصاص السلطة التنفيذية، وليس من اختصاص هيئة الحوار الوطني». وأشار إلى أنّ المتحاورين شدّدوا على تفعيل عمل الحكومة وكذلك عمل المجلس النيابي». وقد تركّز البحث في الحوار الذي يَعقد جلسته المقبلة في 30 آذار، على «أهمّية تفعيل عمل المؤسسات الرسمية، ولا سيّما منها مجلسي النواب والوزراء وقانون الانتخاب الذي أرجئ البحث فيه إلى أن تَرفع اللجنة النيابية المعنية تقريرَها إلى رئيس المجلس». وتناولَ النقاش أيضاً الاستحقاق الرئاسي. تستمرّ تداعيات الإجراءات السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي في التفاعل، وقد حضرت علاقات لبنان مع دول المجلس في اجتماع عُقد مساء امس في السراي الحكومي بدعوة من رئيس الحكومة تمام سلام وحضرَه سفراء مجلس التعاون: السعودي علي عواض عسيري، والاماراتي محمد سعيد الشامسي والكويتي عبد العال القناعي ، والقطري علي بن حمد المري والعُماني أحمد بن بركات آل ابراهيم.
وأكد السفير الكويتي أنّ الوفد لمسَ من سلام «الحرص الأكيد على أطيب العلاقات مع دول الخليج وعلى تدعيمها وتعزيزها دائماً وتشديده على إزالة أي لبسٍ أو شوائب قد تعوق تقدّم هذه العلاقات».
وأشار الى انّ سلام حمّلهم «رسالة واضحة الى دوَلنا سننقلها بكلّ أمانة وصدق الى قادتنا متمنّين لهذه العلاقة دوامَ التقدم والازدهار والرقيّ، ومؤكدين في الوقت نفسه حرصَ دول الخليج قاطبةً على أمن لبنان واستقراره دولةً ومؤسسات، وعلى استمرارنا في تعزيز هذه العلاقة».
وردّاً على سؤال هل تناولَ الحديث موضوع اللبنانيين العاملين في دول الخليج الذين تُتّخَذ إجراءات في حقّهم، وهل إنّ سلام طلبَ التخفيف من هذه الإجراءات؟ أجاب القناعي: «لقد تكلّم دولة الرئيس عموماً عن مصالح لبنان واللبنانيين ومصالح دول الخليج والخليجيين، سواءٌ اللبنانيين في دول الخليج أو الخليجيين في لبنان، وأكّد حرصَه على مصلحة الجميع بلا استثناء، وأعتقد أنّ كل مواطن شريف، سواءٌ أكان لبنانياً أو خليجياً سيَلقى المعاملة الطيّبة لدى الجانبين، وهم أوّلاً وأخيراً أشقّاء ولا أعتقد أنّ هذه العلاقة ستتأثر بأيّ شيء».
باسيل وبون
إلى ذلك، عرض وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مع السفير الفرنسي إيمانويل بون لعلاقة لبنان مع دول الخليج واتّهامها «حزب الله» بالإرهاب، وتسليح الجيش اللبناني وتمسّك فرنسا بمساعدة لبنان في هذا الإطار وسعيها للحفاظ على الهدوء والاستقرار فيه منعاً لأيّ توتّر. وتطرّقَ اللقاء الى ملف الاستحقاق الرئاسي.
مجلس التعاون
وكان مجلس التعاون الخليجي قد اجتمع في الرياض أمس على مستوى وزراء الخارجية برئاسة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وشاركَ في الاجتماع وزيرا خارجية الأردن والمغرب. وأكّد البيان الختامي للاجتماع على القرار الصادر عن الدورة الـ 33 لمجلس وزراء الداخلية العرب مطلعَ آذار الجاري في تونس، الذي «قرّر اعتبار «حزب الله» حزباً إرهابيا».
وعزا «اعتبار «حزب الله» التابع لنظام الوليّ الفقيه في إيران، منظمة إرهابية، لِما يقوم به من أعمال خطرة لزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي في بعض الدول العربية».
وكانت دول مجلس التعاون الخليجي قد اعتبرَت ما سَمّته «ميليشيات» حزب الله أنّها «إرهابية من جرّاء استمرار الأعمال العدائية التي تقوم بها عناصر تلك الميلشيات، وإثارة الفتن، والتحريض على الفوضى والعنف في انتهاك صارخ لسيادة» دول عربية.
وأعلن وزراء الخارجية «رفضَهم التامّ للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس والمنطقة»، مؤكّدين «إدانتَهم الشديدة للاعتداءات» على مقرّ سفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد.
وطلبوا من إيران «الالتزام التامّ بالأسس والمبادئ والمرتكزات الأساسية المبنية على مبدأ حسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية، وعدم استخدام القوّة أو التهديد بها».
الجبير
وقال الجبير بعد الاجتماع «إنّ جميع الدول تطالب باستقلال لبنان، سواءٌ في وجود هبة سعودية أو من دونها»، وشدّد على «وحدة لبنان وعروبته، والأمن والاستقرار فيه»، كما أكّد قائلاً: «المزعج أنّ هناك ميليشيا مصنّفة منظمة إرهابية باتت تسيطر على القرار في لبنان، وجعلته يصوّت في الجامعة العربية ومنظّمةِ الدول الإسلامية ضدّ انتهاك إيران لحرمة السفارة السعودية في طهران».
وإذ اعتبَر أنّ «إطلاق المحكمة العسكرية لميشال سماحة ليس مؤشراً إيجابياً على استقلال الجيش اللبناني عن نفوذ «حزب الله»، أوضَح أنه «لهذه الأسباب اتُّخِذ القرار السعودي بإيقاف الهبة الممنوحة للجيش ولقوى الأمن وتحويلها إلى السعودية»، مكرّراً وصفَ «حزب الله» بأنه «منظّمة إرهابية».
وأشار إلى أنّ «دول مجلس التعاون الخليجي ستتّخذ إجراءات لمنع «حزب الله» من أيّ استفادة من قدراتها».
وعن الإجراءات الإضافية المتوقّع اتخاذها بعد تصنيف الحزب» منظمة «إرهابية»، لفتَ الجبير إلى أنّ «مِن الخطوات الأوّلية تلك التي بدأ وزراء الإعلام يتّخذونها عبر العمل على وقف بثّ البرامج التلفزيونية، وتوزيع الصُحف التي لها علاقة بـ«حزب الله».
وعن إمكان وجود وساطة لتحسين العلاقات مع إيران، قال: «لا ضرورة للوساطة، فلتغيّر إيران سياساتها العدوانية ضدّنا، ونفتح بعدها صفحةً جديدة معها على أساس حسن الجوار».
العقوبات الإعلامية
وقالت مصادر مطّلعة لـ«الجمهورية» إنّ التدبير الذي اتّخَذه وزراء الإعلام في دول مجلس التعاون ضد حزب الله سيشمل في أولى مراحله المحطات التلفزيونية اللبنانية والعربية الموالية للحزب وأيران، وغالبيتُها تبثّ من بيروت التي شهدت في السنوات الأخيرة التي رافقت بداية أزمة اليمن تأسيسَ أكثر من سبع شركات فضائية تبثّ من الضاحية الجنوبية ومِن استوديوهات خاصة، ومنها ما هو تابع لتلفزيون المنار أيضاً.
وستشمل العقوبات شركات إنتاج نفّذت برامج تتصل بعمل «حزب الله» ووثائقيات عن الحرب اللبنانية ـ الاسرائيلية، وهي شركات إنتاج وتسويق معروفة كانت تسوّق إنتاجها عبر الفضائيات العربية ومحطات محلّية في آن.
وثمّة حديث عن لائحة بالإعلاميين المتعاطفين مع حزب الله والنظام السوري وإيران، وستشمل مختلف وسائل الإعلام. وستطاول عمليات الإبعاد بعضَهم من العاملين في بعض الفضائيات العربية على رغم الاتصالات الجارية لحصر العقوبات بالشركات.
ضغوط أميركية
في هذا الوقت، أوردَت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية تقريراً ذكرَت فيه أنّ إدارة الرئيس باراك أوباما تضغط على السعودية لكي لا تتّخذ مزيداً من الخطوات لمعاقبة لبنان اقتصادياً، انتقاماً من الدور السياسي المتزايد لـ»حزب الله» في لبنان المدعوم من إيران، بحسب مسؤولين أميركيين وعرب.
وقالت الصحيفة إنّ «النزاع حول لبنان أحدث شرخاً ظاهراً في السياسة الخارجية بين واشنطن والرياض الحليفتين منذ عشرات السنين، خصوصاً في ما يتعلق بالدور الإقليمي لإيران ووكلائها». وأكّدت «أنّ مسؤولين وديبلوماسيين أميركيين كباراً، من بينهم وزير الخارجية جون كيري، حذّروا سرّاً السعودية ودول خليجية أخرى من المبالغة في ردّ الفعل كونه يهدّد بزعزعة استقرار الاقتصاد اللبناني عموماً».
وبحسَب مسؤول أميركي مطّلع على الاتصالات مع السعودية، فإنّ واشنطن تَعتقد أنّ «الإجراءات متهوّرة وتخاطر بذهاب قيادة لبنان بمقدار كبير إلى أيدي إيران»، مضيفاً: «يبدو أنّ ردّ الفعل مبالَغ فيه بمقدار كبير».
ونَقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وعرب، أنّ الحكومة الفرنسية بقيادة الرئيس فرنسوا هولاند، أثارت المخاوف ذاتها حول لبنان في الاجتماعات الأخيرة مع الحكومة السعودية. واعترف مسؤولون عرب سرّاً بوجود «خلافات استراتيجية مع الولايات المتحدة في لبنان»، لكنّ السعودية قالت إنّ «مِن الصعب أن يستمر تمويل الحكومة اللبنانية المختلّة التي يسيطر عليها «حزب الله» وحلفاؤه السياسيون».
الحزب
بدوره، قال وزير الصناعة حسين الحاج حسن متوجهاً إلى مؤتمر وزراء الخارجية العرب المقبل في القاهرة، والذي قد تُطرح فيه قضية وضع «حزب الله» على لائحة الإرهاب: «إنّ وضعَكم «حزب الله» على لائحة الإرهاب هو وسام شرفٍ على صدورنا، لأنّ تلك الدول لطالما تآمرَت على كل مقاوم في هذه المنطقة وفي هذا العالم».
من جهته، وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت السعودية ستطرح أمام الجامعة العربية اليوم قضية اعتبار الحزب منظمة إرهابية، رفضَ رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد استباق الامور،»لكن يمكن ان نتوقع كلّ شيء».
وتعليقاً على بيان كتلة «المستقبل» أمس الاوّل، والذي اعتبَر أنّ كلام الحزب «يعكس حالة من التوتّر»، قال رعد: «لا نريد ان نطيل البحث حول هذا الموضوع، لكن يكفي خزيّاً من وصَف «حزب الله» بأنه منظمة ارهابية أنّ الترحيب الوحيد في العالم لهذا الوصف كان من الكيان الإسرائيلي».

اللواء :

«حرارة» و«برودة» على طاولة الحوار، «مرونة» و«مراوغة» في اجتماع اللجنة الوزارية لمعالجة أزمة النفايات و«مساع» لثني الرئيس تمام سلام عن الاعتكاف أو تقديم استقالته إذا لم يحدث خرق جدي ينهي أزمة النفايات خلال أيام، كما أكّد الرئيس سعد الحريري الذي استقبل وفداً من مدينة صيدا، كان في عداده رئيس البلدية محمّد السعودي وفعاليات المدينة برئاسة النائب بهية الحريري، ثم زار الرئيس سلام في السراي الكبير لبحث ملف النفايات قبل اجتماع اللجنة الوزارية، والذي كشف بعد اللقاء ان البحث تناول ملفاً واحداً هو النفايات، ووجه تحية للنائب وليد جنبلاط، معرباً عن أمله في ان يحل الموضوع في أسرع وقت.
وستكون للرئيس الحريري إطلالة مساء اليوم عبر تلفزيون المؤسسة اللبنانية للارسالL.B.C.I ضمن برنامج «كلام الناس» الذي يقدمه الزميل مارسيل غانم، حيث سيتحدث عن أربعة مواضيع أو ملفات رئيسية وهي: أين وصلت أزمة الفراغ الرئاسي والنفايات والانتخابات البلدية، بالإضافة إلى الأزمة مع دول الخليج، وهو سيؤكد في كل من هذه الملفات على المواقف التي سبق ان اعلنها منذ عودته إلى بيروت في 14 شباط الماضي.
واثناء اجتماع اللجنة وصل إلى السراي الكبير أيضاً، موفداً من النائب طلال أرسلان، الوزير السابق مروان خير الدين، حيث أفادت المعلومات انه حمل إلى الرئيس سلام اقتراحاً بديلاً عن المطمر المقترح في «الكوستا برافا»، هو تقديم قطعة أرض في الشويفات صالحة، من وجهة نظر أصحاب الاقتراح، لمعالجة نفايات الضاحية الجنوبية ومحيطها، واصفاً البوادر بانها «ايجابية» وأن الاقتراح الذي حمله هو واحد من ثلاثة.
وفي حين اعتبر وزير الصناعة حسين الحاج حسن ان مواقع المطامر أصبحت جاهزة باستثناء واحد في الإقليم، معتبراً ان لا جدوى من الاستقالة، أشار وزير الزراعة اكرم شهيب إلى انه إذا لم يتم التوصّل إلى نتيجة في اجتماع اللجنة فلن تروننا مرّة ثانية في السراي.
لكن مصدراً وزارياً شارك في الاجتماع قال: «لم نصل بعد إلى مخرج»، غير ان قرار اللجنة بعقد اجتماع ثان استكمالي عند الخامسة والنصف بعد ظهر اليوم أعطى انطباعاً ان البحث قطع شوطاً، وانه يستدعي متابعة لإنجاز خطة توزيع المطامر.
ولاحظ المصدر ان الرئيس سلام لا يزال على موقفه من إنهاء ملف النفايات، والا فإنه سيلجأ إلى خطوة تحرج كل القوى السياسية، كاشفاً أن جلسة مجلس الوزراء كان من الممكن ان تنعقد إستثنائياً لو انجزت اللجنة الملف.
وربما لهذا السبب، غاب ملف النفايات عن طاولة الحوار، بعدما كانت كل المعلومات قبل انعقاد الجلسة 16، اشارت إلى ادراجه على الطاولة، لكن الذين ارتأوا ابعاده عن الجلسة عزوا موقفهم هذا إلى انه «شأن حكومي».
وأكد قطب مشارك في طاولة الحوار لـ«اللواء» ان الرئيسين نبيه برّي وسلام كانا متفقين على هذه الخطوة.
كما غاب عن الجلسة ملف الأزمة بين لبنان والدول الخليجية، وهو الأمر الذي اغضب وزير الخارجية جبران باسيل الذي كان يرغب بقرار سياسي يصدر عن طاولة الحوار يدعم الوجهة التي سيسلكها في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم.
ملف الإجراءات
وكان ملف الإجراءات الذي قررت دول مجلس التعاون الخليجي السير به إلى النهاية، موضوع الاجتماع الذي عقده في السراي، الرئيس سلام مع سفراء مجلس التعاون الخليجي والذي شارك فيه، بناء على طلبه، سفراء المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري، الكويت عبد العال القناعي، الإمارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي، قطر علي بن حمد المري، وسلطنة عُمان أحمد بن بركات آل إبراهيم.
وكشف السفير القناعي باسم الوفد ان البحث تناول «مستجدات العلاقات الخليجية اللبنانية».
اضاف: «حملنا الرئيس سلام رسالة إلى دولنا سننقلها بكل أمانة وصدق»، مؤكدين «حرص دول الخليج قاطبة عن أمن واستقرار دولة ومؤسسات لبنان، وعلى الاستمرار في تعزيز هذه العلاقة، انطلاقاً من حرص الرئيس سلام على أطيب العلاقات مع دول الخليج وتأكيده على إزالة أي لبس أو شوائب تعيق تقدّم هذه العلاقات».
وكشف القناعي ان الرئيس سلام تطرق إلى مصالح لبنان واللبنانيين في دول الخليج ومصالح الخليجيين في لبنان.
وأشار السفير الكويتي إلى المعاملة الطيبة من الجانبين وهم أولاً وأخيراً اشقاء وأن العلاقة لن تتأثر بأي شيء.
وفي تطوّر آخر، أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، بعد اجتماع مجلس دول التعاون في الرياض، ان الإجراءات المتخذة كثيرة لمنع «حزب الله» من الاستفادة بأي شكل كان من دول مجلس التعاون، موضحاً ان من الإجراءات العمل لإيقاف بث البرامج التلفزيونية والاذاعية المحسوبة على الحزب، ووقف توزيع الصحف التي لها علاقة به.
وأكد وزراء التعاون ووزيرا خارجية الأردن والمغرب على قرار مجلس وزراء الداخلية العرب باعتبار «حزب الله» منظمة إرهابية.
وقال الجبير «ان لبنان يحكم الآن من قبل «حزب الله» والمزعج ان ميليشيا مصنفة إرهابية صارت تسيطر على القرار في لبنان.
وأكد ان «اطلاق سراح ميشال سماحة من قبل المحكمة العسكرية في لبنان ليس مؤشراً ايجابياً، في ما يتعلق باستقلال الجيش من نفوذ حزب الله».
«تمثيل» فرنجية و«ميثاقية» باسيل
على صعيد جلسة الحوار 16، لم يجد الرئيس برّي أمامه سوى مخرج واحد، وهو رفع الجلسة إلى 30 آذار الحالي، أي إلى ما بعد عيد الفصح الغربي، وذلك لاحتواء حالة من «التوتر البارد» بين وزير الخارجية جبران باسيل والنائب سليمان فرنجية الذي اعترض بقوّة على ما وصفه «بالترداد المستمر لكلمة ميثاقية» و«تمثيل شعبي»، مخاطباً حليفه السابق «بأنني أنا أمثّل ولننتظر الإنتخابات البلدية»، أما الإستطلاعات فلا قيمة لها، مذكّراً بأن الشركة نفسها التي أجرت الإستطلاع الأخير حول شعبية النائب ميشال عون سبق وأجرت إستطلاعاً شبيهاً قبل التمديد للرئيس السابق إميل لحود.
وإذا كان الرئيس برّي أرضى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل بالعودة إلى جدول الأعمال، بدءاً من بند رئيس الجمهورية، فإنه كان يهدف إلى التحضير لجلسات في المجلس النيابي، بدءاً من الثلاثاء الذي يلي 15 آذار موعد بدء الدورة العادية للمجلس، لكن الجميّل عاد وذكّر بموقف حزب الكتائب برفض التشريع في ظل الشغور الرئاسي.
على الخلفية هذه، وصف قطب بارز شارك في الجلسة ما حصل من مناقشات واقتراحات ومواقف بأن «حوار الطرشان مستمر»، وإن كان الرئيس برّي قد أعاد التأكيد مرّة أخرى على نصاب الثلثين رداً على اقتراح الوزير بطرس حرب، في حين رفض النائب محمّد رعد الذي يرأس وفد «حزب الله» في الحوار أن يتحدث أحد عن إحراج حزب الله، لأن المرشحين للرئاسة الأولى من حلفائه.
وفي تقدير مصدر وزاري أن «نجم» جلسة الحوار التي انعقدت أمس في عين التينة، كانت المداخلة المنسقة بين النائب الجميّل والوزير حرب حول موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، وملخصها سؤال حول أسباب تعطيل الإنتخاب من قبل أطراف موجودين على الطاولة، في إشارة إلى «حزب الله» و«التيار الوطني الحر».
وردّ النائب أسعد حردان عازياً أسباب التعطيل إلى الإنقسام العامودي في البلا0د، وإلى الخلاف الاستراتيجي والميثاقي.
لكن الجميّل لم يقتنع، وردّ مشيراً إلى أنه لا يوافق على هذا الرأي، بدليل أنه ليس لدى 14 آذار مرشحاً معيّناً، بل أن هذا الفريق إختار مرشحين من فريق 8 آذار.
أضاف: ربما أصبح «حزب الله» محرجاً بين حليفين له، وأنا أقترح أن ننزل إلى مجلس النواب لنحتكم إليه وننتخب واحداً منهما، أما أن تعيدوا المسألة إلى الخلاف الاستراتيجي والميثاقية، فهذا تضييع للحقائق، وأنتم تأخذوننا إلى الهاوية.
محمّد رعد: كل واحد يحكي عن نفسه.
وتدخّل الوزير باسيل سائلاً عن الميثاقية والأكثرية الشعبية، معتبراً أن الأمور لا تكون بالأكثرية النيابية بل الشعبية، داعياً إلى التوجه إلى الشعب، مقترحاً إجراء الانتخابات البلدية بالتزامن مع النيابية.
وردّ نائب رئيس المجلس فريد مكاري: أفهم من ذلك أنكم تقبلون بإجراء الانتخابات بالقانون الحالي، علماً أن الانتخابات البلدية تجري على مراحل والنيابية في يوم واحد.

الاخبار :

هل يلتزم النظام السعودي السقف الذي رسمته واشنطن للهجوم الذي تشنه الرياض على لبنان؟ ليل أول من أمس، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية على لسان المتحدث باسمها جون كيربي، أن بلاده عبّرت للرياض عن «قلقها حيال قطع المساعدة العسكرية» السعودية عن لبنان. وقال كيربي إن دعم الجيش اللبناني يعزز التوازن في مواجهة حزب الله وداعميه.

ولم يكشف كيربي عن فحوى اتصالات قال إن بلاده أجرتها بالنظام السعودي، للتعبير عن هذا القلق. لكن صحيفة «وول ستريت جورنال» كشفت أمس أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، حذّر الرياض ودولاً خليجية أخرى من الإفراط في ردّ الفعل تجاه لبنان وزعزعة اقتصاده. يقرأ سياسي لبناني قريب من السعودية هذه المعلومات بأنها تشير إلى أن واشنطن رسمت خطاً أحمر لن تتجاوزه أنظمة الخليج. وبرأيه، إن هذا الموقف الأميركي هو المهم، أما باقي المواقف فتفاصيل. وكشفت الصحيفة الأميركية أيضاً أن الحكومة الفرنسية عبّرت للسعوديين عن قلقها على الأوضاع في لبنان، في اجتماعات أخيرة عُقِدت بين الطرفين، في إشارة إلى لقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بولي العهد السعودي محمد بن نايف الأسبوع الماضي. 


ردّ الفعل السعودي لم يظهر بعد. فالإعلان عن محاصرة خليجية لحزب الله إعلامياً يبقى أمراً غير ذي قيمة بالنسبة إلى استقرار لبنان. ورغم عدم إمكان التعويل على ما يعلنه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، فإن موقفه أمس حمل شيئاً من التراجع عن اللهجة «الحربية» تجاه لبنان. فهو من جهة حصر هدف الإجراءات الخليجية بـ»العمل على منع حزب الله من الاستفادة من دول مجلس التعاون بأي مجال»، رابطاً هذه الإجراءات بـ»تصنيف أشخاص وشركات لعدم التعامل معهم ولعدم قدومهم إلى دول مجلس التعا