كان يوم أمس «ثلاثاء أبيضَ» لكرة القدم اللبنانية افتقدنا مثله منذ أن حقق «منتخب لبنان» إنجازه التاريخي بالتأهل إلى الدور الحاسم في تصفيات «مونديال البرازيل 2014».
وتمثل هذا الثلاثاء بفوز «العهد» على «الوحدات» الأردني (3 ـ 2)، على «ملعب رفيق الحريري» في صيدا في الجولة الثانية من تصفيات المجموعة الأولى لـ «كأس الاتحاد الآسيوي»، و «طرابلس» على «الاستقلال» الطاجكستاني على «ملعب رشيد كرامي» في طرابلس في المجموعة الثانية، وهما عوّضا خسارتيهما غير المستحقين خارج الأرض في الجولة الأولى أمام «آلتين آسير» التركماني (صفر ـ 2)، و «نفط الوسط» العراقي بهدف وحيد، ما أعادهما إلى المنافسة على إحدى بطاقتي كل من المجموعتين للتأهل إلى الدور الثاني، علماً أن «آلتين آسير» تعادل أمس مع «الحد» (1 ـ 1)، في المنامة وتصدر المجموعة الأولى بأربع نقاط، يليه «الوحدات» بثلاث نقاط بفارق الأهداف عن «العهد»، وحل «الحد» في المركز الأخير بنقطة واحدة.
وفي الجولة الثالثة الثلاثاء المقبل، يحل «العهد» ضيفاً على «الحد» في المنامة، بينما يستضيف «الوحدات» في عمان «آلتين آسير».
أما المجموعة الثانية، فقد تصدرها «الفيصلي» الأردني بأربع نقاط بعد فوزه أمس على «نفط الوسط» العراقي في عمان بهدفين لياسين البخيت (55)، وسالم العجالين (80)، مقابل هدف لأمجد وليد (90)، يليه «نفط الوسط» بثلاث نقاط بفارق الأهداف عن «طرابلس»، واحتل «الاستقلال» المركز الأخير بنقطة واحدة.
وفي الجولة الثالثة الثلاثاء المقبل، يحل «الفيصلي» ضيفا على «طرابلس»، فيما يلتقي «نفط الوسط» مع «الاستقلال» في طهران.
وهنا التفاصيل:

«العهد» * «الوحدات»
صيدا ـ عارف حرب:
استحق «العهد» فوزه الـ «دراماتيكي» وقدم أفضل عروضه منذ سنوات بقيادة مدربه الجديد الألماني روبرت جاسبرت، أمام «الوحدات» الذي يعج بعدد كبير من نجوم «منتخب الأردن».
وكان لا بد من تحقيق هذا الفوز لـ «بطل لبنان» كي يبقي على آماله في المنافسة على هذه الجبهة، حيث كانت تشكيلته في قمة الانسجام على الرغم من الشوط الأول السلبي الذي قدمه الفريقان، إلا أن الشوط الثاني جاء مغايراً تماماً حيث ظهرت بوضوح بصمات المدرب جاسبرت تحت شعار «الغلط ممنوع»، على الرغم من الهفوتين اللتين وقع بهما الحارس حسن بيطار، علماً أنه تصدى للعديد من الكرات الخطرة لكن غلطة الشاطر كادت تكلف الفريق نقاط المباراة، لو لم تكن أعصاب اللاعبين على قدر المستوى والطموحات، إذ إن الدقائق الأخيرة من المباراة حملت العديد من المفاجآت قبل أن ينهي الحكم المباراة بفوز عهداوي مستحق.
وإذا كان الشوط الأول لم يشهد سوى الهدفين، فإن الشوط الثاني للأمانة لم يعط «العهد» حقه رغم الفوز، لأن أصحاب الأرض كان بإمكانهم الخروج بنتيجة مضاعفة لولا تألق الحارس الأردني الدولي عامر شفيع الذي طرده الحكم في الدقيقة الـ90 لاعتراضه بشدة على عدم احتساب ركلة جزاء لفريقه، وهو أمر أثار بقية اللاعبين والجمهور الأردني الذي كال سيلاً من الشتائم للحكم العماني مبارك اليعقوبي.
افتتح «العهد» التسجيل في الدقيقة الـ31 عبر مامادو بعد تمريرة أمامية من عبد الرزاق الحسين، لكن البرازيلي فرانسيسكو أدرك التعادل لـ«الوحدات» بعد خمس دقائق نتيحة للخروج الخاطئ للحارس حسن بيطار، وفي الدقيقة الـ73 سجل أحمد زريق هدفاً ذكياً عندما تلقى كرة «أونيكا» وهو على مشارف المنطقة حيث سددها بدهاء خدعت الحارس الخبير عامر شفيع واستقرت على يمينه.
وفي الدقيقة الـ86، وبعد ركلة حرة للأردنيين ارتدت الكرة من الحارس ليتابعها البديل بهاء فيصل داخل المرمى (2 ـ 2)، وفي الوقت الذي اعتقد الجميع أن المباراة سائرة الى التعادل شهدت الدقيقة الـ89 عرقلة المدافع الأردني فراس شلباية لمامادو داخل الصندوق، ليحتسب الحكم ركلة جزاء نفذها قلب الدفاع الدولي نور منصور بنجاح مانحاً فريقه الفوز المستحق.
& مثل «العهد»: حسن بيطار، عباس كنعان، نور منصور، حسين دقيق، أحمد زريق (يوسف المويهبي)، عباس عطوي، حسين زين، مامادو، دينس، حسن شعيتو (حسين عواضة)، عبد الرزاق الحسين (مهدي فحص).
& مثل «الوحدات»: عامر شفيع، محمد مصطفى، فادي عوض، عامر ديب (بهاء فيصل)، عبد الله ديب (صالح ابراهيم)، محمد الباشا، فرنسيسكو، فراس شلباية، رجا العايد، أحمد أو كبير (تل ماليك) ولوباتو هلدر.
& قاد المباراة العماني عمر مبارك اليعقوبي، بمساعدة مواطنه عبد الله مبارك الشومخي والقرقازستاني شيبنيكوف، الى الرابع مواطنه رزبيك شيكربيكوف.

«طرابلس» * «الاستقلال»
طرابلس ـ عمر إبراهيم
أمام أكثر من اربعة آلاف متفرج وسط إجراءات أمنية وحضور رسمي تقدمه نجل الرئيس نجيب ميقاتي مالك ، قدم «طرابلس» مباراة ممتعة، قد تكون من بين أجمل مبارياته هذا العام، فبدا متماسكا وملتزما بخطط مدربه السوري نزار محروس، ما وضع الفريق الضيف تحت ضغط كبير لم يخفف منه تسجيله هدف السبق في الشوط الثاني.
ويمكن القول، ان «طرابلس» الذي لعب بطريقة هجومية عبر لاعبيه ابو بكر المل وعبد العزيز والمتقدم سعد يوسف، استطاع الإمساك بمجريات اللعب متحصنا بخط وسط كان يمرر الكرات وبدفاع قوي قطع الطريق امام العديد من الطلعات المرتدة التي اعتمدها «الاستقلال».
وجاء الشوط الثاني طرابلسيا بامتياز كما الأول، من خلال الاستحواذ على الكرات والوصول الى المرمى والتسديد على الحارس الذي تألق في صد العديد من الكرات ومنها كرة سعد يوسف التي كانت سببا في خروجه بعد تعرضه لشد عضلي.
هذه الفورة الهجومية دفعت «الاستقلال» الى الاعتماد على الدفاع في محاولة لتمرير الوقت والسعي للحصول على التعادل والخروج بنقطة، لكن إصرار الطرابلسيين على تحقيق الفوز أفشل خطط الضيف، وكشف في الوقت نفسه خط دفاعهم ما أتاح لـ «الاستقلال» افتتاح التسجيل في الدقيقة الـ54، والتقدم ولكن ليس لوقت طويل بعدما فشلوا بوقف المد الطرابلسي الذي أسفر عن هدف التعادل بعد أربع دقائق عبر عبد العزيز الذي استفاد من دربكة الدفاع وسدد الكرة وسط المرمى.
ومع مرور الوقت، عمل المدربان على إجراء تبديلات كل في اتجاه، حيث عزز المدرب الطرابلسي خط الوسط والهجوم، فيما دفع مدرب «الاستقلال» ببعض المدافعين للحفاظ على النتيجة، وهو الامر الذي ضاعف من الأعباء على المهاجمين الطرابلسيين، قبل ان ينجح البديل وليد فتوح في الدقيقة الـ86 بتسجيل هدف رائع من خارج المربع، بعد كرة وصلت اليه وسددها صاروخية استقرت وسط المرمى، ليلهب الجمهور الطرابلسي وأرض الملعب التي تبادل خلالها الفريقان الطلعات حتى الدقيقة الأخيرة من زمن المباراة.
& مثل «طرابلس»: سراج الصمد، ايمانويل، محمد اسطنبولي، سعد يوسف (وليد فتوح)، غازي الحسين (مصطفى القصعة)، عبد العزيز، ابو بكر المل، ميشال كافو، حمزة العلي، احمد دياب (احمد مغربي)، وعبد الله طالب.
& قاد المباراة طاقم تحكيم من اوزبكستان.
بعد المباراة، قال نزار محروس: «ان الفوز تحقق بمجهود اللاعبين الذين أثبتوا أنه عندما يقدمون أداءً جيداً يستطيعون الفوز، سنعمل على تقييم المباراة بسلبياتها وإيجابياتها لتطوير الايجابيات لمصلحة الفريق من أجل أداء أفضل، وخاصة اننا أمام فرق قوية، ونؤكد لجمهورنا أننا سنقدم أداء أفضل».