شغل الرأي العام اللبناني أمورا وقضايا كثيرة سياسية – أمنية – اجتماعية - وخدماتية وفي مقدمها الشغور في موقع رئاسة الجمهورية والاصطفافات السياسية حولها بعد ترشيح الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية، ومبادرة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى تبني ترشيح العماد ميشال عون.

أجرت "الدولية للمعلومات" استطلاعا للرأي نشرت "السفير"، أمس، حلقته الأولى وتمحور حول مرشح اللبنانيين لرئاسة الجمهورية، تبعا للانتماء الطائفي، فضلا عن الموقف من ترشيح النائب سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وترشيح سمير جعجع للعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية..

في الحلقة الثانية والأخيرة، يتمحور الاستطلاع حول ثقة اللبنانيين بإجراء الانتخابات الرئاسية في المستقبل القريب والأسباب التي تحول دون إجراء الانتخابات ومستقبل التفاهمات السياسية المحلية(عون وجعجع أو الحريري وفرنجية).

وفي ما يلي أبرز نتائج الجزء الثاني والأخير من الاستطلاع:

1. هل ستجري الانتخابات في فترة الأشهر الثلاثة القادمة؟ 64% لا انتخابات!

 

أبدت أكثرية 64% من المستطلعين عدم ثقتها بإمكانية حصول انتخابات رئاسة الجمهورية خلال الأشهر الثلاثة القادمة (38% غير واثق أبداً و26% غير واثق الى حد ما)، في حين أبدت نسبة 23% ثقتها (18% واثق الى حد ما و5% واثق جداً). ووقفت نسبة 10% موقفاً حيادياً بين الموقفين السابقين وأجاب 3% لا اعرف (رسم 1). وتبعاً للطائفة فان نسبة عدم الثقة ترتفع إلى 72% لدى المستطلعين الأرثوذكس و66% لدى السنة و64% لدى الشيعة و56% لدى الروم الكاثوليك و55% لدى الموارنة (جدول رقم 1).

2. السبب لعدم انتخاب الرئيس: 53% تأثيرات وعوامل خارجية

 

أفادت أكثرية 53% من المستطلعين أن السبب الرئيسي لعدم إجراء انتخابات رئيس الجمهورية حتى الآن هي التأثيرات والاعتراضات الخارجية. بينما يرى 36% أن السبب هو الخلافات بين الأقطاب والقوى السياسية اللبنانية، وردّ 10% السبب إلى رغبة حزب معين، وأجاب 1% لا جواب (رسم 2). وتبعاً للطائفة ترتفع نسبة الذين ردوا الأسباب إلى الخلافات المحلية لدى المستطلعين المسيحيين إلى 40% مقابل 33% لدى السنة و36% لدى الشيعة.

3. مستقبل التفاهمات: قصيرة الأمد

 

اعتبر اكثر من نصف المستطلعين (55%) أن تفاهم الحريري – فرنجية قصير الأمد مقابل نسبة ادنى (48%) لتحالف عون – جعجع (رسم 3). وتبعاً للطائفة فان 15% من المستطلعين المسيحيين وصفوا تحالف الحريري – فرنجية بطويل الأمد مقابل 62% وصفوه بقصير الأمد. ولم تبرز ثقة كبيرة بهذا التحالف لدى المستطلعين السنّة إذ اعتبره 34% فقط طويل الأمد مقابل 33% بقصير الأمد. وتكاد تنعدم الثقة بهذا التحالف لدى أكثرية 68% من المستطلعين الشيعة الذين وصفوه "بقصير الأمد" (جدول رقم 2).

وفي تفاهم جعجع – عون فان 29% من المستطلعين المسيحيين وصفوه بطويل الأمد مقابل 37% بقصير الأمد. كما وصف 57% من المستطلعين الشيعة التحالف بقصير الأمد مقابل 49% من السنة و38% من الروم الأرثوذكس و35% من الكاثوليك و32% من الموارنة أي أن الثقة بهذا التحالف لدى المسيحيين هي أعلى منه عند المسلمين (جدول رقم 3).

4. تأييد جعجع لعون: 27% نحو الوحدة المسيحية

 

لا يجمع المستطلعون على وصف موحد لترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للنائب العماد ميشال عون ويتوزع الموقف إلى 3 آراء نسبة متقاربة، نسبة 27% اعتبرتها خطوة مهمة لوحدة المسيحيين، 26% قائمة على تقاسم المصالح و 22% ردة فعل على ترشيح الحريري لفرنجية، 17% يعزز موقف جعجع المسيحي وفقط 6% اعتبرتها خطوة ومسعى جدي لإنهاء الشغور الرئاسي. وتعتبر أكثرية المسيحيين (43% من الموارنة و43% من الروم الكاثوليك و41% من الروم الأرثوذكس)، هذا التحالف خطوة مهمة نحو الوحدة المسيحية، بينما هو قائم على تقاسم المصالح لدى 31% من المستطلعين السنة، وهو ردة فعل على ترشيح الحريري لفرنجية لدى 29% منهم، ويعتبر 28% من المستطلعين الشيعة انه يعزز موقف جعجع المسيحي. ويبين الجدول رقم 4 الموقف من تحالف وترشيح جعجع لعون تبعاً للطائفة.

5. انتخاب رئيس الجمهورية يجب أن يكون ....

 

اعتبرت أكثرية 90% من المستطلعين أن انتخابات رئاسة الجمهورية هي شأن لبناني يعني كافة اللبنانيين مقابل 7% شأن مسيحي، 2% شأن خارجي. وتعتبر الأكثرية الساحقة من المستطلعين المسلمين (94% من كل من المستطلعين السنة والشيعة) ان انتخاب رئيس الجمهورية شأن لبناني، في حين تنخفض هذه النسبة لدى المستطلعين المسيحيين (83% من الموارنة و86% من الروم الأرثوذكس و69% من الروم الكاثوليك) الذي ترتفع لديهم نسبة من يعتبرون الانتخاب شأناً مسيحياً (28% لدى الكاثوليك و16% لدى الموارنة).

6. اتفاق القادة المسيحيين: 74% مؤيدون

 

الاجتماع الذي حصل في بكركي وضم إلى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كل من الرئيس أمين الجميل، النائب العماد ميشال عون، النائب سليمان فرنجية وسمير جعجع وقيل أن اتفاقاً حصل خلاله أن تكون الرئاسة بين واحدة من هذه الشخصيات. وقد عبرت أكثرية 74% من المستطلعين عن تأييدها لهذا الاتفاق مقابل 26% عبروا عن رفضهم له (رسم 4).

وبالرغم من التطورات التي حصلت فان أكثرية 91% من المستطلعين الذين سبق وأيدوا الاتفاق لازالوا على موقفهم. فقط 9% بدلوا موقفهم لمصلحة ترشيحات وشخصيات أخرى. وفي الموقف من اتفاق القادة المسيحيين والبطريرك الراعي على حصر الرئاسة بينهم، لا تبرز فروقات كبيرة تبعاً للطائفة باستثناء الموقف الدرزي، إذ تتراوح نسبة التأييد ما بين 68% - 80% كما تتراوح نسبة الرفض ما بين 20% - 32%. أما استمرار التأييد لاتفاق القادة المسيحيين والبطريرك الراعي، فترتفع النسبة إلى 95% لدى الشيعة و90% لدى السنة و93% لدى الموارنة.

7. الفريق الأقدر على إدارة المرحلة الحالية: 48% فرنجية الحريري

 

اعتبر نحو نصف المستطلعين (48%) ان فريق سليمان فرنجية- سعد الحريري هو الأقدر على إدارة المرحلة الحالية التي يمر بها لبنان، مقابل 36% اعتبروا ان فريق ميشال عون وسعد الحريري هو الأقدر، وعبر 16% عن عدم ثقتهم بأي من الفريقين.

واللافت أن 47% من المسيحيين اعتبروا أن فريق ميشال عون- الحريري هو الأقدر مقابل 9% من السنة و52% من الشيعة. في حين ارتفعت نسبة الواثقين بقدرة الحريري- فرنجية إلى 81% لدى السنة و36% لدى الشيعة و33% لدى المسيحيين. وبين الجدول رقم 5 الموقف من الفريقين تبعاً للطائفة.

12. قراءة في النتائج

 

استناداً إلى نتائج هذا الاستطلاع التي سبق ذكرها يمكننا إجراء القراءة التالية:

عدم ثقة كبيرة (64%) بحصول الانتخابات الرئاسية قريباً ما يعكس حالة من الإحباط، وبالتالي فان جلسات الانتخاب التي تجري لا يتوقع منها نتيجة. ويعتبر 53% من المستطلعين أن السبب في عدم حصول الانتخابات هي التدخلات والتأثيرات الخارجية.

عدم ثقة بالتفاهمات والتحالفات إذ أن نحو نصف المستطلعين اعتبروها قصيرة الأمد، 55% لتحالف فرنجية – الحريري و 48% لتحالف جعجع – عون.

وصف العينة

جرى الاستطلاع في الفترة ما بين 19 شباط و1 آذار 2016 وشمل عينة من 2000 شخصاً توزعوا بين 62.5% ذكور مقابل 37.5% إناث. وتوزعوا تبعاً للطائفة وفقاً لحجم كل منها: 27% سنة، 27% شيعة، 6% دروز و1% علويون. أي نسبة 61% مسلمون مقابل 39% مسيحيون توزعوا 21% موارنة، 8% أرثوذكس، 5% روم كاثوليك، 5% أرمن أرثوذكس وأرمن كاثوليك وأقليات مسيحية. وتبعاً للفئات العمرية توزعت العينة: 16% تراوحت أعمارهم ما بين 18- 24 سنة، 24% تراوحت أعمارهم ما بين 25- 34 سنة، 24% تراوحت أعمارهم ما بين 35- 44 سنة، 22% تراوحت أعمارهم ما بين 45- 54 سنة، 10% تراوحت أعمارهم ما بين 55- 64 سنة، و4% للذين فاقت أعمارهم الـ 64 سنة. بلغ هامش الخطأ +2.2.

وصف العينة: 2000 شخص

جرى استطلاع "الدولية للمعلومات" في الفترة ما بين 19 شباط و1 آذار 2016 وشمل عينة من 2000 شخص توزعوا بين 62.5 ٪ ذكورا مقابل 37.5 ٪ إناثا. وتوزعوا تبعاً للطائفة وفقاً لحجم كل منها: 27 ٪ سنة، 27 ٪ شيعة، 6 ٪ دروزا و1 ٪ من العلويين. أي نسبة 61 ٪ من المسلمين مقابل 39 ٪ مسيحيين توزعوا 21 ٪ موارنة، 8 ٪ من الأرثوذكس، 5 ٪ من الروم الكاثوليك، 5 ٪ من الأرمن أرثوذكس والأرمن كاثوليك وأقليات مسيحية. وتبعاً للفئات العمرية توزعت العينة: 16 ٪ تراوحت أعمارهم ما بين 18 ـ 24 سنة، 24 ٪ تراوحت أعمارهم ما بين 25 ـ 34 سنة، 24 ٪ تراوحت أعمارهم ما بين 35 ـ 44 سنة، 22 ٪ تراوحت أعمارهم ما بين 45 ـ 54 سنة، 10 ٪ تراوحت أعمارهم ما بين 55 ـ 64 سنة، و4 ٪ للذين فاقت أعمارهم الـ 64 سنة. بلغ هامش الخطأ +2.2.

(السفير)