مع ارتفاع نسب الطلاق في مجتمعاتنا، للأسف تكون الضحية الأولى لزيجات قصيرة هم أطفال تفرق والديهم لأسباب تخصهما.

فكر الوالدين بقرار الزواج والطلاق جيداً، ولم يفكرا بالإنجاب بالقدر نفسه، واعتبرا أنه نتيجة طبيعية للزواج، ولكن هذا القرار يحتاج لدراسة وتخطيط وإعطائه وقتاً مثل الوقت الذي أعطيَ لتخطيط حفل الزفاف.

لا شيء يعادل الحمل وإنجاب طفل، ولا شيء يؤلم أكثر من أن نسبب الألم والتعاسة لأطفالنا.

 لذلك لا عيب من بعض التساؤلات الضرورية حول قرار الإنجاب، قبل الإقبال على محاولة الحمل.
 
- هل لديك مشاكل مع زوجك وتعتقدين أن وجود طفل بينكما قد يحلّها؟

لا تفعلي ذلك، الطفل ليس حلال مشاكل الطفل بحد ذاته قد يصبح مشكلة بينكما، خاصة إذا كانت مشاكلكما لها علاقة بالعنف الأسري أو انعدام التفاهم أساساً أو اختلاف صارخ في أسلوب العيش والطموحات من الحياة. حلي مشاكلك قبل الحمل، ولا تحملي طفلك مسؤولية حل مشاكلكما.
 
- هل قيل لك أن زوجتك العنيدة ستلتهي بالطفل وتنحل مشكلتك معها؟

هذا أيضاً سبب أناني وخاطئ لقرار الإنجاب، الطفل ليس للتلهي عنك والتوقف عن "النق" عليك، كما أن وجود الطفل لن يجعل الزوجة أقل عناداً أو "نقاً" على العكس قد يفاقم الحالة نتيجة على الخوف على الطفل. إبحث عن طريقة أخرى للتفاهم مع زوجتك على العناد والنق.
 
- هل قالت لك صديقتك أو والدتك أن الطفل سيربط بينكما إلى الأبد؟

حسناً ربما تنظرين حولك وترين أن الأولاد لم يوقفوا الأرقام المتزايدة من حالات الطلاق، الطفل يقوي الرباط بين زوجين متفاهمين وسعيدين، ويكون عبئاً على زوجين تعيسين ويتحول لشخص ثالث يشعر بالتعاسة بينهما. قوي اربتاطك بزوجك، ثم قرري الإنجاب.
 
- هل تتيح لكما إمكانيتكما المادية توفير احتياجات الطفل؟

لم تعد حاجات الطفل الأكل واللبس والشرب، بل إنه يذهب إلى حضانة في سن مبكر ويريد أجهزة إلكترونية ويريد الذهاب إلى مدرسة جيدة وهي غالباً خاصة، ويريد الذهاب إلى المسبح والنادي والرحلة ويريد آيفون جديد وآيباد أحدث كل عام، فهل أنتما مستعدان لتحمل نفقات أول سنتين من عمره على الإقل؟ لماذا لا تبدآن في التوفير لأول عامين من حياة الطفل، قبل قرار الحمل.
 
- هل أنتما ناضجان كفاية لتحمل تربية طفل؟

أم أنكما ستجربان أن تنضجا مع الطفل؟ هل تصرفاتكما غير مسؤولة؟ هل لديكما شعور بالالتزام نحو بعضكما أم أنكما شابان صغيران تريدان السفر والدراسة والمرح، وما زال الحمل والإنجاب أمراً مبكرا؟ أسئلة لا بد أن تتناقشا فيها.
 
- هل أنتما مستعدان للتغير في حياتكما العاطفية والجنسية؟

تعرف وتعرفين أن الأنجاب سيغير كل شيء، وسيبدل شغف العلاقة العاطفية والجنسية. وعليكما أن تكونا مستعدين أيضاً لذلك.