يبدي المسؤولون الروس سعيا واضحا لإنجاح وقف إطلاق النار في سوريا والحفاظ على المكتسبات التي حققوها على الأرض، في وقت تبدو فيه مهمة القوات السورية صعبة في الحفاظ على ما حققته ميدانيا بدعم مباشر من الطيران الروسي.

واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة أن تسوية سلمية للنزاع ستكون “صعبة” لكن لا حل سواها، وذلك قبل ساعات من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وأعلنت الأمم المتحدة عن بدء الاجتماع الأول لـ”فريق العمل حول وقف إطلاق النار” في سوريا الجمعة في جنيف، وبحث الاجتماع الذي شارك فيه ممثلو 17 دولة في مجموعة الدعم الدولية لسوريا في آليات تطبيق وقف إطلاق النار.

وأكد بوتين خلال اجتماع مع قادة أجهزة الاستخبارات الروسية “أننا نفهم وندرك تماما أنها ستكون عملية صعبة بل حتى متناقضة ربما، لكن لا بديل عن السير في اتجاه تسوية سلمية”. وأشار إلى أن وقف إطلاق النار يهدف إلى “الدفع في اتجاه تسوية سياسية للنزاع وتوفير الظروف من أجل أن تبدأ مثل هذه الآلية”.

لكن ما يثير الشكوك حول نجاح المهمة هو استمرار روسيا في استهداف مواقع لجبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا، ومجموعات أخرى متحالفة معها تقول موسكو إنها “منظمات إرهابية” فيما تقول المعارضة إن هذه المجموعات مشمولة باتفاق إطلاق النار مثل أحرار الشام وجيش الإسلام.

وقال مراقبون إن روسيا تريد هدنة بين النظام السوري والمعارضة المعتدلة وليس مع المجموعات المتشددة التي تلوح بالحسم العسكري بقطع النظر عن تصنيف الآخرين لها معتدلة أو متطرفة.

وشن الطيران الروسي الجمعة ضربات مكثفة على معاقل الفصائل المقاتلة في سوريا. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن “نفذ الطيران السوري ضربات مكثفة أكثر من العادة منذ الخميس وإلى غاية الجمعة وبخاصة في الغوطة الشرقية شرق دمشق وفي ريف حمص الشمالي وفي ريف حلب الغربي”.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد الخميس أن الأيام القادمة ستكون “حاسمة” بالنسبة إلى سوريا محذرا النظام السوري وحليفته روسيا من أن العالم سيراقب بانتباه احترام تعهداتهما بشأن وقف إطلاق النار.

وشككت تركيا بصمود وقف إطلاق النار وقال المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالين “إننا قلقون جدا بشأن مستقبل هذه الهدنة بسبب استمرار القصف الروسي وهجمات قوات الأسد على الأرض”.

 

المصدر: العرب