لم تشعر المملكة العربية السعودية بالرضى من كلمة الإجماع العربي ولا حتى بوثيقة الوفاء لها من قبل الساسة اللبنانيين فاعتمدت أسلوبا قاسيا يقضي بترحيل جميع اللبنانيين الشيعة من مملكتها متجاهلة كل التصريحات التي صدرت عن لسان من تضامن معها.

فكلّ من زار السفارة السعودية خرج بتصريحات نارية غير آبه أن ما يصرّحون به قد يؤدي بأي لحظة إلى اشتعال حرب داخلية "سنية –شيعية" وغير مهتمّ أن "حزب الله" يشكّل ثقلا على الساحة الشيعية وأي اختراق له سيؤدي ربما إلى 7 آيار جديد.

فمنذ أن بدأت المملكة العربية السعودية هذه الإجراءات القاسية وهي تطالب فقط باعتذار حزب الله لها إلا أنه "بين لن نعتذر وما بدنا شحادة"  وبين "إيران برا" حرب هاشتاغات ليس من الصعب أن تتحوّل إلى حقيقة. وإن كانت المملكة ترى أن من حقّها الحصول على اعتذار من قبل من هاجمها إلا أنه ليس من حق السياسيين اللبنانيين تجييش النفوس وحقن الشباب بالطائفية والحقد والتطرف.

فالخليج توحد أما نحن لأجل الخليج تفرّقنا وبات السني يخاف أخاه الشيعي والعكس صحيح أيضًا  وبات تجوّل الشيعي في مناطق السنة يثير الريبة أما السّني فيحاول أن يتجنّب المناطق الشيعية. ها الكلام ليس سوى كلام واقعي نشهده يوميّا حتّى أصبح الهوس والتخوف من 7 أيار جديد.

وفي هذا السياق يجب أن نذكر أنّ هناك منشورات يقال أنه تم توزيعها في قصقص وطريق الجديدة بالإضافة إلى منشور صادر عن الثورة السورية يحذّر من عمل أمني لحزب الله يطال المناطق السنية تزامنا مع إجراءات أمنية مشددة لحزب الله في الضاحية الجنوبية.

هذه الأمور مجتمعة إن دلّت على شيءفهي تدلّ على أن المملكة العربية السعودية أثبتت ان ثقلها في لبنان أقوى من الوحدة وأيضًا استطاعت أن تؤجج الطائفية في النفوس وبناء عليه لا يمكننا إلا الأمل بأن يكون شبابنا أكثر وعيا من حرب قد توقعنا في فخ 7 أيار جديد.