ثلاثتنا، هدى وفداء وأنا /في بيروت 2006/ عندما ذهبنا لتهنئة المقاومة, باندحار الغزو الصهيوني عن أرض لبنان.... يومها كُنّا نشعر بالفخر والاعتزاز، وحرصتُ أنا وفداء على أخذ هدى معنا لكي ترى حجم الجريمة وحجم الصمود والبطولة...  اليوم نحن - ثلاثتنا - نشعر بغصّة وأسى وحزن.... بل وبغضب من أولئك الذين غنينا لانتصارهم، فاستداروا ليقتلوا أهلنا في دمشق وحلب وحمص والزبداني...  كُنّا على استعداد للموت دفاعا عنكم إذ كانت بندقيتكم باتجاه العدوّ الصهيوني... اليوم لا مبرّر لبنادقكم في سوريا، مهما رفعتم الصوت باسم المقاومة والممانعة فنحن نرى دماء الأبرياء من شعب سوريا على أيديكم، ونرى القدس أبعد من أي وقت مضى إذ تستغيث ولا مغيث لفتيانها...

  لم يكن هؤلاء الضحايا في سوريا، ضد المقاومة والممانعة... كانوا معنا يتسابقون للدفاع عنكم، وإيواء من تشرّد من أهلكم... كانوا أهلا لكم، يرفعون صور شهدائكم وقادتكم وراياتكم على أبواب بيوتهم ما الذي فعلته فداء لكم - غير الزغاريد احتفاء بكم- لكي تحرموها من أهلها طوال خمس سنين، صاروا فيها موزّعين بين سوريا والخليج والسويد وألمانيا وبولندا ما الذي فعلته هدى لكم -غير التماعة الفرح في عيونها إذ كانت تراكم قربها- لكي تحرموها من احتضان جدّها الثمانينيّ لها...

ما الذي فعله السّوريّون لكم كي تكونوا أشدّ عليهم من بني صهيون من ذا الذي أقنعكم أن طريق القدس يمرّ من حلب تقولون إنكم في سوريا لمحاربة داعش... ووالله ما نجى منكم ومن نظام الأسد ومن روسيا وأمريكا و"إسرائيل" سوى داعش... كيف جعلتموني أكتب هذه الكلمات عنكم، وأنا الذي كنت على استعداد لبذل دمي دفاعا عنكم كيف؟... كيف! بئس ما تفعلون، وبئس ما تبرّرون به فعلتكم عودوا لنا..كي نعود لكم عودوا إلى طريق فلسطين الواضحة، كي تزغرد لكم نساء حلب عودوا واعتذروا... ولا تغرّنكم صواريخ وطائرات بوتين، إذا خسرتم قلوبنا من المحيط إلى الخليج عودوا واعتذروا