في أعقاب التطورات التي شهدتها ساحة المعركة السورية مؤخراً، وأبرزها تراجع "داعش" ميدانياً جراء طرد القوات الكردية بدعم من قوات التحالف الجوية التنظيم من مدينتي الثورة والشدداي، وهما خطا إمداد مدينة الرقة التي أعلنها التنظيم عاصمة له، تساءلت "نانسي يوسف" في مقالة نشرها موقع "دايلي بيست" الأميركي ما إذا كان التنظيم يتجه إلى توسيع دائرة نفوذه بعدما تقدّم غرباً أو أنه بات يلفظ أنفاسه الأخيرة.

 

ولفتت الكاتبة إلى أنّ التنظيم قاتل بشراسة لأشهر سعى خلال الجيش السوري بدعم روسي إلى استعادة السيطرة على مدينة تدمر التي يحتمل أن تشكل بوابة لدخوله غرب سوريا، معتبرة أنّ تفجيرات حمص وضواحي العاصمة دمشق الجنوبية الأخيرة التي تبناها قد تشير إلى أنّه يتقدّم باتجاه هذه المدن.

 

وبعد عرض هذه التطورات، تساءلت ما إذا كان "داعش" يوسع دائرة سيطرته أم أنه يخسر الأراضي المحيطة بـ"عاصمته" بحثاً عن مدينة أخرى يمكن أن "ينمو" فيها.

ونقلت عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية تفاؤلهم الحذر، إذ يعتقدون أنّ التنظيم يخسر وينقل القتال إلى مناطق "مثمرة"، نظراً إلى أنّ عدد مقاتليه وصل إلى 15000، وهو الأدنى منذ بداية الحرب.

في المقابل، توقعت الكاتبة أن يُحكم "داعش" قبضته على البلاد في حال كسب المزيد من الأراضي، بالرغم من أنّ الضربات الجوية التي تشنها روسيا وقوات التحالف على السواء قد تتكثف ضد أهدافه.

وتوقعت يوسف أنّ توسع روسيا نطاق تدخلها لتشمل مساحة سوريا كاملة، وأن تشتد الضغوطات على قوات التحالف، في حال بقي التنظيم مسيطراً على تدمر وكَسبَ حمص.

وكشفت أنّ "داعش" يولي الأهمية الكبرى للقتال في الأراضي الخاضعة لسيطرة الجيش السوري المدعوم روسياً مقارنة مع الأراضي التي تسيطر عليها القوات الكردية المدعومة أميركياً، إذ أنّه "يتنازل عن أراضٍ في الشمال ويعزز مواقعه في الوسط ويتمركز في الغرب".

وعلى الرغم من ذلك، أكّدت أنّ البتاغون لم يفصح عن سعادته بالتطورات الأخيرة، إذ سبق أن أخطأ بحساباته المتعلقة بالتنظيم وكيفية قتاله.

وفي هذا السياق، أشارت إلى أنّ "داعش" تقّدم في خناصر القريبة من حلب، قاطعاً خطوط إمداد الجيش السوري، بالرغم من الضربات الجوية الروسية.

أمّا بالنسبة إلى خسارة التنظيم للرقة، فرأت أنّ هذه المسألة ليست واضحة بالرغم من أنّ المدينة قُطعت عن خطي إمدادها الأساسيين، الثورة والشدادي، بعد تقدّم الأكراد، لافتة إلى أنّ عدم اتجاه "داعش" إلى القتال في سبيل استعادتهما يشير إلى أنّهما ليسا بالأهمية الكبرى كما كان يُعتقد.

وختمت يوسف نقلا عن أحد الخبراء تأكيده أنّ "داعش" يعاني وأنّ المسألة تتعلق بحجم هذه المعاناة وبقدرته على مواجهتها.

( لبنان 24 - )