مع فصل جديد من اعتقاله الذي ما زال مستمراً منذ عام وحتى الآن في أحد سجون حزب الله، كيداً وتعسّفاً بحسب عائلة الشيخ، وزوجته التي كتبت رسالة وجهتها الى امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، تشرح فيها قضية اعتقال زوجها منذ البداية وحتى تاريخه، مطالبة “السيّد” بالعدل وانصاف زوجها العليل   الشيخ محمد كوراني   في سجنه وإطلاق سراحه كما وعدها قضاء الحزب وأخلف مرارا.

وهذا نص الرسالة: سماحة السيد حسن نصر الله المحترم، بعد التحية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتوجه إليكم برسالتي، أنا زوجة الشيخ محمد كوراني، المنتمي إلى حزب الله منذ 27 عاماً. وهو المدير العام والمؤتمن المالي لحوزة بلدة الشرقية الدينيّة من قبل مكتب سماحة المرشد السّيد علي خامنئي منذ العام 1997. وقد أقفلت الحوزة لأسباب معلومة وجرى نقل طلاّبها إلى النبطية منذ العام 2007. وقد فوجئ زوجي الشيخ محمد كوراني باستدعائه من قبل الحاج ناصر لوساني (إيراني) والذي يعمل زوجي تحت إشرافه وإدارته، وهو صهر الوكيل الشرعي للمرشد العام، سماحة الشيخ محمد يزبك. وكانت التهمة سوء ائتمان وتصرّف بأموال الحوزة المذكورة وهداياها ومساعداتها. وتمّ تحديد المبلغ المطلوب وهو 120 ألف دولار أميركي. فدفعنا حوالى 89 ألف دولار، على أن ندفع ما تبقى. وجرى توقيع مستند أوضَح ذلك وبرّأ ذمة الشيخ محمد. وهكذا استدان مبلغ 50 ألف دولار.

وبعنا سيارة وأرضاً نملكها لإقفال هذا الملف، لما لهذه التهمة من تداعيات وإساءات تطاله شخصياً وتطال العلاقة مع الناس وطلبة الحوزة، وبعض المحتاجين، الذين يعرفون ويعترفون بوصول أموال الحوزة وطريقة صرفها. والكل يعرف بتعرض الشيخ محمد مرّات عديدة لعمليات سرقة، وكان قد تقدّم بآخر شكوى بهذا الصدد أمام قضاء الحزب في النبطية ولم يُبت بها إلى الآن.

ولكن بعد وشايات وتدخلات كيديّة وفتح ملفات ارتفع “المبلغ المستحق” إلى نصف مليون دولار.

وهكذا أودع حزب الله الشيخ محمد السجن في 15 نيسان 2015 فهالني الأمر وأعمى بصري فسارعت وبتصرّف شخصيّ منّي في أيار 2015 بالتنازل عن 3 طبقات من المبنى الذي بناه الشيخ محمد، وأخذت وعداً شفويّاً، غير مكتوب بإطلاق صراح الشيخ محمد، خلال ثلاثة أيام كحد أقصى. وبدل أن يحصل ذلك بقينا مدّة 3 شهور ونصف الشهر لا نعرف عنه شيئاً.

وبدون أي تبرير وتوضيح!!! ولن أنسى ما حييت حين زرناه في سجنه، كيف راقبونا، ومنعونا من الكلام أو الانفراد، بل طردونا طرداً وصل حدّ الإهانة. وللإنصاف أقول أن راتبه الشهري ما زال يصلنا إلى الآن.

وهذا ما يساعدني في التصرف مع عائلتي، وهذا ما جعل أحد أبنائي ينصرف نهائياً إلى العمل في تصنيع أوراق المحارم لتغطية النفقات بعد أن كان يقوم بواجبه الجهادي مع أخيه المستمر في جهاده إلى الآن في سورية.   ومؤخراً رفع السيد ناصر لوساني المبلغ إلى 600 ألف دولار أميركي وطلب مني بصريح العبارة التنازل عن كل ما نملك وعن مسكننا الخاص في الضيعة والأرض. وهذا يعني عملية تدمير عائلة الشيخ محمد كوراني، وهو المؤتمن منذ 1997، وأخوه شهيد، وأقاربه علماء، وولده حتى الآن مع المقاومة في سورية.

والسؤال المحيّر فعلاً هو: لماذا لا تطاول الإدانة والتصرف بسوء الائتمان وبسوء الإدارة السيّد لوساني نفسه والذي كان يعمل زوجي (الشيخ كوراني) تحت إدارته منذ زمن طويل. سماحة السيد حسن نصر الله المحترم تردّدتُ كثيراً قبل أن أكتب إليكم هذه الرسالة المفتوحة. ولكني علمت أنكم لا تعرفون مجريات هذه الأمور.

لذلك لجأت إليكم، من مبدأ الاحترام والمكانة والثقة التي تحوزها في الضمير والوجدان والعقل. وأسلمكم شخصياً هذا الملف.

مع تساؤلات مشروعة: 1 – لنفرض أن زوجي الشيخ محمد كوراني أساء الأمانة وتصرف بالأموال المحدّدة بمبلغ 120 ألف دولار. وهو المعروف بلطفه وطيبته واحترامه.

فهل يعني ذلك أخذ بيتنا وأموالنا وكل ما نملك ورفع المبلغ إلى 600 ألف دولار، ورمينا مع أولادي في الشارع؟!! مع التأكيد أن العقار والمنزل اللذين نملكهما هما ثمرة عمل طويل ومضنٍ بأكثر من مجال ووظيفة للشيخ محمد والأولاد، ونتيجة بيع شقة كان يملكها زوجي وبيع أرض في بلدته كان قد ورثها عن أهله، ونتيجة تعبه وتعب أولادي. فكيف إذا قارّنا ذلك بنسبة ارتفاع الأسعار الجنوني.

كل هذا يريدنا السيّد لوساني أن ننساه ونُلغيه ونتنازل عنه بشحطة قلم، وبرمشة عين. مع العلم أننا تنازلنا، حتى الآن، عن كل شيء، ولا نملك إلا بيوتنا التي نقيم فيها!!! فهل هذا معقول؟! 2– زوجي الشيخ محمد كوراني الذي يبلغ من العمر 52 عاماً ويعاني من أمراض صحية مزمنة ومستجدة هل يجوز حجزه تحت الأرض في زنزانة بعيداً من الشمس ومعدومة فيها كل وسائل الحياة الكريمة.

هذا وعلمت أن زوجي بحاجة إلى طبيب نفسي معالج، لأنه لم يصدق ما يجري إلى الآن 3 – هل يعقل الإبقاء على زوجي مسجوناً طيلة هذه المدة بدون محاكمة، والاحتكام إلى المزاجية والتهاون.

وتحت تهديد فتح الملفات والاتهامات المفتوحة. أم أن العدل يقتضي محاكمة واضحة لا أن يكون القاضي هو الخصم والحكم!!! 4 – في طهران يقولون حل مسألتكم في لبنان. وهنا يقولون: لا مرجع، وأن سماحتكم لا تعلمون بما يجري. فهل تُحل مثل هذه الأمور بالنكاية، والنكد، وبعيداً من الوضوح. وما علمنا حزب الله إلا الوضوح، والحقّ والاحترام. 5 – إن هذه التساؤلات دفعتني لتقديم شكوى أمام القضاء اللبناني.

وهذا يستدعي اهتمامكم وعنايتكم. ونحن قلنا ونؤكد، لو خضتم البحر لخضناه معكم. القضاء اللبناني قد يكون أشفق وأرحم بالتأكيد.

الشيخ محمد كوراني