اتخذت السعودية قرارها وأوقفت الهبة للجيش اللبناني وقوى الأمن ثم تلا هذا القرار إجراءات مشددة قيّدت مصالح اللبنانيين الشيعة  في دول الخليج من طردهم إلى تجميد مصالحهم وملاحقتهم لتسديد القروض وترحيلهم خلال 24 ساعة فقط.

وإن كان حزب الله سيهاجم هذه القرارات وسيتجرد من مسؤوليته في ان خطاباته التهجّمية هي السبب في تشريد ألاف العائلات التي قد تصل إلى 100 ألف عائلة إلا أنه في قرارة نفسه يعلم أنه قرار يصبّ في مصلحته، وفي مصلحة التوظيفات العسكرية التي تعاني من النقص عنده.

فلبنانيو الخليج عائدون إلى وطنهم ولأنهم شيعة محسوبون على حزب الله فهم منبوذون رغم انهم قد لا يؤيدون سياسته، لذلك فالحاجة للبحث عن عمل جديد ومأوى يقيهم الجوع في وطن خال من فرص العمل تجعلهم يقبلون بالقليل القليل.

فهم من جهة مديونون للبنوك الخليجية ومن جهة أخرى خسروا أموالهم وعادوا دون أي دخل يستطيعون أن يتكئوا به ليعيلوا أنفسهم حتى إيجاد فرصة عمل.

وكما هو معلوم فالجنوب والضاحية الجنوبية هما مكاني التمركز للشيعة وللبحث في مجال فرص العمل يظهر أنها معدومة لذلك لا مكان للمرحّلين الشباب إلا الخوض في غمار جناح حزب الله . فمن كان راتبه 10000 دولار سيقبل بعمل مقابل 500 دولار كي يعيل عائلته وانطلاقا من هنا فإن حزب الله هو المستفيد الأكبر من الإستراتيجية التي اتبعتها السعودية لمعاقبة اللبنانيين الشيعة في الخليج ورغم كلّ البروباغندا الإعلامية التي لا بدّ من أن يفتعلها حزب الله عاجلا أم آجلا فإنه سيعتبر ذلك ورقة رابحة لصفوفه خاصة أنه بدأ يعاني من قلة الحشد في صفوفه بعد أن خسر أعداد كبيرة من الشباب الشيعي.

وفي هذا السياق نذكر أن المعادلة سهلة جدّا ، فحزب الله يحتاج إلى المزيد من الشباب للذهاب بهم نحو الموت وكذلك شباب لبنان المرحّل من الخليج بحاجة إلى العمل ولو بدخل زهيد لذلك وتكون الخلاصة بأن كل من الطرفين سيجدان مبتغاهما عند بعضهما بعضًا.

وإذ أننا نشيد بقرار السعودية لمنع تمدّد الدويلة في الدولة إلّا أننا نستنجدها النظر في قرارات ترحيل اللبنانيين الشيعة خاصة أنه "ربّ ضارة للبنان نافعة لحزب الله".