كان المشهد في المطار مفجعاً إلى حد الإيلام: جاءت الأسرة جميعاً من مغتربها الأميركي لتلقي النظرة الأخيرة على نجلها العريس حسن عبدو الحاج أحمد، قبل أن يوارى جثده الطاهر في التراب في مسقط رأس الأهل، شمسطار، وسط الجمع الحزين الذي استدعاه الفقد، مخلفا وراءه اللوعة:   «كنا نستعد لاستقباله مع عروسه التي جاء لاصطحابها إلى بيتها الجديد في ديربورن بولاية ميتشيغن الأميركية... وها نحن نجيء جميعنا لنشيعه إلى مثواه الأخير، هنا.

عريس الزين لم يُمَتَّع بالشباب! وبدل أن نعيش الفرح معه، ها نحن نأتي في موكب النحيب لنشارك في تشييعه..».

  تحولت ساحة استقبال الوافدين في المطار إلى مناحة، وتكأكأ الأصدقاء والأهل على أحزانهم وهم يتلقون بدموعهم الأسرة المفجوعة بعريسها الذي غادر بغير وداع.  

أما في شمسطار، فقد غمرها حزن عميق على العريس الذي لم يكتب له أن يعيش ويعطي أهله الموعد الذي انتظروه طويلاً مع الفرح.  

رحم الله هذا «المغترب» الذي اجتهد لتأكيد ارتباطه بأهله، فجاءهم ليفرح معهم، فإذا به يفجعهم ويغادر ليتركهم في قلب الأحزان.

السفير