القرار السعودي يتفاعل وتحميل متبادل للمسؤوليات , والشارع اللبناني ينقسم بين عزة النفس وبين الحاجة للحضن العربي

 

النهار :

فيما إستمر الموقف السعودي بوقف تسليم لبنان الهبات المالية المقررة لدعم الجيش والاجهزة الأمنية يتفاعل في الاوساط السياسية، عاكسا حالا من الضياع وغياب التنسيق في الموقف الرسمي حيال الإجراءات المطلوب إتخاذها والآيلة الى إحتواء مفاعيل هذا الموقف، بدا لبنان متخبطاً بين فريق سياسي مؤيد للمملكة، محملاً مسؤولية القرار لـ" حزب الله" و" الوطني الحر" ممثلا بوزير الخارجية جبران باسيل، وبين فريق مناهض يعزو القرار الى حسابات سعودية داخلية.

اما الموقف الحكومي فظل غائبا كليا وسط صمت احاط باسيل نفسه به، مستعيضا ببيان صادر عن وزارة الخارجية اشارت فيه الى " ان الوزارة أخذت علما بموقف المصدر المسؤول في المملكة"، وهي تؤكد أن "العلاقة بين الجمهورية اللبنانية والمملكة العربية السعودية ليست علاقة ظرفية مرتبطة بظروف عابرة، بل هي علاقة تاريخية عميقة"، مشيرة إلى أنها كانت "أول من بادر في لبنان الى إصدار موقف رسمي على لسان وزير خارجيتها أدان فيه التعرض للبعثات الديبلوماسية السعودية في ايران ولأي تدخل في شؤونها الداخلية". وكررت أن الموقف الذي عبرت عنه "جاء مبنيا على البيان الوزاري وبالتنسيق مع رئيس الحكومة، وهو موقف قائم على الحفاظ على الوحدة الوطنية من دون التعرض للتضامن العربي". كما اعتبرت ان "المواقف اللبنانية التي تصدر محاولة الإستفادة السياسية الرخيصة من موقف المملكة من دون أن تتحمل المسؤولية في تقديم البديل وتحمل تبعاته، هي مواقف تزور حقيقة الموقف اللبناني السليم وتسبب في زيادة التشنج في العلاقة اللبنانية- السعودية"

 

وفي حين كشف وزير الدفاع الوطني سمير مقبل انه عرف بالموقف السعودي يوم الاثنين الماضي، مصرحا "النهار" انه لم يتبلغ رسميا اي قرار ، ولكن الفرنسيين اتصلوا به الاثنين الفائت خلال زيارته الى قبرص وأبلغوه ان السعوديين طلبوا وقف العمل بالاتفاق- الهبة، بدا ان رئيس الحكومة تمام سلام. لم يكن في اجواء هذه المعلومة.
وفي حين اعتصم امس بالصمت ، مكتفيا بالبيان الذي سبق وأصدره، متريثاً في انتظار توضح صورة الموقف، خصوصا ان لبنان لم يتبلغ بعد اي امر بشكل رسمي، عكست أوساطه انزعاجه ومرارته مما آلت اليه الأمور مع المملكة رغم المحاولات العديدة للبنان لتوضيح موقفه. وامتنعت الاوساط عن إعطاء اي معلومة في شأن امكان توجيه سلام دعوة لمجلس الوزراء كما طالبه امس اكثر من فريق سياسي، كاشفة ان الأمور ستتوضح مع مطلع الأسبوع ليبنى على الشيء مقتضاه. وكانت الجلسة الحكومية شكلت مطلبا ملحا وعاجلا من اكثر من فريق على ضفة ١٤ آذار، بينما غابت المسألة عن كل مواقف قياديي حزب الله امس.
وكشفت مصادر سياسية بارزة ان الاتفاق الموقع مع الجانب الفرنسي قد نفذ منه ما نسبته ٢٠ في المئة فقط، فيما يجري تسليم الأسلحة على دفعات، مبدية خشيتها من ان تضطر السلطات الفرنسية الى وقف العمل بالاتفاق نزولا عند القرار السعودي، رغم ما سيرتبه الامر من أضرار وخسائر على لبنان، علما ان مصير الاتفاق لم يعرف بعد وإذا كان سيلغى كليا مع ما يرتبه على العلاقة السعودية الفرنسية او انه سيتم تغيير وجهته، او تجميده في انتظار المعالجة السياسية له، خصوصا وان سير تنفيذ الاتفاق بطيء في الأساس.
وإذ توقفت المصادر عند ما كشفه مقبل للنهار، استغربت ردة الفعل اللبنانية والتعاطي غير الجدي مع المعلومات التي وردت الى وزير الدفاع بحيث لم تبادر الحكومة الى القيام بأي تحرك او اجراء من شأنه ان يثني المملكة عن قرارها.
كما استغربت استمرار صمت رئيس الحكومة عن المبادرة الى اي اجراء

وكان هذا الموضوع تقدم على الحراك الرئاسي، فشكل خلال عطلة نهاية الأسبوع محور الاتصالات والمشاورات والمواقف، ولا سيما المنددة بما كان صدر عن باسيل وحزب الله ودفع المملكة الى مثل هذا القرار، فيما برز موقف عكسته اوساط رئيس المجلس نبيه بري داعية الى التروي وعدم التسرع في إطلاق الأحكام قبل اتضاح الصورة.
وفي السياق، حمّل الرئيس سعد الحريري "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، المسؤولية، كاشفا عن حركة اتصالات تجري لمحاولة تسوية الامر". واذ "حض الحكومة على أن تتحرك في اتجاه المملكة لنرى كيف يحل هذا الموضوع"، وقال بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أن المواقف التي اتُخذت في جامعة الدول العربية وفي كل المنابر الدولية ضد المملكة، خصوصا في موضوع الاعتداء على السفارة السعودية في ايران، موقف غير عربي وغير مفهوم، وعلينا ان نتكاتف ونحاول ان نرى كيف يحل الموضوع"

وفي السياق عينه، ناشد رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط المملكة العودة عن قرارها، فيما طالب رئيس "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع الحكومة الحكومة الى الاجتماع فورا ل" إنقاذ ما تبقى من الهبة وتوجيه طلب رسمي الى " حزب الله" للإمتناع عن مهاجمة المملكة". وعزا خلال ندوة بعنوان "التوعية البلدية" في معراب، القرار السعودي الى وجود فريق لبناني يهاجم السعودية "على الطالع والنازل" بشكل مستمر ولأسباب لا علاقة لها بلبنان ولا بمصلحته ومصلحة اللبنانيين"، ومعتبرا ان "الشعرة التي قصمت ظهر البعير ثانيا هي ان كل حكومات الأرض دانت الاعتداء على السفارة السعودية في ايران، بما فيهم الرئيس الايراني حسن روحاني ومرشد الثورة علي خامنئي، إلا الحكومة اللبنانية تحت غطاء النأي بالنفس الذي ينطبق في حالات أخرى وليس في هذه الحالة".
بدورها، طالبت كتلة " المستقبل" في اجتماع طارىء عقدته امس لهذه الغاية برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، الحكومة التحرك وعقد اجتماع فوري لمجلس الوزراء وابقاء جلساتها مفتوحة وارسال وفد على اعلى المستويات الى المملكة لمعالجة الأزمة داعية الحكومة الى الالتزام ببيانها الوزاري وبالإجماع العربي " ليكون الامر ثابتا وغير خاضع لأهواء وزير الخارجية أو ضغط حزب الله".
سياسيا، لم يحجب التطور السعودي الضوء عن الملف الرئاسي الذي استمر مادة سجالية امس بين الرئيس الحريري وجعجع. فردا على سؤال حول احتمال سحبه ترشيح النائب سليمان فرنجية، قال الحريري للصحافيين ممازحا "لا، ربما الحكيم (رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع) يجب ان يسحب ترشيحه لميشال عون، ونحن مستمرون وملتزمون بترشيحنا"، ما دفع جعجع الى المسارعة الى الرد على اقتراح الحريري قائلا "بتمون شيخ سعد بس شو رأيك تعمل العكس"؟
لكن مصادر سياسية مواكبة اشارت الى ان الحراك الرئاسي الحاصل لم ينجح بعد في احداث خرق في المواقف وان كان نقل الملف من المواقف المبدئية الى مرحلة اكثر براغماتية تفسح المجال امام التفاهمات والتسويات، من دون ان تعطي انطباعا بأن الأمور سائرة في هذا الاتجاه، مستبعدة ان تشهد جلسة الثاني من آذار المقبل وعلى رغم كل الزخم الذي يحشده الحريري، توافر النصاب لانتخاب رئيس.

 

المستقبل :

تخيّم على اللبنانيين في الوطن والمهجر العربي أجواء قلق مصحوبة بالأسف وحبس الأنفاس غداة القرار غير المسبوق الذي اتخذته المملكة العربية السعودية بوقف المساعدات العسكرية والأمنية للبنان من ضمن جملة مقررات وضعتها في إطار «المراجعة الشاملة» للعلاقات مع الدولة اللبنانية رداً على مواقفها الرسمية غير المنسجمة مع «العلاقات الأخوية بين البلدين» في كل من مؤتمري القاهرة العربي وجدّة الإسلامي. ولأنّ القلق آخذ بالتعاظم خشية تعمّق الشرخ مع المملكة وعموم دول مجلس التعاون الخليجي الذي أعرب أمس عن تأييده للقرار السعودي بحق لبنان، مع ما قد ينتج عن ذلك من تداعيات كارثية على مصلحة البلد ومصالح أبنائه الحيوية سواءً المقيمين منهم في الوطن أو المحتضنين والمؤتمنين على أرزاق عوائلهم في الخليج العربي، تعالت الأصوات الوطنية خلال الساعات الماضية مطالبةً الحكومة بإصلاح ما أفسدته سياسات «الخارجية» العونية بالتكافل والتضامن مع عدائية «حزب الله» تجاه السعودية والعرب، في أسرع وقت ممكن لتطويق ذيول التدهور في العلاقات اللبنانية العربية الرسمية والحؤول دون مزيد من التطورات السلبية الدراماتيكية على مستوى هذه العلاقات سياسياً واقتصادياً.
وفي هذا الإطار، حضّ الرئيس سعد الحريري أمس الحكومة «على أن تتحرك باتجاه المملكة العربية السعودية» لبحث سبل حل الأزمة الناتجة عن المواقف المتخذة «في جامعة الدول العربية وفي كل المنابر الدولية ضد المملكة»، واصفاً الموقف اللبناني الرسمي في المؤتمر الإسلامي الأخير في جدّة إزاء موضوع الاعتداء على البعثة الديبلوماسية السعودية في إيران بأنه «موقف غير عربي وغير مفهوم»، مع تشديده في الوقت عينه على أنّ «الكلام المرفوض الذي يصدر عن المنابر سواءً من «حزب الله» أو آخرين باتجاه المملكة لا يمثل لبنان والسياسة اللبنانية».
الحريري، وبعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، جزم رداً على أسئلة الصحافيين بأنّ الحزب «والتيار الوطني الحر» يتحملان مسؤولية ما حصل مع السعودية، وأعرب عن أسفه لرفض الوزير جبران باسيل السير بالإجماع العربي، مؤكداً في المقابل على وجوب أن يكون موقف لبنان مع العرب وإجماعهم.
ولاحقاً، استقبل الحريري في بيت الوسط أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى برئاسة المفتي دريان الذي توجّه إليه بالقول: «نحن نعوّل عليك كثيراً في إعادة ترتيب العلاقة اللبنانية - السعودية، فأنت الأجدى لتصحيح هذه العلاقات لأنّ المسلمين السنّة في لبنان وغالبية اللبنانيين هم أهل الوفاء للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وسائر دول الخليج، ونحن معكم يا دولة الرئيس لتوصلوا هذه الرسالة إلى المملكة من أعلى مجلس في الطائفة السنية، لأنّ مواقفنا هي مواقف داعمة لمن وقف معنا في أزماتنا». أما الحريري فكانت له كلمة مرحبة شدد فيها على ضرورة تكاتف الجهود السياسية والروحية في سبيل مواجهة خطر التطرف والتأكيد في المقابل على أهمية الاعتدال ومفاهيمه، مشيراً في الوقت عينه إلى ضرورة وحدة المسلمين باعتبارها الركيزة الأساس لوحدة لبنان. كما تطرق إلى قضية السجناء الإسلاميين داعياً إلى «الإسراع ببتّ محاكمة جميع الموقوفين من دون أي تلكؤ أو تأخير لتبرئة من تثبت براءته ومعاقبة من ارتكب أعمالاً إجرامية أو إرهابية». 

«المستقبل» 
تزامناً، عقدت كتلة «المستقبل» النيابية أمس اجتماعاً طارئاً برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة لمناقشة مستجدات العلاقات اللبنانية السعودية مؤكدةً في بيان أنّ قرار المملكة الأخير المتعلق بوقف الهبتين المقررتين سابقاً للجيش والقوى الأمنية إنما أتى «نتيجة الاستهانة والاستخفاف بالمصلحة الوطنية اللبنانية من قبل وزير الخارجية والتنكر لتاريخ السياسة الخارجية المستقرة والمعتمدة من قبل لبنان في علاقاته مع الدول العربية الشقيقة». وإذ نددت بهذه الارتكابات التي «مسّت بعروبة لبنان وانتمائه الحاسم للعالم العربي الذي عبّر عنه اللبنانيون في وثيقة الوفاق الوطني وفي الدستور»، نبهت الكتلة من «التفريط بمصالح اللبنانيين في العالم نتيجة تهجم «حزب الله» المسف بحق المملكة والدول الخليجية والعربية وتهوره ومغامراته غير المسؤولة والبعيدة عن مصالح لبنان واللبنانيين وعمله على تعطيل الهبتين السعوديتين منذ الإعلان عنهما»، داعيةً الحكومة في المقابل إلى «تأكيد الالتزام بالإجماع العربي والقيام بتحرك واجتماع فوري لمجلس الوزراء لمعالجة هذه الأزمة وإبقاء جلساتها مفتوحة، وكذلك إرسال وفد على أعلى المستويات إلى السعودية لمعالجة هذه الأزمة الخطيرة».
الجميل
كذلك دعا الرئيس أمين الجميل رئيس الحكومة تمام سلام إلى «وقفة مسؤولة، والحكومة إلى التضامن الكامل بما يؤمن معالجة الأمر سريعاً، والتأكيد للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز عمق العلاقات بين بلدينا وتمسكنا بالمصالح السعودية والعربية»، داعياً «كل الأطراف السياسية إلى أن تقوم بمراجعة وجدانية لمواقفها والخروج بموقف وطني كامل حول هذا الموضوع».
جنبلاط
بدوره، جدّد رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط مناشدة قيادة المملكة «إعادة النظر بقرارها»، ودعا «كل القوى اللبنانية إلى إعادة النظر بمواقفها تجاه الدول العربية والتأكيد على عروبة لبنان وعدم الخروج منها أو عليها (...) والامتناع عن إصدار مواقف تفاقم اضطراب العلاقات وانتكاستها» مع السعودية والعرب، معرباً عن أمله في «أن يكون ما حدث مجرد غمامة صيف عابرة كي تستعيد العلاقات اللبنانية- السعودية والعلاقات اللبنانية- الخليجية طبيعتها وتستأنف المسيرة المشتركة من التقارب العروبي الأخوي الصادق».
جعجع
من ناحيته، طالب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الحكومة بأن «تلتئم وتوجّه طلباً رسمياً إلى «حزب الله» بالامتناع عن مهاجمة السعودية تحت طائلة تنفيذ قانون العقوبات اللبناني»، داعياً إلى «تشكيل وفد رفيع المستوى قوامه نصف الحكومة الحالية مع رئيسها لزيارة المملكة والطلب منها إعادة استئناف مساعداتها إلى لبنان».

الديار :

ترك قرار السعودية اثرا سلبيا كبيرا بعد الغاء الهبة بـ 3 مليارات دولار ثمن اسلحة للجيش اللبناني، واصيب المسيحيون وخاصة العونيون والقوات اللبنانية بخيبة امل وصدمة كبرى نتيجة هذا القرار وكلام الرئيس سعد الحريري للدكتور سمير جعجع في الاحتفال، عن مصالحته مع العماد ميشال عون، وقوله باستهزاء «من زمان يا حكيم كنت عمول هالصلحة مش هلأ، شو كنت وفّرت عالبلد شهدا وحروب». كذلك اصيب العونيون بصدمة كبرى، لتحميلهم مسؤولية الغاء الهبة السعودية معتبرين ان ذلك يمس بعزة نفسهم وكرامتهم وشرفهم، وهم علموا ان الرئيس سعد الحريري وراء تحريض الملك سلمان على هذا الامر، وان السعودية لا يمكن ان تلغي هبة الثلاثة مليارات، لولا تحريك الرئيس سعد الحريري لان الرئيس سعد الحريري اصيب بخيبة امل بعد عودته الى لبنان، نتيجة فشل سياسته الرئاسية، ونتيجة عدم تجاوب بقية الاطراف معه في فرض سياسته على الساحة اللبنانية، وقد استاء الرئيس نبيه بري جدا من الغاء الهبة السعودية وأثّر ذلك في علاقته بالرئيس سعد الحريري ووجّه اللوم له لانه لم يعمل على المحافظة على الهبة السعودية بل حرّض على الغائها. اما الصدمة الكبرى فهي عند الشعب اللبناني كيف ان زعيماً يدّعي زعامة الطائفة السنيّة وله نفوذ في السعودية يقوم بتحريض السعودية على الغاء هبة الـ 3 مليارات اسلحة للجيش اللبناني والجيش اللبناني بأمس الحاجة الى السلاح ليقوم بمحافظة الامن في لبنان، ويكون قادرا على ردع اسرائيل من الدخول على الخط الازرق، اضافة الى ان الجيش اللبناني وضع سياسته الدفاعية والعسكرية والتجهيز على قاعدة ان هنالك اسلحة ستأتي بـ 3 مليارات، فاذا به يكتشف ان ذلك سراب ووهم ووعود كاذبة وتحريض من الرئيس سعد الحريري لالغاء الهبة حتى يخضع اللبنانيون لسياسة الرئيس سعد الحريري.
الوضع الحكومي والوضع النيابي اصيبا ايضا بصدمة وانعكس ذلك وسينعكس عدم استقرار على لبنان، اضافة الى ازمة النفايات وازمة الشلل الحكومي وانتقام الرئيس سعد الحريري من العماد ميشال عون، حتى ان البعض نقل عن الرئيس سعد الحريري قوله ان الوقت لمصلحتنا والعماد ميشال عون عمره 81 سنة وهو ليس بصحة جيدة ولا ينقذنا الا موته.
وتقع المشكلة الكبرى ايضا في قانون الانتخابات الذي اتفق فيه الرئيس سعد الحريري مع الوزير سليمان فرنجية على قانون انتخابات الـ 1960 من دون النسبية، والنسبية هي اداة لتغيير جزئي في الطبقة السياسية بدلاً من ان يكون لكل زعيم منطقته ويتحكم فيه اقطاعيا، ويأتي بالنواب الذين يريدهم وخاصة المسيحيون منهم، ذلك ان هنالك اكثر من 20 الى 25 نائباً مسيحياً يسيطر عليهم تيار المستقبل والوزير وليد جنبلاط وحتى فئات اخرى، وبذلك لا تكون المناصفة حقيقية في مجلس النواب، والنسبية سوف تأتي بوجوه جديدة وهو ما لا يريده الرئيس سعد الحريري، بل يريد قانون الـ 1960 كما جرت انتخابات سنة 2000 ووضعه اللواء غازي كنعان ويريد الرئيس سعد الحريري تكرار قانون غازي كنعان مجددا.
وهذا الجفاء المسيحي تجاه الرئيس سعد الحريري بدأ يظهر في صفوف المواطنين المسيحيين ويتكلمون كأننا نحن من قتلة السعودية. وصحيح ان لدينا موظفين كثراً في السعودية، لكنهم عملوا على نهضة المملكة العربية السعودية وعملوا بضمير وشرف وابداع وخلق جديد، مما ساهم في نهضة المملكة العربية السعودية وهم ليسوا مرتزقة يتم ترحيلهم بناء لطلب الرئيس سعد الحريري او غيره. والملك سلمان اكبر من ان يقوم بترحيل اللبنانيين من السعودية ظلماً لانه لا يقبل ذلك، ويعرف ان الشعب اللبناني قام بنهضة المملكة العربية السعودية وعمل كل جهده واستفاد ماديا الشعب اللبناني، كذلك قام بافادة المملكة العربية السعودية.


الى اين يذهب الرئيس سعد الحريري الان؟ الرئيس سعد الحريري وصل الى الحائط المسدود وهو غير قادر على اجراء الانتخابات الرئاسية كما يريد، ولا يستطيع فرض مرشحه لانتخابات الرئاسة ما دام العماد ميشال عون وحزب الله والدكتور سمير جعجع اخذوا موقفا بتأييد العماد ميشال عون، وعبثا حاول اقناع الدكتور سمير جعجع بترك العماد ميشال عون. رفض الدكتور سمير جعجع ذلك وقال انه اتفق على ترشيح العماد ميشال عون لان الرئيس سعد الحريري رشح الوزير سليمان فرنجية دون مشاورته، ودون التنسيق معه. وقال الدكتور سمير جعجع «انك تتدخل يا سعد الحريري في منطقة الشمال، وتقلب الموازين ضدي وتغير الامور على الساحة اللبنانية دون مشاورتي، وانا في 14 اذار معك حليف ولم اخطىء في شيء وكنت صلبا دائما وبقيت في لبنان بينما انت ذهبت الى الخارج وتركتنا وحدنا، ثم فاجأتنا بترشيح الوزير سليمان فرنجية وكأننا غير موجودين، لذلك انا ايدت العماد ميشال عون.

 

ـ الحلف العوني ـ القواتي ـ

اصبحت جماهير العونيين والقواتيين متفقة على رأي واحد وهو انهم لا يقبلون ان يقوم زعيم سني باختيار رئيس جمهورية لبنان، بل يقبلون ان يأتي هو رئيسا للحكومة باستشارات نيابية، لكن ان يختار رئيس الجمهورية الماروني ويفرضه على الشعب اللبناني فهذا امر مرفوض لدى الشارع المسيحي. وفي اجواء الكنائس والرهبانيات والمسيحيين والقواتيين والعونيين رفض كامل لسياسة الرئيس سعد الحريري، مع ان الدكتور سمير جعجع استوعب ديبلوماسيا الامر، وبقي على علاقة شخصية ممتازة مع الرئيس سعد الحريري دون ان يقاطعه، لكنه رفض الذهاب الى باريس ورفض الذهاب الى المملكة العربية السعودية وبقي على موقفه. وهو لن يغير موقفه ويترك العماد ميشال عون وينفذ اوامر الرئيس سعد الحريري، لان المعروف عن الدكتور سمير جعجع انه بقي 11 سنة في زنزانة صغيرة ولم يغير رأيه ولم يخضع للوصاية السورية، فكيف الان يخضع للرئيس سعد الحريري؟ اما العماد ميشال عون فمستمر في ترشحه، كذلك حزب الله قبل انهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان بشهرين رشح العماد ميشال عون، وهو ما زال على كلمته ويرشح العماد ميشال عون ولم يتغير قطعياً، وهو قال لحليفه الوزير سليمان فرنجية انه اتفق مع العماد ميشال عون ولا مشكلة لدينا، فاذا انسحب العماد ميشال عون يمكننا تأييدك. اما طالما ان العماد ميشال عون مرشح لرئاسة الجمهورية، فنحن لن نتركه ومتضامنون معه، لاننا اعلنّا هذا الموقف قبل سنتين وما زلنا عليه.

 

الحياة :

حض زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري الحكومة اللبنانية على «التحرك في اتجاه المملكة العربية السعودية لنرى كيفية إيجاد حل لوقف المساعدات لتسليح الجيش وقوى الأمن الداخلي». وأكد «اننا مستمرون بترشيح الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية».

وكان الحريري زار أمس مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى، وقال: «تحدثنا عن كل الأمور الجارية في البلد، ان كان موضوع رئاسة الجمهورية الذي تعرفون موقفي منه، أو ما حصل بالأمس بالنسبة للموقف السعودي بإيقاف المساعدات للجيش وقوى الأمن الداخلي. ونحن نتفهم هذا الموقف»، مضيفاً: «في هذا الموضوع، لا شك أن المواقف التي اتخذت في الجامعة العربية وبكل المنابر الدولية ضد المملكة، خصوصاً في موضوع السفارة، هو موقف غير عربي، وغير مفهوم، ويجب تصحيح هذا الشيء لأن المملكة كانت دائماً فاعل خير، وكانت تقوم دائماً بكل محبة بمساعدة لبنان، ولم تكن تطلب شيئاً من اللبنانيين الا اصلاح لبنان، لذلك يجب علينا ان نتكاتف قليلاً ونحاول إيجاد حل لهذا الموضوع. ومما لا شك فيه أن الكلام الصادر عن المنابر إن كان من «حزب الله» او من آخرين في اتجاه المملكة هو كلام مرفوض، وهؤلاء لا يمثلون لبنان او السياسة اللبنانية، ونحن تحدثنا مع مفتي الجمهورية بهذا الموضوع، وفي الشؤون الإسلامية التي تهم البلد». وقال: «الذي يتحمل هذا الموضوع هو «حزب الله» و «التيار الوطني الحر».

وعما إذا سيتدخل مع السعودية لحل هذا الموضوع، قال: «نحن نقوم باتصالاتنا في هذا الشأن، واليوم هناك إجماع عربي، والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في ايران علي خامنئي استنكر الموضوع الذي حدث بالسفارة، وماذا يفعل وزير الخارجية جبران باسيل لا يريد أن يسير بالإجماع العربي، فلذلك نحن بالنسبة إلينا يجب أن يكون موقف لبنان مع الإجماع العربي مع العرب»، ورداً على سؤال في ما يتعلق بملف الرئاسة والوسائل التي يمكن ان يعتمدها للضغط والنزول إلى البرلمان وإنهاء الإستحقاق، وإمكانية سحب ترشيح الوزير فرنجية ليكون العماد ميشال عون مرشحاً توافقياً، قال: «ربما الحكيم (رئيس حزب القوات سمير جعجع) لازم يسحب ترشيحه لـ (رئيس تكتل التغيير والإصلاح) العماد عون، ونحن مستمرون وملتزمون بترشيحنا»، مضيفاً: «كل الذي قمت به في وقت كانت الناس ناسية الرئاسة، اننا بادرنا لأننا كنا نرى انه يوجد تعطيل لهذا الموقع الذي برأينا منذ اللحظة الأولى الذي حاولت بكل المراحل ان أقول للناس ان الرئاسة والفراغ فيها هو كارثة للبنان، يوجد ناس كانت تقول انه لا، ليس كارثة، حتى من حلفائنا، فالموضوع بسيط وليكن الفراغ، أما بالنسبة إلي فقد قلت: «لا، مشكلة كبيرة جداً». لكن دعونا ننزل الى المجلس النيابي وننتخب، لأن البلد لم يعد يتحمل، وانظروا الى الوضع الاقتصادي، والاجتماعي، والمعيشي، والإنمائي». وعما إذا كان يعتقد أن جلسة 2 آذار ستنتج رئاسة جمهورية في ظل التباعد الإيراني - السعودي، قال: «لا دخل للايراني او السعودي ولا دخل لأي أحد، كل من يعطل هذا الانتخاب يتحمل المسؤولية، والذي يريد رئيس فلينزل الى المجلس، والذي يريد ان يضعها على ايران والسعودية يستطيع، لكن فعلياً بالآخر هو الحق على بعض الأحزاب التي تعطل انتخاب الرئيس».

 

جعجع: بتمون بس شو رأيك تعمل العكس؟

ورداً على قول الحريري «يمكن لازم الحكيم يسحب ترشيح عون»، رد جعجع في تغريدة بالقول: «بتمون شيخ سعد فما رأيك ان تعمل العكس؟ (سحب ترشيحه لفرنجية)».

والتقى الحريري، في بيت الوسط، أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى برئاسة المفتي دريان، وحضور الرئيس فؤاد السنيورة، وزير الداخلية نهاد المشنوق، النائب بهية الحريري، ومفتي المناطق. وقال: «نمر بمرحلة صعبة جداً، وعلينا كسياسيين، وأنتم كرجال دين، مسؤولية مشتركة وواجب في مواجهة كل محاولات تشويه صورة الإسلام». وأضاف: «التطرف خطر كبير يحدق بلبنان والمسلمين والمنطقة والعالم، وكل الدول باتت تعاني من هذه الآفة المدمرة، ونحن نشدد على التمثل بنهج الاعتدال، ونعمل لتكريسه في سلوكياتنا وممارساتنا، ولكن يجب أن تتكاتف جهودنا وإياكم كل من موقعه، ليس في محاربة التطرف فقط وإنما كذلك في نشر التوعية بين الشباب والجيل الصاعد لتبيان مخاطر التطرف والإرهاب وضرورة تجنب الانجرار إلى تبني الأفكار والدعايات الضالة، وتأكيد أهمية الاعتدال. علينا مسؤولية مشتركة في نشر هذا المفهوم، سواء من خلال الخطب الدينية أو المواعظ والندوات أو المواقف على اختلافها، وأن نعمل يداً واحدة لإنهاء كل عوامل الشرذمة بين المسلمين وأن نحصن الساحة الإسلامية من كل الاستهدافات، لأن وحدة المسلمين هي الركيزة الأساس لوحدة لبنان».

وتطرق الحريري إلى قضية السجناء الإسلاميين، فدعا إلى «الإسراع ببت محاكمة جميع الموقوفين من دون أي تلكؤ أو تأخير لتبرئة من تثبت براءته ومعاقبة من ارتكب أعمالاً إجرامية أو إرهابية، وسنعمل ما في وسعنا لتسريع هذه المحاكمات مع الجهات المعنية».