"واو"، "شو يا قشطة"، "حبيتك وين بيتك؟"، "على رمشي بتمشي"، "اذا قلبك من حجر، أنا قلبي جرافة"، "شو هالجسد يا أسد"...   من منكم لم يسمع هذه التعابير؟ هذه التلطيشات، التي تغزو المجتمع اللبناني، لا تتوقف عند مغازلة الشباب للفتيات، أينما كنّ، بل إن بعض النساء أيضًا، "يلطّشن"، ألم تسمعوا بـ"يا جغل ما يهزّك ريح"؟ كذلك، قد يكون هدف التلطيش إيصال رسالة ما بشكل غير مباشر.   قد يجد البعض لذّة في الاستماع إلى ما يدغدغ الغريزة، في حين أن البعض يشمئز ممّا قد يتخطّى معايير الأخلاق والاحترام.

فالتلطيش ما هو إلّا مغازلة قد تبدأ بكلمات محبّبة، لطيفة وخفيفة، وقد تصل بجرأتها إلى حدّ الإباحية، والتحرش اللفظي. ولكن ما الأسباب الأساسية وراء التلطيش؟ وهل تستمتع النساء بسماع هذه التعابير؟ ومتى تتحوّل المغازلة "الزقاقية" إلى تحرّش؟   انتفاء الوسائل الذكية   التلطيش بشكل عامّ ليس مقتصرًا على جنس واحد، مع العلم أن منسوب التلطيش عند الشباب مرتفع أكثر، بسبب وجود بعض الحشمة التي تضمحل مع مرور الزمن بحسب ما يشرح الدكتور نبيل خوري الاختصاصي في علم النفس العيادي لـ"لبنان 24".  

أمّا الأسباب الرئيسية للتلطيش، يكشف خوري عن حالتين، فإمّا أن الشخص يرى أمامه مشهدية تحرّك مشاعره الغرائزية والجنسية، أو يرى في الوجه المقابل لطفًا وقبولًا، يرغب بالتفاعل معه، ولكن عند انتفاء الوسائل الذكية لجذب الطرف الآخر، يلجأ إلى استخدام عبارات استمالية تنتفي فيها الثقافة، ويعتبر أن "التلطيش ليس لائقًا بأي شكل من الأشكال، ولا مهذّبًا ولا مثقفًا".

  تلطيش الرجل   وعند سماع النساء للتلطيش، يوضح الدكتور خوري لـ"لبنان 24"، أن "هناك نوعين من ردود الافعال؛ من تَفرح لأنها سخيفة وساذجة، وهدفها أن يتم تلطيشها وتسعى للفت النظر، فترتدي تنورة قصيرة، تُبقي صدرها شبه عارٍ، وتتبرّج بطريقة فاحشة، بالمختصر إنّها الفتاة السطحية، أمّا التي تنزعج من التلطيش، فقد تكون متأنقة ومرتبّة، وحتّى مغرية، إلّا أنها محتشمة ولا تظهر الفاحشية الواضحة، مع العلم أنها تحتفظ لنفسها، من الداخل، بفكرة أنها مرغوبة من شخص آخر".

  في المقابل، في الكثير من الأحيان، "لا يكون التلطيش مفيدًا مع الرجال"، وفق خوري الذي يشير إلى أنه "يتخذ شكلًا مختلفًا، ويكون أكثر ذكاء، فغالبًا ما تصدر العبارات على مائدة الطعام، وبالتالي يشعر الرجل بالراحة، ولا ينزعج، إذ يتأكد من أنه موضع ترحاب وتقدير". ويضيف: "صيغة تلطيش الرجال تكون محاكاة لطاقته، وقدراته التفاعلية، فتتوجّه لشكله، سيارته، ملابسه... فالاستمالة على علاقة مباشرة بالشكل الخارجي، الذي يعكس سلطة"، لافتًا إلى أن "الوسيلة المثلى لاستمالة النساء هي السلطة والمال".

  تحرّش وبذاءة ملطفة   التلطيش قد يكون أحيانًا لطيفًا إلّا أنه يخرج عن الحدود الخلقية المسموحة، يشرح خوري أنه "قد يشمل قلّة الادراك وسوء التواصل، خصوصًا عندما تتمحور حول فكرة الجنس والأمور الجسدية، فتتحوّل "اللطشة" إلى تحرّش، إنها نوع من البذاءة الملطفة"، معتبرًا أنه "يجب ألا يكون التلطيش وسيلة تعارف إذ من الممكن أن يتحوّل لاحقًا إلى احتقار".   من جهة أخرى، يؤكد خوري أن "منسوب الانزعاج يرتفع مع منسوب البذاءة في التلطيش، خصوصًا إن كان "المستهدف" برفقة شخص آخر، الخطيب أو الشقيق مثلًا، فيشعر الأخير بأنّه خطّ الدفاع الأوّل للحماية، بالاضافة إلى أن ذلك يُعتبر نوعًا من خدش الكرامة وتحطيم الكبرياء والرجولية، ما يستفزّه. مع الاشارة إلى أنه "إحصائيًا، الشقيق يدافع عن الفتاة أكثر من الحبيب".

لبنان24