تخوض مدينة طرابلس اليوم تجربتها الآسيوية الأولى في تاريخها الكروي، عندما يلعب ممثلها بطل كأس لبنان للموسم 2015 فريق «طرابلس» مباراته الأولى ضمن هذا الإطار مع بطل قيرغستان «إف سي آي» على أرض «ملعب رشيد كرامي الدولي» عند الواحدة والنصف ظهراً، في الدور التمهيدي لـ «كأس الاتحاد الآسيوي بكرة القدم»، وسط التفاف واحتضان كاملين من قبل الجمهور الطرابلسي والشمالي الذي يتطلع لوصول فريقه الى مراكز متقدمه على الصعيد الآسيوي بما يساهم في رفع اسم عاصمة الشمال عالياً وحجز مكان لها على الخارطة الكروية الآسيوية.

وقد اكتملت الاستعدادات اللوجستية للمباراة، حيث وصل الفريق الضيف وخاض تدريباته أمس، كذلك وصل مراقب «الاتحاد الآسيوي» الأردني منعم فاخوري ومراقب الحكام البحريني جاسم محمد محمود عبد الكريم، إلى الطاقم التحكيمي اليمني للمباراة المؤلف من أحمد الكاف وأبو بكر العمري ومحمود المجارفي ورشيد الغيثي.

وسيستضيف «ملعب رشيد كرامي» الفريقين وجمهوره اليوم بحلة جديدة، بعد ورشة التأهيل التي خضع لها على نفقة «جمعية العزم والسعادة الاجتماعية» بتوجيهات من الرئيس نجيب ميقاتي بالتعاون مع بلدية طرابلس، لكي يكون الملعب مستوفياً شروط «الاتحاد الآسيوي» على صعيد المدرجات والمنصات وتجهيزات التكنولوجيا والإنترنت، وغرف اللاعبين والمراقبين والحكام والصحافة المرئية والمكتوبة.

وتتخذ مباراة اليوم أهمية قصوى، لكونها بمثابة «مباراة كأس» وهي ستكون فاصلة، حيث يلتحق الفريق الفائز بالمجموعة الآسيوية الثانية التي تضم «الفيصلي» الأردني، «نفط الوسط» العراقي و«الاستقلال» الطاجيكي، لذلك فإن الجمهور الطرابلسي والشمالي واللبناني سيكون خلف ممثله لدفعه نحو تقديم أفضل ما لديه وصولاً الى الفوز في المباراة.

وخاض «طرابلس» أمس، آخر تدريباته تحت قيادة مدربه السوري نزار محروس الذي عبر عن رضاه على عناصر الفريق الذين لديهم الرغبة بأن يقدّموا أنفسهم بشكل جيد، لا سيما أنها المباراة الآسيوية الأولى لهم، وأضاف: «تُقام المباراة في ظروف صعبة، خصوصاً أنني تسلّمت مهام التدريب قبل نحو أسبوعين، وقد ركّزنا على الأمور الفنية السريعة التي تمكّننا من اجتياز الفريق الخصم والانتقال الى المجموعة الآسيوية، وعندها سيكون المجال مفتوحاً أمامنا لمزيد من الاستعدادات».

من جهته، يقول رئيس النادي وليد قمر الدين: «هذا الاستحقاق الآسيوي الهام، حتّم علينا الاستعداد الإداري والفني لتكون طرابلس على مستوى الحدث، بما يجعلها تعكس صورتها الرياضية والحضارية على مستوى آسيا، وقد أبقينا اجتماعاتنا مفتوحة منذ فترة، من أجل تجهيز الملعب ليستوفي شروط الاتحاد الآسيوي، ورفع المستوى الفني للفريق، وتأمين الحشد الجماهيري والإعلامي لمواكبة المباراة».

ويضيف قمر الدين: «لقد استعانت إدارة النادي بكوادر وقطاعات جمعية العزم والسعادة بطلب مباشر من الرئيس نجيب ميقاتي لتأهيل الملعب، حسب المواصفات المطلوبة من الاتحاد الآسيوي. وساهمت مشكورة بلدية طرابلس بأجهزتها الكاملة على إكمال التأهيل ليتناسب مع الحدث».

على الصعيد الفني، يتابع قمر الدين: لقد استقدمنا المدرب السوري القدير نزار محروس ومساعده أحمد كلاس اللذين يتمتعان بخبرة عالية على الصعيد الآسيوي، كذلك استقدمنا المدافع السوري محمد اسطمبلي، وانضم إلينا أيضاً اللاعب محمد غدار على سبيل الإعارة من «نادي النجمة» الشقيق، ونحن قمنا بالاستعدادات اللازمة، ونأمل أن نقدّم للجمهور اللبناني كرة قدم حديثة وممتعة وأن يكون الفوز بالمباراة حليفنا من أجل التأهل الى تصفيات المجموعات».

ويؤكد قمر الدين أن الحشد الجماهيري لعشاق كرة القدم الشمالية واللبنانية سيكون على مستوى الحدث الآسيوي، لافتاً الانتباه الى أن مسؤولي الروابط يعملون ليلاً ونهاراً لحشد أكبر عدد من المشاهدين، ولهذا الغرض أعطت إدارة النادي فرصة للذين لا يستطيعون دفع ثمن بطاقات الدخول بتخصيص المدرج الشرقي مقابل المنصة الرئيسية مجاناً، أما الدخول إلى المدرج الغربي فسيكون بموجب بطاقات مدفوعة تتراوح بين خمسة آلاف للمدرجات العادية، و15 ألفاً للدرجة الأولى، و50 ألفاً للمنصة الرئيسية، كما قمنا بتخصيص الإعلاميين ببطاقات خاصة وبمركز على المدرج الغربي لمتابعة المباراة بوضوح عدا عن المركز الإعلامي وغرفة المؤتمرات الصحافية المطلوبة من الاتحاد الآسيوي.

ويختم قمر الدين: إن المهمة صعبة، وهذه المرة الأولى التي تمثل فيها طرابلس آسيوياً، لكن بدعم الجمهور اللبناني والشمالي والطرابلسي وكل الغيورين والمحبين سنكون قادرين على تحقيق الفوز.