حذرت منظمة «أطباء بلا حدود» من أن أوضاع اللاجئين السوريين قرب الحدود التركية يائسة، في وقت تواصل الطائرات الروسية تأمين تغطية تدميرية لقوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية التي تضغط لاحتلال مزيد من القرى والبلدات في ريف حلب الشمالي، ضمن خطة للوصول إلى الحدود التركية. أما أنقرة التي ناشدتها الدول الأوروبية فتح حدودها أمام تدفق اللاجئين، فإنها أكدت أن حدودها مفتوحة أمام الحالات الطارئة.

ووصفت رئيسة بعثة «أطباء بلا حدود« الى سوريا موسكيلدا زنكادا وضع النازحين السوريين الذين تجمع القسم الأكبر منهم في محيط مدينة أعزاز بـ»اليائسة». وأشارت الى عدم توفر أمكنة كافية لإقامة النازحين بالإضافة الى نقص في المياه ومشاكل في الصرف الصحي في مناطق عدة. وتحدثت عن قصف تعرضت له ثلاثة مستشفيات تدعمها المنظمة في ريف حلب الشمالي.

وقال مأمون الخطيب، مدير وكالة «شهبا برس في حلب«، «نصبت نحو 500 خيمة على الجانب السوري (...) وعلى الرغم من ذلك فإن أعداد الأسر التي افترشت العراء، إن كان على الطرق أو في البساتين وحتى المساجد أكثر من تلك التي حصلت على خيمة تؤويها».

وقال مسؤول تركي رفض الكشف عن اسمه لوكالة «فرانس برس«، ان «الحدود مفتوحة للحالات الطارئة»، مشيرا الى «دخول سبعة جرحى الجمعة الى تركيا وآخر يوم السبت لتلقي العلاج».

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان السبت أن بلاده مستعدة لفتح حدودها امام اللاجئين السوريين. وقال «يسد النظام الطريق على قسم من حلب (...) اذا وصلوا الى ابوابنا وليس لديهم خيار آخر، واذا كان ذلك ضروريا، فسنضطر الى السماح لاخواننا بالدخول».

ولم يحدد اردوغان متى إمكانية فتح الحدود فيما لا يزال معبر اونجوبينار (باب السلامة من الجهة السورية) مغلقاً امام النازحين، وفق صحافية لفرانس برس في المكان.

وقال حاكم منطقة الحدود في معبر كيليس سليمان تبيز السبت ان تركيا تتولى رعاية حوالى ثلاثين الفا من اللاجئين الذين تجمعوا حول مدينة اعزاز السورية القريبة خلال اليومن الماضيين. وتحدث عن امكانية وصول 70 الفاً آخرين الى المنطقة الحدودية.

وبحسب المرصد السوري فر اكثر من 40 الف مدني من بلدات وقرى استعادتها قوات النظام خلال هجومها في شمال حلب. كما فر آخرون من بلدات واقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة بسبب القصف الجوي الكثيف.

هولاند وميركل يناقشان الازمة

وأكدت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن أزمة المهاجرين التي جلبت أكثر من مليون شخص إلى أوروبا العام الماضي تحتاج إلى حل على مستوى الاتحاد الاوروبي. 

والتقى الزعيمان في ستراسبورغ على الحدود الفرنسية - الالمانية لمناقشة جدول أعمال القمة الاوروبية القادمة التي تعقد في 18 و19 شباط الجاري. وعقدا اجتماعاً غير رسمي قبل أن ينضما إلى رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز على العشاء.

وقال المصدر الفرنسي إن ميركل وهولاند ناقشا أيضا «بواعث قلق قوية مشتركة» بشأن الوضع في سوريا.

ميدانياً، تواصل قوات النظام والميليشيات الإيرانية تقدمها، وتدور اشتباكات جنوب قرية كفين التي تفصله عن بلدة تل رفعت، احد اهم معاقل الثوار في ريف حلب الشمالي، وفق المرصد.

وتتواصل الاشتباكات في محيط بلدة بيانون الواقعة على طريق الامدادات الرئيسي بين مدينتي حلب جنوبا واعزاز شمالا. وتترافق الاشتباكات في ريف حلب الشمالي مع غارات جوية روسية مكثفة، بحسب المرصد.

وقال مصدر للنظام لـ»فرانس برس» ان «الهدف الرئيسي لكل الجبهات هو قطع طرق الامداد، والانتقال إلى جبهات أخرى». واوضح «تتسم معارك ريف حلب بالمساحات الشاسعة، والأرض المنبسطة، والطبيعة الجغرافية غير المعقدة، التي يسهل معها انتقال الجنود والآليات».

واستعادت قوات النظام منذ بدء هجومها الاثنين بلدات عدة في ريف حلب الشمالي، بينها حردتين ورتيان، وكسرت الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، ونجحت في قطع طريق امدادات رئيسية للفصائل المقاتلة بين الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها في مدينة حلب وتركيا. وفي ضوء ذلك، نجحت قوات النظام بتضييق الخناق اكثر على الاحياء الشرقية للمدينة حيث يعيش حوالى 350 الف مدني، وفق المرصد.

ولم يبق امام مقاتلي الفصائل سوى منفذ واحد يتعرض ايضا لقصف جوي في شمال غرب المدينة باتجاه محافظة ادلب (غرب) الواقعة بالكامل تحت سيطرة الفصائل المقاتلة باستثناء بلدتين.

ولا يقتصر الامر على قوات الاسد والمسلحين الموالين لها، اذ سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية خلال الايام الماضية على قريتي الزيارة والخربة وتلال الطامورة، وفق المصدر العسكري.

وبالتالي يقول المصدر ان «الفصائل المسلحة اصبحت بين فكي كماشة، الأكراد، والجيش السوري»، وذلك رغم «عدم صدور أي تصريح رسمي عن تنسيق كردي ـ سوري معلن».

وفي ريف دمشق، سيطر جيش الأسد على المنطقة الفاصلة بين داريا ومعضمية الشام في ريف دمشق الجنوبي، وفق الإعلام الرسمي والمرصد السوري، فيما أعلن «جيش الإسلام» مقتل أكثر من 50 عنصراً وتدمير دبابة «تي 72» وعربة «بي ام بي» في محيط «اللواء 39» في الغوطة الشرقية.

وأوضح أن الثوار أردوا هذا العدد من القتلى خلال تصديهم لهجوم شنته قوات النظام المتمركزة في «اللواء 39» صباح امس على بلدتي تل الصوان وتل كردي بالغوطة الشرقية ما أدى لانسحاب من تبقى من القوة المهاجمة.

وعرض نشطاء من المعارضة شريط فيديو عبر موقع «تويتر» يظهر مقاتلين مسلحين وهم يطلقون النار على جنود للنظام وقعوا في فخ نصب لهم.

وفي درعا، تسبب تقدم قوات النظام وميليشياته وسيطرتها على مدن في المحافظة والغارات الروسية اليومية التي تستهدف مدن وبلدات المحافظة، بنزوح قرابة 150 ألفاً من أبناء المحافظة.

(أ ف ب، رويترز، زمان الوصل، سوريا مباشر)