التعبئة الطلابية جهاد تربوي

 بعد احياء ذكرى عاشوراء ، و بث الندبيات و اللطميات، بعد اقامة مجالس العزاء وبعد رفع الأعلام و الشعارات الحزبية تيقن ان هذا الصرح الوطني التربوي خرج عن كنف الدولة و تحول الى جامعة حزبية تنتمي إلى حزب من هنا وحركة من هناك تسيطر على كل المفاصل فيها.
مسلسل استملاك الجامعة اللبنانية لا يقتصر على الأعلام و الشعارات فبعد إنشاء حسينة بالحدت ووصول سيطرة الأحزاب إلى حد التدخل في المواد الدراسية ، ندرك ان الطائفية و السياسة تلعبان دورا اساسيا في نتائج الإمتحانات.فكل ما نراه او نسمع عنه لا يتعدى نقطة في بحر الواقع المرير الذي يعيشه الطلاب فمثلا ارتقى أحدى الأحزاب بإلغاء مادة رسم العري التي تشكل مادة اساسية لطلاب الفنون التشكيلية و ذلك تحت زرائع دينية والمريب في الموضوع هو صمت الإدارة التي تنأى بنفسها عن اخذ التدابير اللازمة من أجل لملمة ما تبقى من هيبة للجامعة اللبنانية.

لم يبق شيئا لم تتقاسمه الأحزاب,حتى العنوان بات مسيسا  فعنوان "الجامعة اللبنانية للجميع" ليس الا وهم فكل شيء يبرهن انها جامعة حركة من هنا وحزب من هناك فبعيداً عن المناسبات الدينية وحتى في الأيام العادية تطل عليك صور الشهداء و الرايات المنتشرة كيفما توجهت حتى يخال إليك انك في مربع امني.


. طلاب من جميع الفئات من جميع الأحزاب من جميع المذاهب و الطوائف لا يمكنهم حتى الإعتراض، بل عليهم فقط الرضوخ للأمرالواقع والتأقلم مع هذه الفئة الحزبية المسيطرة.

انه حكم القوي يا سادة، كل من يعارض يتعرض للتهديد او الإبتزاز و الضرب فلماذا لا نرى شجرة ترفع و مغارة تبنى بمناسبة الميلاد المجيد ؟ ام انه حلال على غيري و حرام علي.

لماذا تعتبر ممارسات البعض ديمقراطية وتندرج تحت حقهم و حريتهم في التعبير ، وكل نشاط او عمل يبادر اليه غيرهم هو استفزاز ؟

 لماذا تتستر الإدارة عن هذه التجاوزات ؟

 أخيرا،لا يسعنا إلا ان نقول هنيئا للبنان بجيل الأحزاب و التطرف المذهبي. فان الجامعة اللبنانية نموذج مصغر عن البلد فهل اقتصر الأمر على هذا الصرح التربوي في حين ان الفساد مستشري في جميع مفاصل الدولة ؟

 

 

أ.ب