رغم إصابته بالشلل بنسبة 75 في المئة، إلّا أنّ مايكل حداد لم يستسلم وأصرّ على تحويل الإعاقة إلى رسالة عالمية لا وطنية فحسب.... والبداية كانت إنطلاقاً من غابة أرز بشري وصولاً إلى غابة أرز تنورين اللتين تبعدان عن بعضهما 19 كلم. هذه المسافة تجاوزها مايكل حداد حاملاً الأرزة على ظهره (60 ألف فشخة) مَشياً على الأقدام، في الرابع والعشرين من تشرين الأول من العام 2013، ليحقّق رقماً قياسياً نسبة لشخص في حالته.

وتابع مايكل رسالته في عمل قياسي جديد في 8 حزيران 2014، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمحيطات، حيث تسلّق صخرة الروشة بعد خضوعه لتمارين ومتابعة من فوج المغاوير. أما الرقم القياسي الثالث الذي حقّقه فكان في 8 آذار 2015 حين تسلّق القرنة السوداء والتي تُعتبر أعلى قمّة في لبنان وتبلغ 3,088 متراً.

واليوم تقوم الجامعة اللبنانية الأميركية بدراسة على المستوى الطبّي بإشراف الدكتور يوسف قمير، لمعرفة كيفية تلقّي دماغ مايكل الأوامر والتي بالتالي تمَكّنه من المشي. ومن جهة ثانية، ستُتابع هذه الدراسة في باريس لمعرفة كيف يستطيع أن يقوم بكلّ هذه الحركات رغم حالته الصحّية.

صعود برج إيفل

هدفه اليوم كسر أرقام قياسية في العالم وليس فقط في لبنان، يقول مايكل حداد في حديثه لـ"الجمهورية"، ويشير: "هناك مشروعَان نعمل عليهما الأوّل صعود برج إيفل، والثاني تسلّق القطب الشمالي". مُضيفاً: "تأتي أهميّة تسلّق القطب الشمالي بسبب تغيّر المناخ في العالم، وسنصل إلى وقت سيذوب فيه هذا القطب وعند ذوبانه ستختفي دول".

ويُواصل: "رسالتي اليوم التغيير أوّلاً، أيْ كلّ شخص يمكنه أن يُحدث تغييراً ولو بشكل بسيط. ماذا يستطيع أن يقدّم كلُّ شخص للآخر؟ عندما نكون جميعنا مجتمعين، وعلى هدف واحد، نحمل رسالة واحدة من لبنان إلى العالم".

مايكل يرى أنّ "العروض التي يقدّمها بحاجة إلى ثلاث نقاط: التميّز، الاتّحاد (عمل مع فريق) والقِيَم الإنسانية".

حادثة طريفة

وعن حادثة طريفة حصلت معه يروي لنا مايكل: "عندما قررتُ اختبار المهمة لمسافات طويلة مع المغاوير من أرز بشري إلى أرز تنورين، توقّفت الآلية العسكرية بنا في مكان وعر نوعاً ما، ظنّ النقيب روجيه الراعي أنّ الآلية تعطلت، غير أنّ الأمر كان عكس ذلك إذ كان عليّ في حينها المشي من هذه النقطة، عندها نظر إليَّ بغرابة، لم يصدّق الأمر متسائلاً: ماذا تفعل؟ هل تودّ أن تنتحر؟"

مايكل حداد يحبّ أن يبرهن عمّا يودّ القيام به بالعمل لا بالكلام، وفق ما يروي لنا، ويضيف: "ثمّة أشخاص ينظرون لكنّ قلّة هم الذين يقولون شيئاً ما ويقدّمونه. أرغب أن أقوم دائماً بعمل يحمل رسالة... هدفي اليوم واضح وأعمل عليه من أجل الناس ورفع إسم لبنان عالمياً".

( الجمهورية)