لقد فجرت حلقة بلا تشفير على قناة الجديد مع نوح زعيتر رتابة الحياة السياسية والإعلامية والإجتماعية في لبنان، وكانت الحلقة محط سجالات عديدة لناحية الضيف والمضيف وما تضمنته من مواضيع .

استغربت أوساط عدة كيف يمكن لمحطة الجديد استضافة نوح زعيتر كشخص مطلوب للعدالة والقضاء، وكيف جاء وكيف حضر في ظل صمت مطبق للقضاء والأجهزة الأمنية المعنية . من ناحية أخرى كانت الحلقة جريئة في مقاربة موضوع زراعة الحشيش وكأن لبنان وأجهزته ليسا معنيين بما يحصل على هذه الشاشة من ترويج للممنوعات والمطلوبين حيث كانت الحلقة مناسبة لتكريس زراعة الحشيش وهو الأمر الذي ترفضه الأجهزة ويعاقب عليه القانون.

أن تستضيف الجديد نوح زعيتر كسبق إعلامي هو أمر طبيعي لكن ما هو غير طبيعي استضافة مطلوب وفي نفس الوقت يؤكد على أفعاله وأعماله المخالفة للقانون من خلال قناة الجديد.

لقد تركت الحلقة مع زعيتر أجواء كوميدية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي ولوحظ إنقياد المجتمع اللبناني إلى التعاطي مع الحلقة كمادة للسخرية والمزاح حيث اجتاحت مواقع التواصل موجة كبيرة من التعليقات على هذه الحلقة واعتبر معظمها نوح زعيتر كبطل لبناني استطاع أن يكون نجما كبيرا على هذه المواقع بالإضافة انتشار المقابلة هذه بسرعة البرق على كافة الوسائل الإعلامية المحلية ويؤشر ذلك إلى بحث المجتمع اللبناني والرأي العام اللبناني عن أي جديد يكسر رتابة المشهد السياسي الذي ما زال متوقفا على مشهد المبادرات السياسية حول الملف الرئاسي وقد أدى هذا المشهد إلى حالة ملل كبيرة سئمها اللبنانيون على اختلاف طبقاتهم وباتوا بحاجة إلى مشهد جديد يكسر رتابة المشهد فكان البطل نوح زعيتر على بساطته وعفوية الذي إستطاع ان يدخل إلى كل بيت لبناني .

إن هذا المشهد يختصر المزاج اللبناني الذي بات يميل إلى روح الكوميديا والفكاهة في مقاربة الحياة السياسية في البلاد بعدما سئم هذا المواطن من الروتين السياسي الذي لا طائل منه في معالجة القضايا والملفات العالقة .