لا تيأس أيها المواطن اللبناني    انك تعيش في ظل دولة القانون، دولة العدل، ودولة الحقوق، تعيش في "وطن" يقتصر فيه دور الدولة على تأمين حقوق المواطنين وصون سيادتهم، حريتهم و سلامتهم  ولكنك تجهل ذلك، والدليل على ذلك أخر فضيحة قضائية عن قوى الأمن الداخلي، فبالإضافة إلى القائمة الطويلة لإنجازات الدولة، من تنصيب رئيساً للجمهورية إلى أزمة النفايات، ضبطت كمية كبيرة من الكبتاجون في سيارة أبو علي نجيم. 

أبو علي نجيم هو الإسم المستعار للضابط الذي كان قائد فوج التدخل السريع في قوى الأمن الداخلي، و طبعاً فإن هذا المنصب في دولة القانون يعطي لصاحبها صلاحيات واسعة، ليس اخرها منع العناصر المشرف عليها من قتال المسلحين في عرسال وتسليمهم إلى الشيخ مصطفى الحجيري (أبو طاقية).

وبالطبع هذا ما يمهد لكي لا تتفاجأ بأن  قائد فوج التدخل هذا، هو  أيضاً خبير في صناعة وبيع الكبتاجون، ولا تتفاجأ ايضا ان من يجرؤ على إستعمال اليات عسكرية والإستعانة بالعناصر الأمنية معه، يترك بموجب سند إقامة!  أجل..  أهلاً بك في دولة تسعى فيها السلطة إلى حماية الطاغية والمجرم في حين وفي المقابل يموت المواطنون على أبواب المستشفيات..  

أهلا بك في دولة لا تخجل من دموع أمهات طالما انحنوا أمام منازل السياسييين وتحدّوا صقيع الشتاء في رياض الصلح ليعودوا أبناءهم سالمين غانمين، فما عاد منهم إلا جثثا مكلّلة برائحة الإنتصار والشهادة..

نعم..ماذا نقول لأمهات علي السيد وعلي البزال، وعباس مدلج؟ لكننا في دولة القانون هذه التي تتبع شريعة الغاب، انقلبت الموازين، طبعاً..

ليصبح البريء مجرماً والمجرم بريء. و يموت الأبرياء للحفاظ على تركيبة سلطة فاسدة، أشبه منها إلى المافيا أكثر من أي شيء أخر،  ولقد إتفق هؤلاء الزعماء على محاصصة هذه الأرض، فكلٌ يسعى للتأثير في جمهوره الذي أعمته الطائفية والعنصرية و جعلته يظن أنه الأفضل. 

وتلقى هذه السلطة شرعيتها من عقد إجتماعية عميقة ومستعصية تتلخص بشعور الفوقية، ألا يكون ذلك هو سبب سكوت المواطن ورضوخه للأمر الواقع؟

ألا يكون ذلك السبب وراء انتظاره التيار الكهربائي منذ نصف قرن الى الأن؟

أو ربما يكون هذا الشعب قد إستسلم و فقد الأمل. فما معنى حياته إذاً؟

أليس هذا ما يدفع بشبابنا إلى الإنحراف و تعاطي المخدرات؟ أما الحجة فهي المقاومة!...أجل المقاومة.

المقاومة حقنا و واجبنا ولكن عندما يكون هناك وطن! و ما معنى المقاومة في بلد لا أمل منه ولا أمل من سلطته الفاسدة.                                                                                           

  المقاومة؟

أجل أيها الشعب انها تناديكم!

تناديكم أولاً ضد من يسرق رغيف الخبز من أفواهكم، ضد من يعبث بحقوقكم و ينتهك حرياتكم، ضد من يقتل شبابكم ويدمر أحلام أطفالكم.