افتتحت قناة «الجديد» نشرتها المسائية، أمس الأول، بعنوان «أصغر مطلوب يمثل أمام المحكمة العسكرية».

عُرض الموضوع كمادّة أولى في النشرة على شكل نقل مباشر لمراسلة القناة حليمة طبيعة من منزل الطفل حسين سعد (8 سنوات) في عدلون. توحي الأهمية المعطاة للموضوع أنّ القناة انفردت بسبق صحافيّ، لكنّ الخبر الذي استدعى نقلاً مباشراً في المساء، كان حاضرًا حصرياً منذ الفجر على صفحات جريدة «السفير» تحت عنوان «طفل في المحكمة العسكرية: تشابه أسماء!» بتوقيع الزميلة لينا فخر الدين التي حضرت الجلسة، وكشفت عن الملفّ للرأي العام.

مراسلة «الجديد» استندت إلى تقرير «السفير» من دون أن تذكر المصدر، وجلّ ما فعلته كان إظهار الطفل على الشاشة وسؤال والدته عن ملابسات الحادثة. كما استنكرت الضرر النفسي الذي لحق به، من دون التنبّه الى الضرر الإضافي الذي قد يلحق به جراء استجوابه مرّة جديدة لكن أمام الكاميرا.

توجّهت طبيعة إلى الطفل بمجموعة من الأسئلة: «حسين إنت مبارح رحت على المحكمة؟ وكنت زعلان وعم تبكي ليش؟ وين كان لازم تكون مبارح؟ بالمدرسة؟».

الزميلة لينا فخر الدين أشارت إلى أنّها تلقَّت اتصالاً من مراسلة «الجديد» للاستيضاح عن اسم الطفل الكامل للبحث عنه، كما تلقت اتصالات مشابهة من زملاء في وسائل إعلام أخرى.

وتلفت فخر الدين إلى انها تقدّر جهد طبيعة في البحث عن الطفل لكنّ التقرير لم يكن ليظهر على الشاشة لولا المادة المنشورة في «السفير»، لذلك كان يجب ذكر المصدر حفاظًا على الأخلاقيات المهنية.

فخر الدين لفتت إلى أنّها ليست المرة الأولى التي تشاهد فيها تقاريرها ومواد أخرى من صحفٍ زميلة تتحوّل إلى تقارير مصوّرة في نشرات الأخبار أو مواضيع على مواقع إلكترونيّة من دون أي اشارة إلى المصدر.

لذلك تبقى الصحف المكتوبة الشرارة الأولى لكثير من المواضيع الاخباريّة في نشرات الأخبار التلفزيونيّة بحسب فخر الدين. لا تنطلق المواضيع الصحافيّة والتقارير التلفزيونيّة من العدم، ومن البديهي أن يستند بعض منها إلى نتاجٍ سابق لاستكمال معلومات أو طرح زاوية جديدة أو التوسع في معالجة نقاط معينة...

لكنّ ذكر المصدر في كلّ تلك الحالات لا يكلّف كثيراً.

السفير