للمرّة الأولى بعد فوز جورجينا رزق بلقب ملكة جمال الكون في العام 1971، حقّقت ملكة جمال لبنان للعام 2015 فاليري أبو شقرا (23 عاماً)، تقدّماً كبيراً في مسابقة جمال عالميّة. اختيرت ابنة بيروت بين المنافسات الخمس النهائيّات في مسابقة ملكة جمال العالم التي نظّمت في الصين الشهر الماضي. وبالرغم من عدم فوزها باللقب، لفتت أنظار المتابعين على مواقع التواصل، فرشّحوها للفوز بالتاج، واحتجّ بعضهم بعد إعلان النتيجة وفوز ملكة جمال اسبانيا. في حوارها مع "السفير"، تتحدّث أبو شقرا عن كواليس الحفلة، وعن أنشطتها كملكة جمال لبنان.    

- حدّثينا عن تجربتك في مسابقة "ملكة جمال العالم"؟ هل توقعت الوصول إلى النهائيّات؟   كانت تجربة أكثر من رائعة ومفيدة، رافقها برنامج عمل طويل وتدريبات مكثّفة. استغربت في البداية ردّ فعل بعض الملكات على ترشيح لجنة الحكم لاسمي بين أفضل خمس متباريات، فبعضهنّ لم يرحّب بوجودي، وشعرت بأنّي غريبة، وبأنّ المنافسة جديّة، ما تسبّب لي ببعض الضغط النفسي. مع الوقت تخطيت ذلك الحاجز معهنّ، وتأقلمت مع طبيعة البرنامج، وحاولت تمثيل بلدي أفضل تمثيل.   لم أتوقّع أبداً الوصول إلى المرحلة النهائيّة، لأن الاهتمام انصبّ على ملكات جمال البلدان الكبرى، ولم ألحظ بأنّ الأنظار موجّهة لي أبداً.

لكنّي شعرت ببصيص أمل في الحفلة التي تسبق الحفلة النهائيّة بأيّام، حين كُشفت علامات المقابلة الأولى مع المُحكّمين، وجاء اسمي في المرتبة الأولى.  

  - هل شعرت أنّ هناك تمييزاً تجاهك لأنّك عربيّة؟   تعرّضت لمواقف محرجة تثير الضحك بصراحة. على سبيل المثال، استغربَت بعض المتباريات أنّ لبنان ينظّم مسابقات جمال، واعتقدت بعضهنّ أن لبنان يشارك للمرّة الأولى في ملكة جمال العالم، واستغربت أخرى بأنني أظهر في لباس السباحة، وسألت: "هل يحقّ لكنّ ارتداء المايوه في لبنان؟". بعضهنّ يجهلن موقع البلد الجغرافي، وكنّ يسألنني إن كان الوضع فيه سليم وآمن، وإن كان هناك حرب.. أمّا غير ذلك فلا يعرفن شيئًا، واستغربن أن لدينا بحر ومناظر طبيعيّة جميلة.

    - برأيك هل تلقيت الدعم الكافي من بلدك؟   ساعدتني "المؤسسة اللّبنانيّة للإرسال" في أمور كثيرة، وشجّعت اللّبنانيين على التصويت لي، لكن الوقت كان قصيراً جدّا للتحضير قبل مسابقة ملكة جمال العالم. حضّرنا الملفّ قبل عشرة أيّام فقط، مع فريق عمل القناة.

احتجت إلى تصوير فيديو خاص يعرض مسيرتي، والى مدرّب رقص ومنسّق ملابس.. أمّا من الوزارة والدولة فلم أشعر بوجود أحد إلى جانبي، حتى أثناء تواجدي في المسابقة. فرحت بوجود أهلي في الحفلة، ولأنّي سمعت صدى كلمة "لبنان" في المسرح كلّه، وفرحت بمتابعين شجّعوني من بلدان مختلفة، سواء من ذهبوا للقائي في الفندق بعد الحفلة، أو من كتبوا دعماً لي على "تويتر".  

  - خلال الحفلة وبعدها حظيت باهتمام كبير في الإعلام الغربي، هل تلقّيت عروضاً للتمثيل أو عرض الأزياء على صعيد عالمي أثناء مشاركتك في المباريات؟   تلقيت الكثير من العروض، لكنّي أودّ أن أصبّ تركيزي على أنشطتي كملكة جمال لبنان حاليّاً، وعلى عملي في الجمعيّة الخيريّة التي أسستها ومنحتها اسم just care المأخوذ من اسم شقيقتي جوستين التي تعرّضت لحادث.

حدّدت أهداف الجمعيّة انطلاقاً من تجربة عائلتي بعد تعرّض أختي للحادث، وكيف استطعنا أن نتخطّاه وساندنا بعضنا البعض. وتلك تجربة يهمّني أن أنقلها إلى العائلات الأخرى التي تواجه ظرفاً مماثلاً، وتكون غير قادرة على احتواء الوضع، وإيجاد الحلّ المناسب، وتحتاج إلى توجيه.  

  - هل تزعجك بعض الانتقادات السلبيّة التي وجّهت لكِ؟   أتذكّر دائماً التعليقات السلبيّة لحظة انتخابي ملكة جمال لبنان، عندما بكيت قبل إعلان النتيجة، لكن بعد ذلك لم أتلقَّ سوى الدعم والتعليقات الإيجابية والمؤيّدة. وكل إنسان قادر أن يصل إلى ما يريده إذا صمّم عليه، وفي حال لم يصل إلى مبتغاه فهذا لا يعني أنّه عاجز، بل هناك عوامل كثيرة وضغوطات تؤثّر عليه، والإرادة فوق كلّ شيء.