اشارت المعلومات الى ان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وما ان كشف عن الاجتماع الاول في باريس بين الرئيس سعد الحريري والنائب الممدد لنفسه سليمان فرنجيه في تشرين الثاني الماضي، طلب موعداً لزيارة الرياض، فلم يتلقَ حتى الساعة رداً، "في ظنه ان ترشيح فرنجيه لا يحظى بموافقة دوائر القرار السعودي، في ظل اعتقاده بوجود رأيين مختلفين في الاسرة الحاكمة." ولفتت صحيفة "الاخبار" الى ان جعجع وفي اجتماعه ما قبل الاخير بوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في الاول من كانون الاول في معراب، ربط بين موافقته على ترشيح فرنجيه وحصوله على ضمانات من الرياض بالذات يسمعها بنفسه، لا من سفيرها في بيروت علي عواض عسيري ولا من الحريري. وتابعت الصحيفة ان جعجع متمسك  بذهابه الى المملكة  للتشاور معها وابداء رأيه في المبادرة التي اطلقها الحريري كي يقنعها بوجهة نظره. على ان الاجتماع الثاني بين الرجلين الثلثاء الفائت (جعجع والمشنوق) اعاد تأكيد مضمون الرسالة الاولى التي حملها المشنوق الى جعجع بالتخلي عن تأييد ترشيح عون ــــ ملمحا الى وصفه بـ"العاصفة السياسية" ــــ عبر استبعاده انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب لتعذر وجود قرار اقليمي بذلك. ولفتت الصحيفة الى ان الممكلة العربية السعودية اكتفت في رد على طلب جعجع موعدا لاستقباله في الرياض  باستقبال مدير الاستخبارات العامة خالد حميدان موفده بيار ابوعاصي، وابلاغه ان في السعودية موقفا واحدا لا اثنين، وان من مصلحة حليفها اللبناني التفاهم مع الحريري حول ترشيح فرنجيه. وهي دعوة غير مباشرة الى الموافقة على الانضمام الى المبادرة. كما ان جعجع في اجتماعه بالسفير السعودي في 19 كانون الاول الماضي  وكان الاول منذ اطلاق مبادرة ترشيح فرنجيه عبّر عن امتعاضه من تعامل الحريري معه بهامشية، حينما تجاهله لدى دخوله مع فرنجيه في صفقة الاستحقاق الرئاسي، واستيائه من انه اطلع عليها من الصحف.  وقد لفت عسيري امام جعجع  الى ان دعم الاخير ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة ردا على ترشيح الحريري فرنجيه يدخل في المحظور الاستراتيجي للمملكة، ما يعني عدم قبولها وتسامحها بإزاء خطأ من هذا القبيل من شأنه ان يمسها، مع ما لهذا القرار من تداعيات على مناحي شتى على صعيد الصداقة والتحالف بين الطرفين.