شنت قوات النظام البارحة عمليات عسكرية نوعية فسيطرت على عدد من القرى الشمالية وجاء سقوط سلمى أخيراً بمثابة إنتصار سيمكنه من إمتلاك أوراق ضغط جديدة قد تؤثر على سير المفاوضات قبل أيامٍ عدة من إنعقاد مؤتمر جنيف 3. فأهمية سلمى الاستراتيجية  تنبع كونها أولاً تقع في اللاذقية مع الحدود التركية وتطل على الساحل فكانت تشكل معبراً  تركياً هاماً، و ثانياً تقع سلمى على مقربة من مطار  اللاذقية الذي  يحمي معسكر الطيران  الروسي مما يشكل ذلك دافعاً روسياً أساسياً للسيطرة على المنطقة. 

أما على الصعيد الميداني، فتطل سلمى على جبل الأكراد التي تسيطر عليه قوى المعارضة بالإضافة إلى أنها تشكل بوابة ستمكن الجيش النظامي من الإقتراب من منطقة المارونيات والغنيمية وبلدة مركبة فربما تكون الخطة التالية هي عبور جسر الشغور بهدف الوصول إلى ادلب. 

لا شك في أن التدخل الروسي يحرز تقدماً ملحوظاً لصالح الأسد وقواته ولكنه جاء بضوء أخضر أمريكي فهل يمكن أن تكون روسيا تخوض حرب إيران في الداخل السوري؟ ما زالت المعارضة تسيطر على أكثر من نصف مناطق الصراع وتحظى بدعم تركيا والتحالف العربي مما يعني أن الحرب طويلة الأمد ولا يمكن الخروج بحل سياسي إلا بتحقيق الديمقراطية.  

ولعلّ سقوط سلمى ليس سوى إنجازا جديدا لصالح روسيا وقصفها الجوي فالسؤال الذي يطرح نفسه  هنا :لماذا لم يعمد حزب الله إلى المشاركة بهذه الحملة؟ هل هو امر إيراني أو رغبة روسية؟ سؤال برهن المستقبل القريب

كلاريسا قدوح