أن المنتديات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي كــ "اليوتيوب" و"تويتر" ،"الفيسبوك" ،"الواتس أب" ،"الانستغرام" وغيرها.. أضحت الأداة الأهم في يد الجماعات الإرهابية لنشر أفكارها ومعتقداتها ووضع خططها وتنفيذ أهدافها وتجنيد أعضائها. 

  للهذه المواقع الالكترونية دور كبير في تجنيد الإرهابيين حيث أن 80% من الذين انتسبوا الى تنظيم "داعش" تم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ مشيراً إلى أن عدد المواقع المحسوبة لهذه    الجماعات كبير جداَ، ويعود سبب إستخدام المتطرفين لشبكات التواصل الإجتماعي إلى أنها قليلة العبء المادي بالإضافة إلى إتاحة تدفق المعلومات وتقليل تكلفة تجنيد الأعضاء وإيجاد مجتمعات للتواصل الإلكتروني يتشارك أعضاؤها الأفكار والنقاش في جو يبعد عن سيادة الدول ..    

حيث يعتبر "داعش" أن  موقع "تويتر" أحد أهم وسائل التواصل الاجتماعي التي تستخدم للتفاعل والتنسيق أثناء العمليات الإرهابية، وتكمن الميزة الأساسية في "تويتر" بالنسبة إلى الجماعات الجهادية في أنه يوفر مجتمعات افتراضية متغيرة، تتكون بصورة تلقائية خلال الأحداث الكبرى وهو ما تستفيد منه...إضافةً إلى الفيسبوك فهو من  أهم المواقع الإلكترونية التي يستخدمها التنظيم أيضاً في تجنيد أتباع جدد ونشر الأفكار والمعتقدات؛ لأنه أكثر وسائل التواصل الاجتماعي استخدامًا في تجنيد المتطرفين، أما موقع "يوتيوب" فهو ساحة افتراضية للتدريب؛ فالوظيفة الأساسية له استضافة الفيديوهات التي يقوم المشتركون بتحميلها على الموقع لتصبح متاحة للجميع...

   من هنا نشر معهد بروكينز للدراسات مؤخراً تقرير كشف فيه أكثر الدول العربية المتابعة والداعمة لداعش على الإنترنت حيث أظهر التقرير بأن 28 بالمئة من داعمي داعش في توتير هم من المناطق السورية والعراقية لكن العدد الأكبر من متابعي داعش هم من السعودية وأفاد الموقع أن باقي البلدان لم يتجاوز عدد المتابعين فيها 6 بالمئة بالنسبة لكل عدد المتابعين على الإنترنت  وأفاد التقرير بأن الحسابات المسجلة رسميا من داخل السعودية لدعم داعش بالإنترنت يبلغ عددها 866 حساب مما يجعلها في المركز الأول وتليها سورية بـ507 حساب، والولايات المتحدة بـ404 ، ومصر بـ326 ، والكويت ب300 ، وتركيا بـ203 ، ولبنان ب141 ، وبريطانيا ب139 ، وتونس بـ125 حساب....  

وجد داعش والقائم على صناعته فرصة سانحة في مجتمعاتنا العربية لبث سمومه من خلال الإعلام الجديد لتصل إلى الناس بمختلف فئاتهم، ما أدى لظهور التنظيم بشكل أكبر من حجمه الحقيقي ومثير للرعب في نفوس الناس وأن الرعب الحقيقي يكمن في سيطرة الدعاية الإعلامية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي على عقول الناس، كما سيطرت عليها ذات المواقع بكل محتواها بغض الطرف عن طبيعة المحتوى والمضمون...