دخلت كرة القدم اللبنانية في عطلة تستمر نحو الشهر بعد انتهاء مرحلة الذهاب، ستقيم الأندية الـ 12 خلالها الذهاب مع وضع رؤية لمرحلة الإياب، وتحديداً لجهة مستويات اللاعبين الأجانب وما قدّموه ذهاباً، حيث تسمح لهم هذه العطلة بتبديل الأجانب، ناهيك عن أداء الحكام وبعض المشكلات الجماهيرية التي حصلت والحلول المقترحة لمعالجتها.
ولأن المعني الأول في كل نادٍ عن تقييم المستوى الفني هو رأس الجهاز الفني، تبدأ «السفير» من اليوم، سلسلة تقييم الذهاب من قبل المدربين الـ 12، حسب ترتيب فرقهم.
تحدٍّ ناجح من اللبنانيين
البداية مع مدرب «الصفاء» المتصدر إميل رستم الذي يعتبر أن فريقه قدّم أداءً لافتاً في الذهاب عبر تشكيلة تعتمد بالأساس على اللاعبين اللبنانيين، ويضيف: «نحن نسعى دائماً للأفضل، وهو نوع من التحدّي للاعبين بخوضهم الذهاب على أكمل وجه. انطلقنا مثل البناء المتصدّع وعملنا وتعبنا حتى ثبتنا هذا البناء، وحصدنا صدارة مستحقة مع نهاية الذهاب، ولدى اللاعبين تحدٍّ من نوع خاص، وهو إثبات أن إنجازهم لم يكن صدفة، وهذا ما سيعملون عليه خلال الإياب لمتابعة مسيرتهم التصاعدية، انطلق «الصفاء» بظروف صعبة جداً وعندما وصلنا إلى ما نصبو إليه علينا أن نُكمل تطوّرنا وأن لا نقف، حيث وصلنا بل علينا الاستمرار وتطوير أنفسنا، لأنه إذا اكتفينا بالذي وصلنا إليه، فإن الفرق التي خلفنا ستلاحقنا وقد تسبقنا في مرحلة من المراحل».
إيجابيات الذهاب
ويعتبر رستم أن من إيجابيات الذهاب السجل المميز الذي حققه لاعبو «الصفاء» خلال المباريات الـ»11» والتي مكّنته من اعتلاء الصدارة عن جدارة واستحقاق، وبالنسبة للسلبيات فهي لا يجب أن تحجب «ولكن أنا لا أتكلم عنها بل أبحث عن سبل علاجها مع الجهاز الفني، اكتشفت بعض السلبيات وسأعمل على سدّها خلال فترة الراحة بين الذهاب والإياب».
وعن إنهاء «الصفاء» مرحلة الذهاب في مركز الصدارة، يقول: «دخل «الصفاء» المنافسة من خارج الحسابات ومن الحلقة الضيقة أمام فرق «العهد» حامل اللقب، «النجمة»، «الأنصار»، «طرابلس» بطل الكأس، «شباب الساحل» المجتهد، و «النبي شيت» الطموح، ولم يكن أحد يحسِب لنا أي حساب مع انطلاق الدوري، ولكن النتائج التي حققها الفريق أعطتنا حقنا باعتلاء الصدارة، وفي مرحلة الإياب ستكون المنافسة مفتوحة على مصراعيها، وكل الفرق تطمح لإحراز اللقب وهذا حق مشروع لكل مجتهد، على أمل التوفيق للاعبي «الصفاء».
الأجانب بانتظار الحل المالي
حول إمكانية الاستعانة بلاعبين أجانب في الإياب، يعترف رستم أن موضوع الاستعانة بلاعبين أجانب غير مطروح حالياً بانتظار حلحلة الموضوع المالي «لن أفتح الموضوع مع اللجنة الإدارية قبل 10 أيام من الآن، تعرّض النادي لزلزال في الموسم الماضي وسأنتظر حتى تلملم الإدارة أوضاعها، وحسب الإمكانيات المادية نبني على الشيء مقتضاه. بصراحة أملك تصوراً معيناً، ولكن لن أتحرك قبل أن تعطي الإدارة الضوء الأخضر للسير بالموضوع».
الحكام والشغب والاحتراف
ويتحدّث رستم مطولاً حول الذهاب بشكل عام، ويقول: «ترتفع الصرخة حالياً على الأداء التحكيمي إلى جانب المنافسة المحتدمة، من هنا أرى أنه على الدولة أن تعي مسؤولياتها لضبط الجمهور على المُدرَجات حتى تشجّع الأوادم للحضور إلى الملاعب لتكون الرياضة فسحة أمل للابتعاد عن المشاكل السياسية والأمنية والمعيشية، وعلى الإداريين أن يعُوا حساسية تصرفاتهم داخل الملعب على المدرجات، لأن صافرة انطلاق أي عملية شغب تأتي من خلال اعتراضات الإداريين والجهاز الفني واللاعبين، وعلى هؤلاء السيطرة على انفعالاتهم والتعامل مع الأمور كافة بروية والابتعاد عن العصبية، لأنه عندما تقع الواقعة يهدأ اللاعب والإداري والفني، وتبقى الأمور مشتعلة على المدرجات، ومن أهم الأمور التي تطفئ أي عملية شغب على المدرجات هو وجود الأمن في الملاعب وأن يكون هناك رادع للمشاغبين، لأنه بوجود الردع المناسب لا تتوسَّع بقعة الإشكالات».
ويضيف: «من بين الحلول، منع أي شخص يخلّ بأمن الملاعب بالدخول إلى المدرجات بوضع اسمه وصورته مع المسؤولين عن دخول الملاعب كي لا يعود لافتعال المشاكل، وعلى «الاتحاد الكريم» التعاقد مع خبير تحكيم للإشراف على لجنة التحكيم بوجود رئيس اللجنة، لأن الخبير وحده يفهم على الحكام، الأخطاء التي ارتكبت في مرحلة الذهاب أخطاء بشرية مثلها مثل خطأ اللاعب بتمرير الكرة، الحكام بشر ومعرَّضون لارتكاب الأخطاء لا نيّة لهم بارتكابها، فهم يملكون أعشاراً من الثانية كي يتخذوا القرار المناسب، وأنا مع دعم الحكم اللبناني لقيادة المباريات لأنه لديّ حساسية تجاه أي شيء أجنبي وخصوصا الحكام، لأن الحكم الأجنبي لا يتميّز على الحكم اللبناني بشيء سوى أنه محترف، من هنا على الاتحاد بالتفكير باحتراف الحكم كي يصل إلى مرحلة الاكتفاء المادي ليكون تفكيره منصباً بقيادة المباريات ليس إلا، وضع اللاعب كوضع الحكم من ناحية الاحتراف. لا يجوز أن يغيب الاحتراف عن الكرة اللبنانية وأن تكون هناك عقود محددة لأن اللاعب ليس عبداً للأندية مدى العمر، وكما هو معروف أن الاحتراف سلسلة متواصلة بين اللاعب والمدرب والحكام وعندما يكونون هؤلاء محترفين فإنهم سيكرّسون وقتهم كله في مهنتهم».