أحدث الموقف الذي اتخذته السعودية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وما تبعه من مواقف تضامنية مشابهة من دول خليجية وعربية، إرباكًا كبيرًا لدى التيارات السياسية والدوائر الأمنية في طهران.

فقد بدأت أوساط كثيرة في إيران تتساءل عن هوية الأشخاص الذين هاجموا السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، والدوافع السياسية من وراء ذلك. وكتبت صحيفة «إيران» المقربة من الحكومة أن جهات سياسية معيّنة تحاول «استغلال» الاعتداء على السفارة السعودية في المعركة الانتخابية المحتدمة بين التيارات الإيرانية. كما اعترفت صحيفة «شرق» في افتتاحيتها أمس بأن الاعتداء على السفارة جعل إيران تدفع ثمنًا «سياسيًا وإعلاميًا وقانونيًا».

ووسط هذا «التخبط الإيراني»، أعلن أمس أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سيعقدون اجتماعًا استثنائيًا السبت المقبل، لتدارس تداعيات الاعتداء على البعثتين الدبلوماسيتين السعوديتين في إيران. وأكد مصدر خليجي لـ«الشرق الأوسط» أن الحد الأدنى المنتظر من اللقاء هو إدانة الاعتداء على السفارة، إلا أن مشاورات وزراء الخارجية قد تتوسع لبحث تعليق الاتفاقيات الأمنية والعسكرية بين دول المجلس وإيران. وبعد هذا اللقاء الخليجي، سيعقد لقاء آخر لوزراء خارجية الدول العربية في القاهرة لتدارس الرد على الاعتداءات الإيرانية ضد المصالح الدبلوماسية السعودية.

واتسعت أمس موجة الاستنكار الدولي للاعتداءات على البعثتين الدبلوماسيتين السعوديتين في إيران. فقد عبر وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، خلال اتصال هاتفي مع الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي، عن استهجانه للهجوم الذي تعرضت له السفارة والقنصلية السعوديتان في إيران. كما أعلن وزير الدفاع الماليزي، هشام الدين حسين، خلال اتصال مع الأمير محمد بن سلمان، تضامن بلاده مع السعودية في ما تعرضت له السفارة والقنصلية السعوديتان في إيران.

وضمن ردود الفعل الأخرى، أعلنت الكويت أمس استدعاء سفيرها، بعد خطوات متفاوتة قامت بها دول أخرى مثل البحرين والإمارات والسودان. واتخذت البحرين خطوة أخرى تمثلت في إعلان وقف الرحلات الجوية من وإلى إيران.