أمل رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام بتفعيل العمل الحكومي في المرحلة المقبلة منبهاً الى ان «السلطة الإجرائية بطبيعتها لا يمكن ان تكون مشلولة واذا شُلت تتوقف وينتفي مبرر وجودها».

وقال سلام أمام الموظفين في السراي الكبيرة لمناسبة حلول العام الجديد: «بعد نحو شهر تمر سنتان على تشكيل حكومتنا. هاتان السنتان لم تكونا عاديتين في ظل الصراع السياسي المستمر في البلد وفي ظل الشغور الرئاسي الذي لا تــمرّ مناسبة الا ونحض الجميع على إيجاد المخرج لـــه لتستقيم أمور البلد ولنعزز نظـــامنا الديموقراطي الذي نفــــاخر به دائماً، ويسمح للجميع بالمشاركة في مسيـــــرة البلد وفي بقائه وطناً حراً سيداً لجميع أبنائه».

وأضاف قائلاً: «في ظل هذه الأجواء تتضاعف مسؤولياتنا ومهماتنا. نشعر في أحيان بأننا في هذه الظروف الصعبة جداً غير قادرين على الانجاز والتقدم، ونرى في أحيان أخرى أننا حققنا انجازات نعتز بها»، متوقفاً عند «الحدث الكبير الذي شهدناه منذ نحو الشهر ونصف الشهر وهو الإفراج عن العسكريين الأبطال من أيدي الغدر والإجرام والإرهاب وشكل ذلك إنجازاً وطنياً كبيراً وتبقى الحاجة لاستكماله بالأبطال العسكريين الآخرين الذين لا يزالون قيد الأسر ولا تزال الجهود تُبذل لإيجاد السبل للإفراج عنهم».

وأكد «اننا انجزنا الكثير ولكننا عجزنا عن إنجاز أمور أخرى في ظل الشلل الذي أصاب مؤسساتنا بدءاً من السلطة التشريعية وانتقالاً الى السلطة التنفيذية. وآمل في مطلع العام بتحقيق كل ما يطمح اليه اللبنانيون، عبر تفعيل السلطة التنفيذية في شكل يرضي ضميرنا وبلدنا».

وأسف لما تشهده المنطقة من «حروب وقتل ودمار وخراب وأذى وضرر وإرهاب». وقال: «مهمتنا مستمرة ونأمل على رغم كل هذه الظروف الملبدة والعواصف التي تهب، بأن نتمكن سوية من القيام بما يمليه علينا ضميرنا ووطنيتنا للحفاظ على وطننا الحبيب».

والتقى سلام الرئيس أمين الجميل الذي اشار الى ان المهمة التي يقوم بها سلام «صعبة جداً ونعرف تماماً كل التحديات التي تواجهه»، ودعا الى تقدير «كل التضحيات التي يقوم بها ورحابة صدره على رغم الضغوط من كل اتجاه». وسأل: «هل كتب علينا أن ننتحر؟ هذا المسلك الذي نسير فيه انتحاري»، لافتاً الى «ما يحدث من حولنا في الدول المجاورة التي تتفكك في الوقت الذي نتسلى نحن بالقشور».

وطالب الجميل بأن «ننتخب رئيساً ليستقيم عمل المؤسسات الدستورية مثل المجلس النيابي ومجلس الوزراء»، مشيراً الى ان «من يعطل هذا المسار هم النواب الـ 128 الذين يفترض بهم أن ينزلوا الى البرلمان لينتخبوا الرئيس، من يعطل يتحمل مسؤولية كبيرة»، وسأل: «هل يستطيع البلد أن يحتمل الأمور المتشنجة التي بلغت مرحلة لا نعرف الى أين ستوصل العالم العربي وما هي انعكاساتها على الوضع اللبناني؟ كيف نترك البلد من دون مؤسسات ومن دون رئيس وبحكومة متعثرة وبرلمان معطل؟». وقال: «ألم يحن الوقت لنفهم أن علينا أن نستفيق كشعب ومسؤولين ونواب وأحزاب لإنقاذ وطننا، ام اننا ننتظر من سيأتي لينقذنا غصباً عن ارادتنا؟ لا أعرف من يهتم لأمرنا اليوم كما حدث في الدوحة والطائف ولوزان وجنيف، لا أحد يهتم للوضع اللبناني، علينا أن نهتم بأنفسنا وأن نتعاون ونتوافق في الحد الأدنى لإنقاذ البلد».

وعن امكان عقد مجلس الوزراء، قال إن «الرئيس نبيه بري قام بمسعى وجهد مشكورين ونأمل بأن يثمر المسعى، والرئيس سلام يبذل كل الجهود وهناك أمل، مع بداية العام بأن يعقد اجتماع لمجلس الوزراء كي نسيّر أمور الناس». ومن زوار سلام السفير الفرنسي إيمانويل بون.