قد لا يعرف كثيرون اسم هيروشي إيشيغورو، لكن أعماله تنطق باسمه، حرفياً! فقد صمم هذا المخترع وعالم البرمجيات عدداً من الروبوتات التي صنعت لنفسها ولاسمه مكاناً في عالم التكنولوجيا.   قدم إيشيغورو اختراعه الجديد مؤخراً في مؤتمر عقد بإمارة دبي، وهو روبوت مخصص للتحدث إلى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل بالتواصل مع الآخرين.   هيروشي إيشيغورو -عالم روبوتات: أستاذ في قسم المبادرات التكنولوجية في جامعة أوساكا ومدير مختبرات هيروشي إيشيغورو لأبحاث الروبوتات: طورت روبوت "تيرينويد" ليتمكن من التواصل مع الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في التحدث مع الآخرين، فالمسنون الذين يعانون من الخرف قد يترددون عند التحدث مع الآخرين لكنهم لن يمانعوا التحدث إلى روبوت، إذ يمكن أن يصبح هذا الروبوت وسيلة اتصالية لدى هذه الفئة لتتمكن من التواصل مع الآخرين، واليوم طورنا برمجيات محادثة للأشخاص المعمرين في اليابان والدنمارك وألمانيا.   هنالك ناحية أخرى غير الفلسفية المطروحة عند التعامل مع هذه الروبوتات، إذ يمكن للمرء أن يدرك بوضوح الفرق بينها وبين البشر، فالروبوت يمثل تركيبة ميكانيكية بسيطة ولا نرى أي مجال للإشكال فيها، ولكن عندما نتطرق إلى القلب، فما هو القلب؟ إن هذه النقاشات الفلسفية ضرورية حقاً، ويمكنها أن تفسر المغزى من وراء تواجدنا في هذا العالم، والمعنى من وراء امتلاكنا للقلوب والعواطف والمشاعر المترتبة على إدراكنا للواقع المحيط بنا، والروبوتات يمكنها أن تساعدنا في سعينا للعثور على إجابة لهذه التساؤلات.   إن الروبوتات يمكنها دائماً أن تأخذ وظيفة شخص ما، لكن يمكن للبشر العثور على وظائف أخرى، إن الروبوتات متواجدة لتحسين حياتنا، ولكي تساعدنا نحن البشر في التطور، لا يمكننا الفصل بين البشر والآلات، الآلات هي أدوات متوفرة لمساعدتنا وتمكننا من استخدام هذه الأدوات هو ما يفرقنا عن الحيوانات.   وفي وقت يفصل فيه بعض الأشخاص بين الدين والعلم، يرى إيشيغورو بأن الدين هو ما ساعده في تصنيع روبوتاته:  هيروشي إيشيغورو: في اليابان لدينا اعتقاد سائد اسمه "شينتو"، بأن الأرواح موجودة في كل مكان، لديك ولدي حتى في المواد التي قد نعتبرها جامدة مثل الأبواب والجدران، وحتى الآلات، وهذا كان مدخلاً صوب صنع روبوتات بشكل بشري.