المرشدية هي طائفة او مذهب ديني مسالم جدا  على الرغم من تعرضهم في سوريا للتنكيل على يد المجموعات المسلحة من التكفيريين لكنهم بقيوا متمسكين بسوريا وهاجر قلة منهم هربا من الحرب ،حاولنا التعرف عليه قدر الإمكان نتمنى ان نكون وفقنا بما جمعناه من معلومات وان نكون موضوعيين في نقلنا لهذه المعلومات .
المرشدية
المرشدية مذهب ديني أسلامي أتباعه يتبعون الطائفة المرشدية الصغيرة والتي لا توجد الا في سورية, يقدر عددها بحسب المصادر المرشدية ما بين ثلاثمائة ألف إلى نصف مليون شخص يعيشون مابين محافظات اللاذقية، حمص، منطقة الغاب في حماة، وفي دمشق وريفها كما ان هذه الطائفة لا توجد في بلد آخر سوى سورية، إلا بأعداد محدودة تعود اما لسوريين مهاجرين أو زيجات مختلطة أو أعداد صغيرة قد تكون دخلت المرشدية .
وتوجه بعض المصادر المتشددة اتهامات الى المرشيديين حيث تزعم ان المرشدية طائفة منشقة من النصيرية يعبودون مؤسس الدعوه المرشدية سلمان المرشد وهو ما ينفيه المرشدييون ومن يعرفهم .

ظهورهم
ظهور المرشدية 1923 إلى 1946 تعود جذور ظهور المرشديّة في النصف الأول من القرن العشرين في سوريا عن طريق سلمان المرشد والذي يشتهر أكثر باسم سليمان المرشد في منطقة الحدود الجبليّة بين محافظتي اللاذقيّة وحماة ومن تلك المنطقة امتدّت الدعوة إلى مناطق أخرى في محافظات حمص وإدلب ودمشق وطرطوس.
والآن فالوجود المرشدي في محافظتي حمص واللاذقيّة هو الأقوى. كان سلمان المرشد قد لفت الأنظار إليه في 1923 عندما بشّر بقرب ظهور المهدي لـ"يملأ الأرض عدلاً" ولم يدع الناس أن يتخذوه ربا كما يشاع وكان سلمان قد دعى إلى إلغاء الكثير من العادات التي تمس سيطرة مشايخ العلويين على أتباعهم.

اهم طقوسهم

تحتفل الطائفة المرشدية في سوريا، بعيد "الفرح بالله" في الخامس والعشرين من شهر آب كل عام، وتستمر شعائر هذا العيد لثلاثة أيام متتالية.

 

إعدامه
أعدم سلمان في نهاية عام 1946 بتهمة يقول البعض أنها أدعائه الألوهيه الا ان العديد من الباحثين يؤكدون قرار الاتهام والإعدام لم يتطرق أبداً إلى مسألة إدعاء الألوهية كما يشاع بل أنه أعدم بتهمة قتل زوجته والتحريض على قتل آخرين في المواجهة التي حصلت مع الدرك في قريته بنهاية 1946 وكانت جميع هذه التهم لفقت له بدوافع سياسية بحته 1946 إلى 1952 الدعوة الفعلية للمذهب المرشدي تُنسب إلى مجيب سلمان المرشد والذي يعتبر المرجع الاول للمرشدية التي أعلنها في 25 آب من عام 1951.
قُتل مجيب على يد عبد الحق شحادة آمر الشرطة العسكرية في عهد أديب الشيشكلي ،وبإيعاز منه, في 27 تشرين الثاني 1952.

هو المخلص
يعتبره المرشديون المخلّص الذي أعطى المعرفة الجديدة عن الله, وقد أشار مجيب قبل قتله إلى أخيه الأصغر ساجي المرشد باعتباره "الإمام ومعلم الدين". لذلك يُعتبر ساجي المرشد المرجعيه الدينية التي يلجاء اليها المرشديون في أمور دينهم. 1952 إلى اليوم بأعتباره الإمام ومعلم الدين بعد مقتل مجيب المرشد عام 1952 أصبح ساجي سلمان المرشد المرجع الأول للمرشدية وقد توفي (غاب كما يرى المرشديون) في تشرين الأول من عام 1998 ولم يوص بالامامة لأحد من بعده لذلك لا توجد عند المرشدية مرجعية دينية بعده.

ما هي المرشدية ؟
المرشدية هي منهج إصلاحي أخلاقي ديني إسلامي – [الدينُ عندَ اللهِ الإسلام؛ وفي كلِّ دينٍ نورٌ من اللهِ وإسلامٌ لله؛ نحنُ نؤلِّهُ للهَِ ونحبُّ من نريد] - عالمي يُعنَى بسلامةِ السريرة وطهارتها لا بقوانين الإدارة، تَأسَّسَ في 12 تموز 1923م، وأُعْـلِـنَ بتاريخ 25 آب 1951م؛ فيكونُ الخامسُ والعشرون من آب من كل عام عيدَ المرشديين الوحيد والمسمى بِـ (عيدِ الفرح بالله). تدعو الحركةُ المرشدية إلى التزام الأخلاق للفوز برحمة الله الواحد ورضوانه وإلى تحقيقِ الأصالة الإنسانية بُغيةَ الارتقاء إلى الكمال.
فليستْ مهمةُ هذهِ الحركةِ إصلاحُ العالَم، بل مهمتُها، ككلِّ دين، تخليصُ الإنسان من هذا العالَم. وما وردَ في تعاليم المرشدية [ليسَ علينا مهمةُ إنقاذِ العالم] يتلاقى مع الآية القرآنية: [ليسَ عليكَ هداهم] والآية: [فذكِّرْ، إنما أنتَ مذكِّر. لسْتَ عليهم بمسيطر] ومع قول المسيح: [مملكتي ليست من هذا العالم] وقوله: [اعملوا عملي واتبعوني إلى الملكوت].
مميزات المرشدية


وأكثر ما يميِّزُ المرشديةَ هو إلغاؤها للسلطة الدينية، إذ لا يوجد كهنوت ولا مشايخ ولا تبشير ولا دعوة إلى الدين، إنما يُعطى الدينُ بناءً على طلب المريد. فهي إذاً ليست نظاماً اجتماعياً ولا حزباً سياسياً ولا برنامجاً اقتصادياً.
كما ترتكز الحركة المرشدية عَمَلياً على الحرية الدينية الكاملة بشكلٍ عام [لا إكراهَ في الدين] وعلى حرية المرأة بشكلٍ خاص [الفتاةُ المرشدية تتزوج ممن تحب]... لا يوجد في تعاليمِ المُـرشِدية أدنى معنى للإكراه أو القسرية، فالخيرُ إذا لم يصدرْ من تلقاءِ النفس فلا فضلَ لفاعلِه.
فالمرشدية إذاً ثورةٌ على صعيد النفس لتحقيق أصالتها الإنسانية بالابتعاد عن الطُرُق الملتوية المؤدية إلى تحقيقِ رغبة النفس في الوصول إلى أي مكسبٍ مهما كان عظيماً. فالمهمُّ هو العملُ، لكنْ ليسَ أيَّ عمل، بل العملُ الصادر عن ضمير طاهر ونية صادقة. فطهارةُ الضميرِ وصدقُ النية هما الأساسُ لدى المرشدية – كما لدى كلِّ دين طبعاً -، فلا حاجةَ، عندئذٍ، إلى مؤسسة دينية أو سلطة كهنوتية لمراقبة الضمير.
المراة في المرشدية
طهارةُ السريرة مقدَّمَـةٌ على الشريعة. فالشريعة مؤقَّتة تختلفُ باختلاف الزمان والمكان. والشريعة نصيحة لا أكثر، ولا يوجد إدارة ولا مدير للنصائح. كما تدعو الحركة المرشدية إلى المساواة بين الرجل والمرأة، فللمرأةِ المرشدية الحقُّ في التعليم الديني والدنيوي ولها الحقُّ في اختيار عملها وشريكها دون أي إكراه. فقد جاءت الدعوةُ المرشدية لخلاص الروح، وكانتْ نقلةً نوعيةً من المعنى المادي إلى المعنى الروحي.
لقد نقلَتْ المُـرشِديَّةُ آيةَ [وفي السماءِ رزقُكم وما توعدون] من على واجهاتِ المطاعم إلى السماء (التي في داخلِ نفوسِنا)، ونقلَتْ السماءَ (البعيدةَ عنا جداً بحسب مفهوم الأديان الحالية المسماةِ بالسماوية) إلى نفوسنا. فالمقصود بالرزق في الآية هو الرزقُ الروحي في السماء، وهو الخلود في ملكوت الله.
ماذا تحرم المرشدية ؟
فالدينُ لم يهتم بإصلاح الأرض واستصلاحِها بقدر ما اهتمَّ بإصلاح النفس والسريرة وصلاحِها. يحرِّمُ المرشديون الميْتةَ والدمَ ولحمَ الخنزير، ويعتنون بالطهارة الداخلية النفسية والسيرة الصالحة والأخلاق الحميدة والفضيلة والقيم النبيلة وصحة النظرة إلى الله. ونظرتُهم إلى الخالقِ حُرَّةً فلا يقيدونه بالأصفاد. كما أنَّ الحركةَ المُرشديةَ ليستْ مغلقةً أمامَ أحد ولا حكراً على فئةٍ دونَ أخرى، ولا يعيشُ أبناؤها ضمن غيتوهات ولا يضرِبونَ حولَ مذهبهم أسواراً من الأسرار أو أنفاقاً ومتاهات، بل هي حركة عالمية مفتوحةٌ على كلِّ من يطلبُ بصدقٍ وإخلاص، دونَ اللجوء إلى أساليبِ الدعايةِ والتبشير وتسليعِ الحقيقة ولا إلى القسر أو الإكراه.
المرشديون لا يكفرون احد
لا يدينُ المرشديونَ أحداً ولا يكفِّرونَ أحداً، فالديَّانُ هو اللهُ. كما لا يحقُّ لأحدٍ أنْ يكونَ وصياً على أحد. وجميعُ الأديان والمذاهب هي طرُقٌ مختلفة لغاية واحدة. في كلِّ دينٍ حقيقةٌ ونورٌ وإسلام، وليسَ هناكَ من دينٍ يحيطُ بالله. ولهذا يجبُ احترامُ جميعِ الأديان، وعدمُ التهكُّمِ بأيِّ مُعتَقَدٍ مهما بدا غيرَ مقبول. فهم لا يقْبلونَ من أحدٍ أنْ يسيءَ إلى عقيدتهم. إذْ أنهم أكثرُ الناسِ اعتزازاً بدينهم وبمبادئهم. فقد زرعَ فيهم إمامُهم الحريةَ والتحرُّرَ من التبعية والإيمانَ والصدقَ والمحبةَ والعزَّةَ والكرامة...
زعيمهم قاوم الفرنسي ونفي
قام زعيمهم بحركة إصلاحية وعمره لم يتجاوز 18 سنة، وعمل على توحيد عشيرته (بني غسان) التي كانت تعيش بين ظهراني العَلَويين وكانت تتواجد في اللاذقية وفي منطقة القنيطرة (زعورة والغجر،...) وجبل الحلو (شين، عوج، مريمين،...). وكانت تُدْعى بـ(الغيبية) لأنهم ينزِّهونَ اللهَ عن الأفلاك والمظاهر الكونية ويؤمنون بأنه غيب. وحَّدَ سلمانُ عشيرتَه في 12/7/1923، وحاربَ الفرنسيين، فسُجِنَ ثلاثةَ أشهر تعرَّضَ خلالَها للسجن والتعذيب. وعندما خرجَ من السجن دعا إلى المساواة والعدالة بين الطوائف والأحزاب، فقامت السلطاتُ الفرنسيةُ بنفيه من اللاذقية إلى الرقة مشياً على الأقدام لمدة ثلاث سنوات من 1925 وحتى 1928.
ثمَّ أُعيدَ من المنفى ليوضع تحتَ الإقامة الجبرية لمدة ست سنوات، لكونه عارضَ بشدةٍ البعثاتِ التبشيريةَ بين المسلمين، والتي تخفي وراءها مطامعَ سياسيةً ومصالحَ شخصية. ساهمَ سلمان المرشد في إنجاح الكتلة الوطنية نظراً لما يتمتَّعُ به من شعبية كبيرة بين صفوف الفلاحين، ثمَّ عارضَ هذه الكتلة عندما رأى أنها ابتعدتْ عن مصلحة الوطن.
ونجح سلمانُ في الانتخابات البرلمانية التي جرت في عام 1943 كعضو في البرلمان. وفي عام 1945 طلبت منه الحكومةُ الوطنية أنْ يعملَ على إقناع السوريين المتطوعين في الجيش الفرنسي بالالتحاق في الجيش الوطني بعدَ أنْ فشلَ زعماءُ عشائرهم، ونجحَ سلمانُ في المهمة الموكلة إليه، رغمَ أنه لم يكن هناكَ من عشيرته من تطوَّعَ في الجيش الفرنسي أصلاً. ونظراً لخطورة هذه الحركة التحررية والتي ترفضُ أيَّ شكلٍ من أشكالِ التبعية، إقطاعيةً كانتْ أم استعمارية، والتي اتَّسعَ انتشارُها بينَ صفوف الفلاحين والفقراء والمستضعفين، عملَ بعضُ زعماء الكتلة الوطنية من الإقطاعيين المتضررين من حركة سلمان بموافقة شكري القوتلي ومباركة فرنسية على إعدام سلمان بتهمة الخيانة والتآمر مع فرنسا. وعندما فشلوا في إثبات هذه التهمة وجَّهوا إليه تهمةَ مقاومةِ الدرك الذين خرجوا لاعتقاله. وصدرَ حكمُ الإعدامِ شنقاً يومَ الخميس في اللاذقية، ونُفِّذَ الحكمُ بعدَ ثلاثة أيام في دمشق يوم الاثنين سنة 1946.

 

اعداد : محمد العس