إختار حزب الله بكركي يوم أمس لإعلان موقفه الواضح من المباردة التي طرحها الرئيس سعد الحريري والتي رشح فيها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية .

فبعد صمت طويل ،وبعد جملة من التأويلات حول موقف حزب الله من هذه المبادرة أعلن أمس السيد ابراهيم أمين السيد موقف الحزب من التسوية برمتها فقال السيد  :  أنه جرى نقاش ما يمكن أن نطلق عليه المبادرة التي طرحت لانتخاب الرئيس  مع الراعي، أن السياسة بالنسبة إلينا هي أخلاق، وليست كذباً ومناورات.

وبالتالي، عندما التزمنا مع الجنرال عون في ترشيحه للرئاسة، بالنسبة إلينا، لا نستطيع أن نتحلل أمام أي معطيات جديدة أو أمام أي مفترق سياسي جديد، وأن نتخلى عن التزامنا هذا الأمر. 

وقال الأمين أن هذا الالتزام أخلاقي يتضمن شرطين. الأول هو أن يكون الالتزام اختيارياً، فنحن لم يلزمنا أحد أن نلتزم مع الجنرال عون. والثاني هو أننا عندما نلتزم لا يفهم من هذا الالتزام أننا نمنّن الجنرال عون به.

هذا الأمر بالنسبة إلينا معيب، ولذلك فإن الطروحات والمبادرات الموجودة، كي تؤدي دورها أو تصل إلى نتائجها المقبولة، يجب أن تتم عبر قبول الجنرال عون بهذا الموضوع. وأكد أن حزب الله «ليس الطرف الذي عليه أن يبادر ليزيل هذه العقبة من أمام هذه المبادرة.  حسم حزب الله خياره بالتأكيد على تبني ترشيح العماد عون تحت عنوان الإلتزام الاخلاقي مع ما يعني ذلك من رفض للمباردة الرئاسية التي طرحها الرئيس الحريري تحت هذا الإلتزام أيضا .

أن تتخذ الأخلاق كذريعة للإستمرار بالتعطيل، وأن يكون الإلتزام الأخلاقي إصرار على الفراغ يعني فيما يعنيه مناورة سياسية جديدة استطاع حزب الله أن يسوق لها من خلال زيارته بكركي .

وتأتي هذه المناورة تحت عنوان الإلتزام الأخلاقي تجاه العماد عون كشخص، على حساب الخيارات الوطنية والمصلحة الوطنية وعلى حساب المبادرة التي أريد من خلالها إخراج البلاد الأزمة السياسية التي يتعرض لها منذ عام ونصف، علما أن هذه المبادرة تخدم هي أيضا سياسة حزب الله نظرا لترشيح أهم حليف للحزب وهو النائب سليمان فرنجية .

إن الإصرار على ميشال عون كشخص وإن التجاهل التام للمصلحة الوطنية ومتطلبات المرحلة تحت عنوان الإلتزام الأخلاقي هو عمل غير أخلاقي بحد ذاته لأن من شأنه أن يؤكد أن سياسة حزب الله ليست في صالح الوطن أولا بل ثمة مصالح خاصة لا يزال الحزب يراهن على تحقيقها من خلال الإصرار على ترشيح العماد عون .  

جهاد عبد الله