أكدت مصادر سياسية رفيعة أنّ تنكّر البعض لوجود مبادرة رئاسية لدى الرئيس سعد الحريري يدلّ على تراجع هذه المبادرة ومحاولة المعنيين بها التنصّل منها، خصوصاً بعدما جاءت ردّات الفعل عليها غيرَ مطابقة لحسابات بيدر أصحابها. وإذ تؤكّد مصادر معنية لصحيفة "الجمهورية"  أنّ "هؤلاء يحاولون إعادة الاعتبار إلى هذه المبادرة مستفيدين من الأخطاء التي ارتكبوها في شأنها، فإنّ مساعيَهم ستصل إلى حائط مسدود لأنّ كمّية الأخطاء التي ارتكبوها معطوفةً على ما أخفوه من التزامات قطعوها بعضُهم لبعض جعلَ من الصعب على حلفائهما في 8 و14 آذار القبول بها مجدّداً". وأضافت المصادر أنّ "المعنيين بالمبادرة يراهنون على حراك أميركي الشهرَ المقبل يصل الى مستوى الضغوط من أجل إمرار المبادرة، لكنّ المعارضين لها أو المتحفظين عنها سيكون لهم حراكهم ايضاً من أجل إعادة الاستحقاق الرئاسي إلى جادة الانتظار". وذكرت المصادر أنّ حزب الله ما زال على موقفه المتمسك بشدّة بدعم ترشيح رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، ما يعني أنّ فريق 8 آذار سيبقى ملتزماً هذا الترشيح من دون أيّ مقاربة عَملية لترشيح فرنجية طالماً إنّ عون مستمرّ في ترشيحه. كما قالت المصادر إنّ فريق 14 آذار في المقابل ما زال هو الآخر منقسماً على نفسه إزاء المبادرة، وأحياناً يبدي مواقفَ هي أشبَه بالانقلاب عليها، فلا الموقف محسوم قبولاً أو رفضاً في شأنها داخل تيار «المستقبل» ولا هو محسوم أيضاً بين التيار وحلفائه، كذلك الموقف نفسه ينسحب على العواصم الإقليمية المعنية بالشأن اللبناني.