لا تجد فرح إبنة الاربعة عشرة عاماً منزلاً يأويها بعد فقدان والديها، فوجدت نفسها وحيدة تفتقد لحضن والدة تكفكف عنها أحزانها، ولكتف والد تلقي بهمومها عليه. فيومياً ومع كل غياب شمس تمضي فرح ليلتها في مكان ما، لتبيت ليلتها الأخرى في منزل آخر.  

فرح اسم مستعار لفتاة قاصرة من الجنسية السورية ولدت في لبنان، وترعرت في بلدة الصويري في البقاع الغربي مع والديها، إلى حين أن دخلت والدتها السجن وهجرها والدها الذي قيل إنه تزوج بأخرى.   لم ترَ فرح منزل والديها في الصويري منذ أن هُجر، وهي فتاة وحيدة لأهلها، تقضي وتتنقل من منزل شاب إلى آخر بحسب ما روى أحد شهود العيان الذين يلتقون بفرح عند حلول موعد تقديم إخلاء سبيل لوالدتها في قصر العدل في زحلة.  

وفي تفاصيل القصة، أن والد فرح وبحسب ما أفادت التحقيقات في قضية توقيف والدتها، أنه قام بوضع مبلغ كبير من المال المزوّر في حقيبة يد زوجته من فئة اليورو بهدف سجنها بعد أن وشى بها بتهمة "ترويج عملة مزورة"، فقامت القوى الأمنية بمداهمة المنزل وإلقاء القبض عليها، بينما لم يتم العثور على والد فرح منذ ذلك الحين.

  من منّا يدري كيف تعيش فرح، وهل هي قادرة على تأمين لقمة عيشها، أم هل هناك من يتصدق عليها، أو فقط هناك من يقوم باستغلالها مقابل لقمة أو مأوى؟   لا ينفي المحققون أن تكون والدة فرح متورطة بالترويج للعملة المزورة بالرغم من نفيها نفياً قاطعاً بالضلوع بها، متهمة زوجها بالوشي بها بهدف الايقاع بها، للتهرب من واجباته ومسؤولياته تجاه عائلته وللتخلص منها، لكي يتزوج بأخرى من دون أن يجد من ينغصّ عليه حياته.  

قصّة فرح وعائلتها واحدة من آلاف القصص التي تضجّ بها سجون وقصور العدل في لبنان، فلكلّ عائلة حكاية وجع. منهم من ينتظر مساعدة ومنهم من ينتظر لفتة تعيد إحياء أمل دفن معهم داخل القضبان.  

("لبنان 24" - البقاع)