شكّلت التطورات الأخيرة وما هو متوقّع منها في الأيام المقبلة محورَ الاجتماع الذي عَقدته قوى 14 آذار ليل امس في «بيت الوسط» وحضَره ممثلون عن مختلف الأطراف. وقالت مصادر المجتمعين لـ«الجمهورية» إنّ اللقاء شكّلَ تقويماً للتطورات بخطوطها العريضة وهي قضايا ما زالت إيّاها مطروحة للبحث وستنسحب على السَنة المقبلة.   واستمع المجتمعون الى تقرير مفصّل عرضَه الرئيس فؤاد السنيورة عن جلسة هيئة الحوار الوطني الأخيرة، آملاً في ان يتطور العمل من خلال هيئة الحوار السَنة المقبلة، بحيث تتحول جلسات منتجة تتناول القضايا التي تَعني اللبنانيين، خصوصاً إذا ظلّ الشغور مستوطناً في قصر بعبدا، ومتمنياً أن تنجح مساعي رئيس مجلس النواب نبيه برّي لإعادة الحكومة الى عملها الطبيعي في السَنة المقبلة.   وبعد ذلك عرضَ المجتمعون لِما آلت إليه مبادرة الحريري الرئاسية، ولفتَ السنيورة إلى «أنّ الطرح لم يصل الى منزلة المبادرة، ولو كان الأمر كذلك لكانت المواقف منها أكثرَ تشدّداً، على الأقلّ من تيار»المستقبل»، لافتاً إلى «أنّ الحريري قصَد الإسراع في مواجهة الشغور الرئاسي وسعى إلى إنهاء الحال الشاذّة».   وقال: «طالما لم تصل الطروحات الى مستوى المبادرة فهذا يعني أنّها ما زالت مطروحة للبحث الجدّي، متمنياً «أن تكون المقاربة من باب البحث عن مصلحة البلد في إنهاء الشغور».   ثمّ تحدّث وزير الداخلية نهاد المشنوق مجدِداً تفسيرَ المبادرة الحريرية، ومصِرّاً على إبقائها قيد البحث «من باب الواقعية والجدّية المطلقة في مقاربة المخارج للوضع المجمّد على كلّ المستويات».   وتوقّف المجتمعون عند طرح نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان الذي كرّر تأكيد موقف «القوات» الرافض المباردة شكلاً ومضموناً وتوقيتاً، مشكّكاً «في الأهداف لا في النيّات التي تقف وراءَها».   ثمّ تحدث عدد من ممثلي الأحزاب وأعضاء الأمانة العامة لقوى 14 آذار، فجدّدوا رفضهم هذه المبادرة متمنّين «أن يكون كل ما يتصل بهذا الموضوع من الآن وصاعداً مدار نقاش مستفيض في إطار قوى 14 آذار قبل المضيّ فيها، لأنّها قد تشكّل سبباً للتباعد في ما بينها، وتقدّم خدمةً مجانية لخصومها».   وتناوَل المجتمعون بالبحث ما طرحَه بري حول سَعيه الى تفعيل العمل الحكومي انطلاقاً من المبادرة التي أطلقَها رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في جلسة الحوار، وتمنّى الجميع ان تصل مساعيه الى ما يُحيي العمل الحكومي ومعالجة مطالب معرقلي عودتها الى العمل الجدّي لتلبية مطالب الناس ومقاربة الملفات العالقة في «أدراج» الأمانة العامة لمجلس الوزراء والتي باتت تُعَدّ بالمئات، خصوصاً أنّ بينها قضايا حيوية.   وأكّدت كتلة «المستقبل» أهمية «الاستمرار في روح التواصل التي يُبديها الرئيس سعد الحريري مع مختلف الأطراف السياسية لفتحِ باب الخروج من أزمة الشغور الرئاسي الخطيرة بتداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية».   وكان اللافت أمس موقف أعلنَه وزير العدل اللواء اشرف ريفي امام وفد من الفاعليات البيروتية ورؤساء الجمعيات الاهلية، حيث أكّد فيه لهذا الوفد «أنّ خط الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم ولن ينهزم، ومُخطئ من يظنّ ذلك، وإنّ أصحاب الاحلام الذين يسعون لانتزاع التنازلات لصالح المحاور واهِمون، وإنّ انتخاب رئيس للجمهورية ضرورة، والمطلوب رئيس لكلّ الوطن وليس رئيساً تصادمياً، وإلّا فالفراغ المؤقّت أرحَم، الى حين التوافق على رئيس يَحظى بتأييد جميع اللبنانيين».   وأضاف: «نحن مستمرّون على نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وحامل الراية الرئيس سعد الحريري، ولن نفرّط بتضحيات شهدائنا، وفي مقدّمهم الشهيد وسام الحسن، الذين واجَهوا مشاريع تقويض مؤسسات الدولة وقضمها والعبث بأمنها».