وفي طريقي إلى الضاحية الجنوبية في بيروت، لفتني مظهر وحّد المسلمين والمسيحيين، مشهد شهدناه في مختلف المناطق الإسلامية ألا وهو زينة الميلاد التي تعبر عن ولادة المسيح (ع).

فالشجرة على أوتوستراد السيد هادي رائعة ومن يدخل إلى الضاحية يتفاجأ بحجمها لكنه ينصدم أكثر بوجود كلمة محمد رسول الله على الشجرة بدل عيسى روح الله أو مريم العذراء.

فهذه المبادرة تأتي بعد مصادفة عيد المولد النبوي الشريف مع ولادة المسيح لأول مرة منذ 457 عاما لذلك تستحق الثناء كونها توحد الأديان لكن ما يثير التساؤل هنا: هل هذه المبادرة هي عن حسن نية أم أنها محاولة لسرقة الفكرة وترويجها في الدين الإسلامي لكسب استعطاف الشارع المسيحي وإيهامهم بأن الضاحية والمسيحية شعب واحد؟؟

بالطبع كل ما تقوم به هذه الفئة ليس إلا وليد أهداف ما روائية وخلفيات لا يعلم بها إلا أصحابها ومهما حاول أهالي الضاحية التعبير عن الوحدة والتضامن إن كان بالزينة وغيرها يبقوا في عداد التبعية لحزب الله المستبد بهم والممسك بزمامهم والذي يبحث عن الحروب بحثا ويقود بهم نحو التطرف تاركا وراءه دعوات الوحدة التي كان رسول الله والمسيح يناديان بها.

وأكثر ما يعبر عن هذا القول هو لهث حزب الله وراء تنفيذ المشروع الاسلامي الإيراني الذي يمحو كل الطوائف من الوجود ويبقي فقط طائفة واحدة هي الإسلام المتمثل بشيعة الولي الفقيه.

ولعل ما قامت به الضاحية ليست محاولة سطحية لكسب التعاطف إنما ربما هي رسالة مضمونها "الشجرة أسلمت" فيا أيها المسيحيين تهيأوا للإسلام، فالشجرة اليوم أصبحت مسلمة وغدًا من يعلم!!

 

 

(ياسر الجوهري)